"صراع في الحديقة الخلفية"، حول هذا المعنى تتوالى التحذيرات الدولية من نشوب حرب إلكترونية بين روسيا من جهة، والولايات المتحدة وأوروبا من جهة أخرى، بعد تعرض جهات حكومية أوروبية لقرصنة إلكترونية شملت أيضًا مواقع حلف "الناتو".
وحسب حديثين لخبيرين أحدهما روسي والثاني أوكراني، فإن كل طرف يتهم الآخر باستهدافه، وأن الرد عليه بهجمات سيبرانية مماثلة ما هو إلا دفاع عن النفس.
فما حجم هذه الهجمات السيبرانية، وماذا تستهدف من مؤسسات، وإلى أي مدى ستصل؟
"روسيا تستخدم كل أسلحتها والقرصنة أبرزها، بحسب نعومكن بورفات المتخصص في السياسية الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، موضحا أن استخدام موسكو لهذا السلاح منذ بداية عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا لتنفيذ هدفين:
الأول عسكري، وهو اختراق أنظمة الملاحة وغيرها في أرض المعركة.
والثاني مالي، بهدف تمويل أرباح عمليات القرصنة الخاصة بسرقة الحسابات أو الفدية لحربها في كييف.
وتذهب أحدث التحليلات الخاصة بعمليات القرصنة الدولية إلى أن 74 بالمئة من أموال الفدية التي تم الحصول عليها من خلال بعض الهجمات الإلكترونية في عام 2021 حصدها قراصنة مرتبطون بروسيا، وأكثر من 400 مليون دولار من الأموال المدفوعة بالعملات المشفرة أخذتها مجموعات يرجح أن تكون تابعة لروسيا، بحسب بورفات.
ويُضيف أن موسكو شنت قبل حربها بساعات هجوما سيبرانيا على بلاده باستخدام برامج ضارة تسمى FoxBlade، لمحو البيانات الموجودة على الشبكات الحكومية بالكامل والسيطرة على البيانات.
غير أنه يرى أن موسكو فشلت في اختراق كييف خلال هجومها الإلكتروني المستمر؛ نتيجة نقل الكثير من الأنظمة الأكثر أهمية في الداخل الأوكراني إلى خوادم خارجها مؤمنة بشكل قوي؛ لمنع إفشاء الأسرار وبيانات القادة السياسيين والعسكريين والبرلمانات.
ورغم الخطوة الأوكرانية لصد الهجمات السيبرانية، كان قراصنة "راهديت"، وتعني "القراصنة الروس الأشرار"، قد نشروا بيانات ضباط الاستخبارات الأوكرانية بعد أسابيع من بدء الحرب فبراير 2022.
استهدفت واشنطن ولندن، منذ أيام، بحزمة عقوبات 7 أعضاء في مجموعة للقرصنة الإلكترونية، بعضهم على صلة وارتباط بجهاز المخابرات الروسية، حسب اتهامات أميركية.
تتضمن العقوبات تجميدًا لأي أصول يملكها المستهدفون الروس في الولايات المتحدة وبريطانيا، إضافةً إلى منع مواطني وكيانات البلدين من التعامل معهم.
وزارة الخزانة الأميركية عللت الخطوة باستخدام المجموعة الروسية شبكة "تريكبوت" للبرمجيات الخبيثة، وبأنها بدأت نشاطها من موسكو منذ نحو 9 سنوات، بشن هجمات إلكترونية على الشركات عبر استخدام ما يسمى فيروسات "حصان طروادة".
في تلك الزاوية، يقول الخبير الروسي العسكري شاتيلوف مينيكايف، إن الصراع الحالي هو أول معركة واسعة النطاق يتم فيها استخدام الأسلحة الإلكترونية بين موسكو من جانب والغرب وواشنطن من جانب آخر، موضحًا أن العقوبات الأخيرة تحمل ازدواجية.
وتابع مينيكايف أن الغرب ساهم بشكل كبير في محاولات قرصنة تجاه موسكو خلال السنوات الماضية بشكل عام والأشهر الماضية بشكل خاص تمثلت في:
• تعطيل الاتصال بالإنترنت في كل أنحاء روسيا، وإيقاف الطاقة الكهربائية.
• التأثير على أدوات التحكم في خطوط السكك الحديدية.
• استهداف البنية التحتية للمعلومات الحيوية، لنشر مواد مضللة في الفضاء المعلوماتي الروسي، وتشويه صورة موسكو.
• شهدت المواقع الإلكترونية للكرملين وشركة أيروفلوت للطيران وبنك سبيربنك، وغيرها، انقطاعا أو مشكلات مؤقتة بسبب الهجوم السيبراني.
كما حذر مركز التنسيق الوطني الروسي لحوادث الكمبيوتر من زيادة هجمات القراصنة على موارد المعلومات الروسية.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر