معرض الرسامة والنحاتة اللبنانية الرائدة سلوى في تيت مودرن
آخر تحديث GMT 17:24:49
المغرب اليوم -

معرض الرسامة والنحاتة اللبنانية الرائدة سلوى في "تيت مودرن"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - معرض الرسامة والنحاتة اللبنانية الرائدة سلوى في

لندن ـ وكالات

يلقى معرض الرسامة والنحاتة اللبنانية الرائدة سلوى روضة شقير في «تيت مودرن»، إعجابَ النقاد وهواة الفن الذين يقبلون عليه. المعرض الذي بدأ في السابع عشر من نيسان ( أبريل ) الماضي يستمر حتى العشرين من تشرين الأول (أكتوبر) و «شقير تستحق ذلك بقوة» وفق لورا كومنغ من «ذي أوبزرفر» التي رأت أن انتظار الفنانة معرضاً كهذا يصدم وإن لم يكن استثنائياً. كتبت عن لوحات الفنانة اللبنانية التجريدية «الفائقة الجمال»، ورأى تشارلز داروِنت من «ذا إندبندنت» أعمالها «رائعة، أقلّه أحياناً». اعتمدت «تيت مودرن» هيئة ذاتية جميلة رسمتها شقير في 1943 ملصقاً للمعرض واستندت فيها الى التكعيبية وما بعدها. حول العين مثلثان جريئان، أصفر وأزرق، وتعبير حازم يقارب القسوة، يواكب ربما عزم النساء على تأكيد أنفسهن في تلك الفترة المرتبطة بالسعي إلى الاستقلال عن فرنسا. تقابل الأنوثة في الفم الأحمر رفع الشعر بعمامة بيضاء أنيقة أبرزت الوجه المثلث، الغامض، الحاد الحاجبين والأنف. تبرز الزوايا أيضاً في الخلفية المزدحمة والملابس والعنق، لكن تعبير اللوحة العام، إذا استثنينا الوجه، يبقى ناعماً بفعل شحوب الألوان أساساً وتناغمها. عارضت فيها الواقعية والانطباعية السائدتين يومها في لبنان، وذائقة معلّميها مصطفى فرّوخ وعمر الأنسي. يشعر الناظر بالخسارة لاقتصار المعرض على هيئة واحدة، على أن الشكل يحضر أيضاً في سلسلة العاريات (أواخر الأربعينات) التي تبتعد الفنانة فيها عن الأنوثة مرة أخرى. أجسادهن خرقاء، ثقيلة في وسطها الأسفل، يذكّرن بسابحات بول سيزان، ويلزمن الداخل خلافاً لهؤلاء. لا علاقة للثقل ببلادة مفترضة لحياة النساء الملازمات بيوتهن، وربما كان حصرهن في المنزل خياراً اجتماعياً لا فنياً. ثلاث لوحات عنوانها «الرسامون الشهيرون» تشرب عاريات أربع فيها القهوة وتقرأن كتابين أحدهما ضخم عن الفن. تتوزع النساء باتسّاق على المساحة المسطّحة التي تقسمها شقير مستطيلات متنوعة، قاتمة وزاهية، وتنفرد كل منهن بلون وشكل للرأس والجسم. اختبرت في الشكل كما لو كان معجوناً، وجعلت الرؤوس أحياناً أصغر بكثير من الجسم، الذي ترهّل وتمدّد تحت الخصر في خيار واع لتجنّب الجمال. استندت فكرة اللوحات على الأرجح إلى «الغداء الكبير» لفرنان ليجيه، معلّم شقير في المعهد الوطني الأعلى للفنون الجميلة في باريس، التي صوّرت ثلاثاً من الحريم عاريات رجوليات الجسم، يشربن الشاي حول مائدة. تُحوّل شقير آلهات الحسن الثلاث في الميثولوجيا اليونانية والرومانية بياناً سياسياً بإحالة اثنتين منهن الى العرقين الأفريقي والآسيوي، في «عارية مع ورود» يهجم الحب، عبر وردتين حمراوين رُسمتا أفقياً، على عارية حالمة، شاحبة الجسم، جاهزة له. «اثنان=واحد» التي حقّقتها في أربعينات القرن الماضي شهادة عملية على الحرب اللبنانية بثقوب أحدثها فيها زجاج كسره القصف الذي تسبّب لزوج الفنانة بالصمم. توزّعت فيها ما دعتها «وحدات قياس» تشبه الغليون أو نصف دائرة مقصوصة على خلفية انقسمت ثلاثة أقسام عمودية. تتكرّر هذه الوحدات في أعمال تجريدية تستقيم الخطوط فيها وتستدير وتنحني بألوان زاهية تخفّف غالباً من قوة الضوء فيها. اشترت «تيت مودرن» لوحة «تأليف بوحدات قياس زرقاء» التي رأتها «فاينانشال تايمز» اختراقاً، نظراً إلى الثقة التي تتشابك الأشكال بها مع الأطراف المستقيمة والمنحنية. يقطع مثلّث أزرق نقي في صدارة اللوحة قسمين عموديين تطير وتحطّ فيهما المنحنيات المقصوصة المتوازية، المتقاطعة بالبنفسجي والأبيض الشاحب ودرجات عدّة من الأزرق. تكرّر شقير هذا النموذج في لوحات آسرة، بظلال مختلفة من اللون نفسه حتى يعتادها المشاهد ويرغب بتجربة فنية أخرى. في زيارة إلى القاهرة في 1943، وقعت شقير في حب الفن والعمران الإسلاميين، وهجست بعد ذلك بجمع التجريد الهندسي الإسلامي والحداثة الغربية. في «باريس- بيروت» مزجت مسلّة ساحة الكونكورد وقوس النصر والمنارة والنجمة في فضاء أخضر. تتداخل الخطوط والزوايا الحادة والمنحنيات في تركيب معقّد مفتوح ومنغلق تشير طيارة الورق فيه إلى باب القوس. عادت إلى بيروت في أوائل الخمسينات، وقالت إن الفنانين العرب لم يهتموا بتصوير الواقع المرئي الملموس كما رآه الآخرون. في سعيهم إلى الجمال بلغوا جوهر الموضوع وجرّدوه من كل الشوائب المرتبطة بالفن منذ زمن الإغريق حتى القرن التاسع عشر. قالت إنها كانت ستختار الهندسة في حياة أخرى، وصمّمت بركة سباحة ومنزلاً لولبياً وآخر من البلاستيك القابل للتنظيف لكنها لم تنفّذ تصاميمها، في محتويات المعرض أيضاً بضعة كتب لثريا ملحس صمّمت شقير أغلفتها. اعتمدت الفنانة المنحى نفسه في النحت، وزاوجت التراث الإسلامي والحداثة الغربية في أعمال منمنمة وكبيرة من الخشب والمعدن والزجاج وخيوط البلاستك والنايلون. أغنت أبعادها بالفراغ والتجاويف، وشدّدت على الحركة بالانفصال والتكامل والتوتر، بالتفكيك والتركيب، وجمعت الأعمال من قطع متشابهة تتغيّر وتلتفّ لدى تحريك طبقاتها كما لو كانت تلهو بقطع «الليغو». هذه القطع المماثلة مجاز للمباني العصرية التي بدأت ترتفع في فضاء بيروت، وتتسع للسكن الجماعي. دعت بعضها «قصائد من خمسة أبيات» و«جدار قصيدة» و«قصيدة غنائية»، في إشارة الى الشعر العربي الذي تستقل أبياته وتتكامل في آن. ولئن ثبّت التكرارُ التفصيلَ والجزءَ وهجس بهما، بحث عن اللانهائي، عن الروح خلف الشكل الروتيني المكرور. لورا كومنغ تشير إلى الجمال الوافر في المنحوتات الأكبر حجماً: «حتى من دون أي معرفة بالمبادئ الصوفية التي تكمن خلف هذا الفن، يشعر المرء بروح حرة ومرحة دائمة الحضور».

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معرض الرسامة والنحاتة اللبنانية الرائدة سلوى في تيت مودرن معرض الرسامة والنحاتة اللبنانية الرائدة سلوى في تيت مودرن



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib