الجائزة نالتها آنه فيبر عن كتابها "آنيته، ملحمة البطلات"، لم تكن تقديرا لعمل لا يكفيه وصف رواية لإنصافه، وإنما كانت لتكريم امرأة وهي "بطلة ليس في هذا الكتاب فقط، وإنما بطلة واقعية"، كما عبرت عن ذلك الكاتبة آنه فيبر.
يقام معرض فرانكفورت للكتاب بطريقة افتراضية ولا مركزية هذا العام، بسبب جائحة كورونا. ولكن الانطلاقة جاءت بالطريقة التقليدية المتبعة سنويا، أي من خلال الإعلان عن جائزة الكتاب الألماني، التي تمنح منذ سنوات في حفل ينظم في مبنى البلدية التاريخي. هذه المرة أمام عدد محدود من الجمهور، ولكنه جمهور نوعي: من بينهم خمسة من الكتاب الستة الذين ضمتهم القائمة القصيرة للمرشحين للفوز بالجائزة، وبعض ممثلي دور النشر، وممثلون عن رابطة تجارة الكتب، وتقنيون وصحفيون، وممثلون عن مدينة فرانكفورت. أما بقية المهتمين فلم يكن أمامهم سوى متابعة الاحتفالية من خلال البث المباشر عبر الفيديو أو الراديو.
حماس من كانوا موجودين في القاعة كان كبيرا لدرجة يخال للمرء أنهم يعوضون بتصفيقهم، عند إعلان النتيجة، غياب الكثير من صناع الكتب والأدب في ألمانيا. ولكن في الحقيقة كان لذلك دافع آخر هو الإعجاب الكبير بكتاب مميز جدا.
الجائزة التي نالتها آنه فيبر عن كتابها "آنيته، ملحمة البطلات"، لم تكن تقديرا لعمل لا يكفيه وصف رواية لإنصافه، وإنما كانت لتكريم امرأة وهي "بطلة ليس في هذا الكتاب فقط، وإنما بطلة واقعية"، كما عبرت عن ذلك الكاتبة آنه فيبر.
"آنه بويمانوار، الإنسان الحقيقي، المرأة التي أروي حكايتها هنا"، استحقت الشكر من الكاتبة التي تعيش في باريس. ووصفت في كلمتها الحياة غير العادية لبويمانوار، والتي سطرتها عبر سطور ملحمة البطولة، الكتاب الذي يتحدث عن قصة ذات الـ96 عاما آنه (في الكتاب آنيته) بويمانوار، التي ولدت في عام 1923 في بريتاني في وسط اجتماعي بسيط، وانضمت خلال فترة مراهقتها لصفوف المقاومة الشيوعية.
جائزة لقصة من قصص المقاومة
آنه بويمانوار، الإنسان الحقيقي، المرأة التي أروي حكايتها هنا، استحقت الشكر من الكاتبة التي تعيش في باريس. ووصفت في كلمتها الحياة غير العادية لبويمانوار، والتي سطرتها عبر سطور ملحمة البطولة
آنه فيبر
"يمكن قياس قوة حكاية آنه فيبر من خلال قوة بطلتها"، علّلت لجنة التحكيم قرارها، مثنية على الحبكة والاسترسال في "الملحمة عن قصة حياة المقاومة الفرنسية آنه بويمانوار، التي حولتها آنه فيبر بمهارة إلى رواية تجسد الشجاعة والمقاومة والنضال من أجل الحرية". إنها كتابة عن التاريخ الألماني-الفرنسي الذي يعد أساسا لأوروبا الحالية.
بطريقة متقنة ومرحة تحكي آنه فيبر قصة حياة بومانوار، التي أنقذت عندما كانت طفلة حينها مراهقين يهوديين، وبسبب ذلك نالت لاحقا لقب "منصفة بين الأمم" الذي تمنحه مؤسسة ياد فاشيم. وبعد الحرب انضمت للحزب الشيوعي. تزوجت وصارت أما وعاشت حياة شبه طبيعية في مرسيليا وعملت في مجال الفزيولوجيا العصبية، ولكن ذلك لم يستمر طويلا. بومانوار نشطت في دعم حركة الاستقلال الجزائرية، و بسبب ذلك حكم عليها في 1959 بالسجن لعشر سنوات. وحتى اليوم تزور البطلة الحقيقية المدارس، وتتحدث عن حياتها في المقاومة.
عن الجائزة
العناوين الستة التي وصلت للقائمة القصيرة للجائزة هذا العام، كانت متنوعة بكشل لافت. ولأول مرة ضمت القائمة القصيرة عددا أكبر من الكاتبات: أربع كاتبات مقابل كاتبين اثنين.
جائزة "رواية العام" التي تمنح سنويا مع افتتاح معرض فرانكفورت للكتاب، هي جائزة سنوية مرموقة. يحصل فيها الفائز على 25 ألف يورو، أما الكتّاب الخمسة المتواجدون في القائمة القصيرة فيحصل كل واحد منهم على 2500 دولار.
دورة هذا العام من المعرض تقام استثنائيا بشكل افتراضي، أي لا زيارات للجمهور. ضيف هذا العام هي دولة كندا، والتي أجّلت حضورها إلى فرانكفورت إلى العام القادم. يذكر أن المعرض استقبل في العام الماضي أكثر من 300 ألف زائر.
قد يهمك ايضا:
معرض فرانكفورت للكتاب يكرم مصر ويهديها شهادة تقدير
مؤتمر "الناشرين العرب" الثالث يعقد حفل استقبال في معرض فرانكفورت للكتاب
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر