قراءة في رواية دبابة من بلد إلكتروني
آخر تحديث GMT 03:23:10
المغرب اليوم -

قراءة في رواية "دبابة من بلد إلكتروني"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - قراءة في رواية

دمشق - وكالات

يبدو أن قدر الأدب العراقي لا يزال مرتبطًا بآثار الاحتلال، وهذا ما تؤكده رواية نهار حسب الله "ذبابة من بلد إلكتروني" حيث يستقبل الكاتب قارئه عند المشارف بإهداء إلي الجراح والبلاد المسروقة والى الغائبين. ثم يطوف به على جناحي ذبابة يقودها حظها العاتر من إحدى المختبرات العسكرية في الولايات المتحدة الأمريكية إلي بغداد، لتكتشف الوجه البائس لبلد محتل. لا تتوقف أحداث الرواية كثيرا عند ما يعرفه الجميع من محطات وأحداث عامة بقدر ما تطوف داخل بيت أبي علي الذي يعتبر نموذجا لأغلب البيوت العراقية، حيث الحزن والألم المقيمان. من بيت أبي علي أختطف أبنه الجندي الذي كان في الصفوف الأمامية، لتتأكد وفاته و تنصب خيمة العزاء الطويل، و تتمدد الطفلة "أمل" على فراش الموت في أيام أحتضارها الأخيرة بعد إصابتها بسرطان الدم وتساقط شعرها الذهبي. في العراق كل البيوت مسكونة بحرج ما، حتى الجارة التي تحاول تقديم الدعم النفسي للأسرة المنكوبة، تيتكين على كرسي متحرك بعد إصابتها بشبب نتيجة لجلطة دماغية.. قبل أن تكمل الذبابة الطالبة للحرية يومها في العراق حتى تتلاشى بهجتها بالحرية، كما تلاشت فرحة العراقيين الذين كانوا يستعجلون سقوط النظام، ليكتشفوا أن وجه الأحتلال أبشع بكثير. حتى الذباب في العراق مختلف يثير الأشمئزاز ويعيش على لعق جراح المصابين. فيما تحاول الذبابة العودة الى موطنها تقف على فضاعات الجنود الأمريكيين، في حق الأبرياء، وتكون شاهدة على أنتحار جندي أنهار بسبب الجرائم التي أرتكبها زملاؤه في حق الأبرياء. في نهاية الرواية تعبر الذبابة عن ندمها من طلبها للجرية في ظل الاحتلال، وربما هي تعبر عن ما وصفه الكاتب في مقدمته ب"التعبير عن مفهوم الحرية في زمن الاحتلال". وتنتهي رحلة الذبابة دون أن تتمكن من العودة الى السلام الذي كانت تنعم به قبل الساعة 3 من فجر يوم 20 من شهر آذار 2003. و يبقى الجندي الأمريكي الذي يفاخر بقتل طفل في العاشرة من عمره باحتلال المشهد الأخير، وليبقى الجرح العراقي مفتوحا ما بقيت آثار الجراح، وآلام الغياب، وليبقى الأمل محتضرا لا أمل في شفائه ولا نهاية لآلامه. والرواية هي من إصدارات دار الينابيع بدمشق عام 2012.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قراءة في رواية دبابة من بلد إلكتروني قراءة في رواية دبابة من بلد إلكتروني



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib