جديد عزالدين الماعزي الرجل الذي فقد ذيله
آخر تحديث GMT 14:17:25
المغرب اليوم -

جديد عزالدين الماعزي "الرجل الذي فقد ذيله"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - جديد عزالدين الماعزي

الرباط ـ المغرب اليوم

ينقل القاص المغربي عزالدين الماعزي في مجموعته القصصية القصيرة جداً بعنوان «الرجل الذي فقد ذيله » حكايات شخصيات مُنكسرة، تعيش بكل براءة واقعها المُمل، مسكونة بجرعات زائدة تكاد تكون قاتلة من اليأس والإحباط والإنكسار. أبطال المجموعة القصصية الصادرة حديثاً عن اتحاد كتاب المغرب، مُتذمرون، يائسون يعيشون على هامش الحياة، تتقاذفهم أمواج التيه وغربة الذات، والتشظي. كائنات تعيش بيننا بلا أمل وبلا روح، تتصرف بحركات هيستيرية، تتجرع، رغماً عنها، كؤوساً كثيرة من الخيبة جراء الحرمان والكبت والإقصاء. أبطال لا يتذكرون من أيام الطفولة إلا الجوع والفقر ولا يعرفون طعم الفرح والغناء، يجلدون الذات، كلما أتيح لهم ذلك، هم فئة من المُهمّشين، البسطاء، الذين يُواجهون واقعهم المرّ. وفي إحدى القصص تواجه الشخصيات المُشرفة على الانتخابات القروية، التي تكون دائماً مُزورة في نظرهم، لأن واقعهم وحالهم لا ولم يتغير منذُ عُقود طويلة من الزمن. في القرية الصغيرة «فدار لقمان تبقى على حالها ولا شيء يتغير فيها»، «في لحظة أعلنوا النتائج بفوز فلان. أقيمت الأفراح وذبحت الذبائح... وبعد ساعتين من نصب الخيام وتقبل التهاني أخبر الجميع أن النتيجة كانت خاطئة.. قلت.. لم يتغير شيء. لا تزال الدار على صباغتها». الموت حاضر بقوة بين ثنايا المجموعة القصصية، فحين همّ سادة القرية بإصلاح الطريق المؤدية إلى القرية «تجنّد الكل واختفى البعض. حين غفا المستشار لحظة قيل له إن الأصدقاء حملوا ما... إلى منازلهم غضب المستشار وأمر فقط بإصلاح الطريق المؤدية إلى المقبرة». وفي قصة أخرى من المجموعة القصصية نقف عند مدى تفشي الفقر بين سكان القرية حتى أن أحدهم فكر في بيع عضو حيوي من أعضاء جسمه لسيادة الرئيس، حيث يكتب الماعزي في قصة «لأنه نصف النصف»: لأنه مواطن مغلوب على أمره، ميت لا محالة تدخلوا لدى أهله لكي يبيعوا قطعة من كبده لسيادة الرئيس مقابلها يسلموه ألف درهم». وبنفس سردي لا يخلو من السخرية، برع القاص في الإمساك بتلابيب القاري ليأخذه إلى فضاء قصة لا تخلو من الغرابة والمُفارقة وهي قصة «محكمة» والتي تقول : «ذهب إلى المحكمة في الصيف لرفع شكوى ضد جاره. وقف أمام القاضي وقال: إن جاري سيأكل نبات الذرة من حقلي. تعجب القاضي وقال له.. كيف سيأكل جارك الذرة وهي لم تنبت بعد؟ قال الرجل شكوته الآن لأني أعرف أنه سيأكل الذرة لا محالة وفي الوقت نفسه تكون المحكمة المُوقرة طوال هذه المدة قد أصدرت حكمها ضد جاري». قصص عز الدين الماعزي في مجموعته «الرجل الذي فقد ذيله» مليئة بالغرابة والمفارقات العجيبة التي لا يمكن أن يحتملها إلاَّ أناء القصة القصيرة جداً، والتي برع فيها الماعزي براعة فائقة حدَّ الألم. أبطال عز الدين الماعزي في هذا العمل، مسكونون بجرعات قاتلة من اليأس والفشل، والتشظي، لكن هذا لا يمنعهم من السخرية من الذات ومن الآخر، هذا الآخر المُتعالي دوماً، بمنصبه أو بماله، أو حتى بصوره التي التقطت له مع من هو أعلى منه شأناً ومرتبة كما جاء في قصة من قصص المجموعة « وضع الرئيس الصور الكثيرة المُلونة أمام المحققين وهو رفقة رؤساء وزراء وشخصيات مهمة ولسان حاله يقول... انظروا مع من أكون  

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جديد عزالدين الماعزي الرجل الذي فقد ذيله جديد عزالدين الماعزي الرجل الذي فقد ذيله



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib