المترجم محمد ساري يعود إلى المأساة الوطنية من خلال القلاع المتآكلة
آخر تحديث GMT 13:44:04
المغرب اليوم -

المترجم محمد ساري يعود إلى المأساة الوطنية من خلال "القلاع المتآكلة"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المترجم محمد ساري يعود إلى المأساة الوطنية من خلال

الجزائر - وكالات

"القلاع المتآكلة" رواية جديدة صدرت مؤخرا عن دار البرزخ للنشر و التوزيع للروائي و المترجم محمد ساري، و التي من عاد من خلالها إلى العشرية السوداء و سنوات التسعينات و ذلك بالغوص في حياة الصديقين المحامي عبد القادر بن صدوق و رشيد بن غوسة، إلى جانب تقديم نظرة نقدية لفترة السبعينات التي مهدت حسبه إلى تلك الفترة.تحكي الرواية التي جاءت في 237 صفحة، قصة المحامي عبد القادر صدوق الأعزب الذي عايش رفقة صديقه رشيد وسكان "عين الكرمة" أبشع الجرائم التي اقترفتها الجماعات الإرهابية في حق المدنيين ورجال الشرطة والعداوات التي خلفتها داخل الأسر. حاول صاحب النص من خلال عمله هذا الغوص في المسار الذي جعل الجزائر تتوه في سنوات الرعب بتقديم تصور لأحداث الجزائر منذ الاستقلال، كما حاول تقديم نظرة نقدية للأفكار التي كانت سائدة آنذاك، و قد صور الروائي شخصية عبد القادر كرجل ستيني سعيد بعزوبيته التي نجته من مشاكل وأمراض يتخبط فيها كل أصحابه المتزوجين ولكنه أيضا إنسان وطني يشعر بأسى كبير لواقع قريته وبلاده وقد اشتغل في المحاماة بعد أن مل من حياة التدريس في المتوسطة التي لم تحقق له لا رفاهية العيش ولا كرامته. وفي عز الإرهاب الذي مد أطرافه في كل مكان لم ينس عبد القادر حياة العربدة التي كان غارقا فيها رفقة بعض أصدقائه كرشيد وعبد الله رائد الجيش المتقاعد وشعبان مالك المقهى الذي كان الجميع يتجمعون فيه على كؤوس النبيذ يتبادلون حديث السياسة وكلام الجرائد وفوضى الأفكار و الانحرافات الدينية التي سادت عقول الناس آنذاك. ولكن الحياة التعيسة لرشيد "الأستاذ الشيوعي الملحد" هي التي مثلت صلب هذا العمل الروائي فابنه نبيل و هو شاب في مقتبل العمر صار يكن له عداوة شديدة بسبب الأفكار التي غرسها فيه أصدقاؤه المتطرفون تدريجيا إلى أن يقنعوه أن أباه فاجر ويستحق الموت فيطلبون منه قتله، و في هذا السياق كتب الروائي "... إنك ستخلص البشرية من كافر زنديق وأجرك عند الله عظيم"..."رمش عين وأنت أصبحت جنديا من جنود الله ومن المبشرين بالجنة "..." ندخلك إلى جماعتنا وتصبح واحدا منا". هذا الأمر جعل نبيل في صراع داخلي حاد فيصاب بإحباط كبير و يغوص في متاهات الاضطراب النفسي ما جعل حياته في الأخير تنتهي بمأساة. عاد ساري من خلال هذا العمل إلى أهم الأحداث السياسية في فترة ما بعد الاستقلال مختزلا تاريخ الجزائر في "عين الكرمة" القرية الواقعة في سهل متيجة التي إنكوت بالفقر والفوضى والنزوح الريفي وزادها على هذا "القمع" والتفجيرات وعمليات التقتيل وبشاعة الاعتقالات و الاختطافات. فمن خلال قصص وسير بعض شخوص الرواية الآخرين كالصحافي يوسف عياشي والمحامي ناصر بن تواتي الذي تدرب على يدي عبد القادر ومحافظ الشرطة سي احمد الذي اغتالته جماعة "عين الكرمة" الإرهابية سلط الروائي الضوء على هذه المرحلة منتقدا خصوصا فترة السبعينيات و"صراع عقائد الثورة" الذي تسبب -حسبه- في موت الكثير من الجزائريين الأبرياء.و هذا حسب ما ورد في الرواية حيث قال "... كل عقيد يرى نفيه أجدر من غيره بقيادة الجزائر "..." أسلوبهم الوحيد هو الانقلاب العسكري وكنا نحن الجنود البسطاء "..." الطعمة المناسبة لفوهات المدافع ...". و ختم ساري روايته هذه بقضاء الشرطة على تلك الجماعة الإرهابية التي عاثت فسادا في منطقة عين الكرمة، غير أنه تعمد لترك نهاية مفتوحة متسائلا ما إذا كانت ستعود الحياة إلى منطقة عين الكرمة. للإشارة،ولد محمد ساري من مواليد1946، وقد نشر روايات عديدة باللغتين العربية والفرنسية من بينها "على جبال الظهرة" و التي ألفها سنة 1983، و"الورم" ألفها سنة 2002، بالإضافة إلى كتابه "لو لابيرانت" الذي ألفه في 2000، كما تعددت أعماله إلى ترجمة روايات كثيرة من الفرنسية إلى العربية لروائيين جزائريين على غرار مالك حداد وياسمينة خضرة، و مليكة مقدم وغيرهم.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المترجم محمد ساري يعود إلى المأساة الوطنية من خلال القلاع المتآكلة المترجم محمد ساري يعود إلى المأساة الوطنية من خلال القلاع المتآكلة



صبا مبارك تعتمد إطلالة غريبة في مهرجان البحر الأحمر

الرياض - المغرب اليوم

GMT 19:50 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود يسيطر على أزياء السهرة
المغرب اليوم - اللون الأسود يسيطر على أزياء السهرة

GMT 09:42 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

أهم الوجهات الثقافية في جدة لعشاق الفنون
المغرب اليوم - أهم الوجهات الثقافية في جدة لعشاق الفنون

GMT 10:00 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لتنسيق أثاث غرفة الطعام بأناقة
المغرب اليوم - أفكار لتنسيق أثاث غرفة الطعام بأناقة

GMT 08:57 2015 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

ظاهرة الدعارة تتفشى في مختلف أحياء مراكش

GMT 10:19 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

الدرك الملكي يلقي القبض على شبكة للهجرة السرية في الناظور

GMT 19:45 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

منع "الحراكة" من الحصول على الوثائق الإسبانية

GMT 05:59 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مجوهرات "ديور" تشع بالحياة بألوانها وأشكالها المميزة

GMT 19:16 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

محمد أوزال المرشح الوحيد لرئاسة الرجاء البيضاوي

GMT 04:13 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

"أبل" تجهز لإنتاج سيارات بحلول العام 2025

GMT 18:41 2018 الإثنين ,27 آب / أغسطس

إنستجرام يختبر ميزة جديدة لطلاب الجامعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib