رسوم ترامب 20 تتيح للمغرب فرصة ذهبية في السوق الأميركية
آخر تحديث GMT 17:15:04
المغرب اليوم -
أخر الأخبار

"رسوم ترامب 2.0" تتيح للمغرب فرصة ذهبية في السوق الأميركية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

فرصة ذهبية في السوق الأميركية
الرباط - المغرب اليوم

تشهد التجارة الدولية تحولات كبرى في ظل السياسات الحمائية التي تتبناها الولايات المتحدة، حيث فرضت واشنطن رسومًا جمركية جديدة على مجموعة من الواردات في خطوة تُعرف بـ”رسوم ترامب 2.0″. ورغم أن هذه الإجراءات أثرت سلبًا على اقتصادات كبرى مثل الصين والمكسيك وكندا، فإنها تفتح الباب أمام المغرب لتعزيز موقعه كمورد بديل للأسواق الأمريكية، مستفيدًا من اتفاقياته التجارية، لا سيما اتفاقية التبادل الحر مع الولايات المتحدة.

ويؤكد يونس بومعاز، أستاذ باحث في المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بسطات، أن هذه التغيرات توفر فرصًا جديدة للمقاولات المغربية، خصوصًا في قطاعات النسيج والصناعات الغذائية، ما يستدعي تبني استراتيجيات فعالة لدعم الصادرات المغربية نحو الولايات المتحدة وتحقيق تنافسية مستدامة.
إعادة تشكيل خارطة التجارة العالمية

فرضت الإدارة الأمريكية رسومًا جمركية تتراوح بين 10% و25% على الواردات القادمة من الصين والمكسيك وكندا، مستهدفة قطاعات استراتيجية مثل الإلكترونيات، النسيج، والصناعات التحويلية. تهدف هذه السياسة إلى تقليل الاعتماد الأمريكي على الأسواق الخارجية وتعزيز التصنيع المحلي، لكنها في المقابل تدفع الشركات الأمريكية إلى البحث عن موردين جدد قادرين على تقديم منتجات بأسعار تنافسية وجودة عالية.

في هذا السياق، يبرز المغرب كأحد البدائل المحتملة، بفضل اتفاقية التبادل الحر التي تجمعه بالولايات المتحدة. فمنذ دخول الاتفاقية حيز التنفيذ عام 2006، استطاع المغرب تحقيق مكاسب اقتصادية مهمة، حيث تستفيد 98.78% من المنتجات الصناعية المغربية من ولوج معفى من الرسوم الجمركية، بينما تحظى المنتجات الفلاحية بإعفاء تدريجي، ما يعزز موقعه كمصدر رئيسي للأسواق الأمريكية في ظل التحولات الجديدة.
قطاعات مغربية واعدة

يعتبر قطاع النسيج والملابس من أبرز المجالات التي يمكن أن يستفيد منها المغرب، حيث تُعد الولايات المتحدة واحدة من أكبر مستوردي الملابس عالميًا، بقيمة واردات سنوية تتجاوز 300 مليار دولار. ومع تصاعد النزاع التجاري بين واشنطن وبكين، يمكن للمغرب أن يصبح موردًا بديلًا عبر إنتاج منسوجات ذكية وأقمشة مستدامة تلبي المعايير البيئية الصارمة، وإقامة شراكات مع علامات تجارية كبرى مثل “H&M” و”Zara”، إلى جانب تحسين القدرة التصديرية للصناعات النسيجية المغربية لتعزيز تنافسيتها في السوق الأمريكية.

أما القطاع الزراعي والصناعات الغذائية، فيعد أحد المجالات التي يمكن أن تستفيد من التحولات الجديدة، خاصة بعد فرض قيود جمركية أمريكية على المنتجات الزراعية القادمة من الصين والمكسيك. ويمثل هذا فرصة للمغرب لتعزيز صادراته من الحمضيات والفواكه الحمراء مثل “المندرين” والعنب البري، التي تحظى بطلب متزايد في السوق الأمريكية. كما أن تحسين البنية التحتية اللوجستية، وضمان سرعة وكفاءة وصول المنتجات الطازجة، سيمكن المغرب من المنافسة في السوق الأمريكية وتعزيز صادراته من الفواكه والخضروات المصنعة.

ورغم هذه الفرص، يواجه المغرب تحديات تتعلق بالمنافسة الشرسة مع الأسواق الآسيوية، حيث لا تزال دول مثل فيتنام وبنغلاديش توفر بدائل تنافسية للمنتجات المغربية. لذا، يتوجب على المغرب التركيز على المنتجات ذات القيمة المضافة العالية، مثل الأقمشة الذكية والنسيج الطبي، إلى جانب الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار لرفع جودة منتجاته.

كما أن ارتفاع تكاليف الإنتاج والطاقة يمثل تحديًا آخر، ما يتطلب تبني حلول مستدامة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتقليل تكاليف التصنيع وتحسين القدرة التنافسية. وفي الوقت نفسه، تفرض الولايات المتحدة معايير صارمة على المنتجات المستوردة، مما يستوجب حصول المنتجات المغربية على شهادات جودة دولية مثل “USDA Organic” للمنتجات الغذائية و”Fair Trade Certified” للمنتجات الحرفية، لضمان سهولة دخولها إلى السوق الأمريكية وتعزيز ثقة المستهلكين بها.
فرصة ذهبية

يرى بومعاز أن المغرب أمام فرصة تاريخية لتعزيز حضوره في السوق الأمريكية، شرط اتخاذ خطوات عملية لدعم صادراته، مثل توسيع الحضور في التجارة الإلكترونية عبر منصات مثل “Amazon” و”Etsy”، مما يتيح وصول المنتجات المغربية مباشرة إلى المستهلك الأمريكي دون الحاجة إلى وسطاء. كما أن المشاركة في المعارض الدولية، مثل “New York Now Show”، يمكن أن تسهم في الترويج للمنتجات المغربية أمام المشترين الأمريكيين وتعزيز الوعي بها.

علاوة على ذلك، فإن عقد شراكات مع موزعين وعلامات تجارية أمريكية سيساعد على ضمان استدامة تدفق الصادرات المغربية نحو الأسواق الأمريكية، وتعزيز مكانة المغرب كمورد موثوق للأسواق العالمية. ومع استمرار الولايات المتحدة في تبني سياسات تجارية حمائية، يجد المغرب نفسه أمام فرصة نادرة لتعزيز صادراته وتعويض الأسواق التقليدية التي تواجه قيودًا جمركية جديدة.

ومع تصاعد الحمائية التجارية الأمريكية، بات المغرب أمام فرصة فريدة لتعزيز صادراته نحو الولايات المتحدة، مستفيدًا من التغيرات التي تشهدها سلاسل التوريد العالمية. غير أن نجاحه في هذا الرهان يعتمد على قدرته على التكيف مع متطلبات السوق الأمريكية، الاستثمار في الجودة والابتكار، وتحسين تنافسية منتجاته، لضمان اندماجه في سلاسل الإمداد العالمية وتعزيز مكانته كمصدر رئيسي للأسواق الأمريكية في المستقبل.

قد يهمك أيضــــــــــــــا 

تركيا تستهدف رفع التجارة مع سوريا إلى 10 مليارات دولار

ارتفاع أسعار الذهب وسط مخاوف من اضطراب التجارة العالمية

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسوم ترامب 20 تتيح للمغرب فرصة ذهبية في السوق الأميركية رسوم ترامب 20 تتيح للمغرب فرصة ذهبية في السوق الأميركية



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:03 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

القبض على ثنائي شبيبة القبائل بسبب المخدرات

GMT 07:07 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الخنبشي يؤكّد أنّ السعودية أوصلت اليمن إلى بر الأمان

GMT 03:20 2019 الإثنين ,08 تموز / يوليو

فوائد شمع العسل في تقليل الإجهاد وتحفيز النوم

GMT 15:18 2012 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"المحرك المميت" أول مسرحية في إطار مهرجان territoria

GMT 06:44 2016 الإثنين ,22 آب / أغسطس

التربية البيتيّة والمدرسيّة وجذور العنف

GMT 06:24 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

قبلة كيت وينسلت للنجمة أليسون جيني تثير عاصفة من الجدل

GMT 03:25 2015 الجمعة ,16 كانون الثاني / يناير

أبرز 5 ألعاب فيديو على "بلاي ستيشن 4" في 2015

GMT 04:29 2016 الجمعة ,21 تشرين الأول / أكتوبر

عدم الحصول على الإسترخاء والراحة يُقلل من خصوبة الرجال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib