الرئيسية » عالم البيئة والحيوان
مظاهر تغير المناخ

لندن - سليم كرم

تُوفّر المباحثات المُناخية الرئيسية المقبلة للحكومات فرصة للاستجابة لظروف المُناخ المتغيرة هذا العام، ومواجهتها بإجراءات حاسمة، وتشير صحيفة "الغارديان" البريطانية إلى أنه يجب على الحكومات الوطنية أن تلتفت إلى الإشارات التحذيرية لتغير المناخ الذي أصاب جميع أنحاء العالم في الأشهر القليلة الماضية، من خلال اجتماعات رئيسية هذا العام.

ويشهد العالم تغيرات في المناخ والتي ظهرت في العديد من الدول مثل الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة في شمال أوروبا، إلى حرائق الغابات في الولايات المتحدة، وموجات الحر والجفاف في الصين، بالإضافة إلى الرياح الموسمية القوية غير العادية التي دمرت مناطق واسعة من جنوب الهند.

ومع انتهاء الصيف في نصف الكرة الشمالي، توضح الملاحظات المناخية أن الجليد البحري في القطب الشمالي لم يسجل أي انخفاض يذكر هذا العام، وتم ربط مدى جليد البحر في أدنى مستوى سادس له على الإطلاق في عامي 2008 و2010، وقد تكون للتيارات البحرية وظروف الرياح تأثيرات كبيرة على مدى جليد البحار من عام إلى آخر، لكن الاتجاه واضح بشكل كبير.

وقالت جوليان ستروي، الأستاذة في جامعة كوليدج لندن: "لاحظنا في القطب الشمالي، خلال الأعوام العشر الأخيرة، ذوبان الجليد بشكل أسرع من أي وقت مضى منذ أن بدأت السجلات"، وأضافت "لقد فقدنا أكثر من نصف فترة التجمد الصيفي للجليد منذ أواخر سبعينات القرن العشرين، ومن الواقعي أن نتوقع وجود بحر قطبي خالٍ من الجليد في الصيف خلال العقود القليلة المقبلة"، ومما يثير القلق هو الانخفاض في سمك الجليد الذي يتشكل على مدى عدة أعوام، وأوضحت أنه ستروي: "تم استبدال الثلج الأقدم بثلج أكثر وأكثر في السنة الأولى، وهو أسهل في الذوبان كل صيف".

ليست جميع تأثيرات الطقس الاستثنائي لهذا العام، الذي شهد أيضا موسم صيف حار في المملكة المتحدة، يمكن تتبعها، إلا أن العلماء يؤكدون أن الاحتباس الحراري رفع من درجات الحرارة القصوى، وتسبب في الجفاف وجعل من الفيضانات أكثر احتمالا.

ويجتمع العلماء هذا الأسبوع في كوريا الجنوبية لمناقشة أبحاث آخر 5 سنوات في علوم المناخ للإجابة عن الأسئلة الرئيسية لتمكين الحكومات من اتخاذ اجراءات حازمة، حيث تحتفل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) بعيد ميلادها الثلاثين هذا العام مع ما يُرجح أن يكون تقريرا تاريخيا سيصدر 8 الشهر الحالي.

إن ما يتوقع أن يظهر سيكون أقوى تحذير حتى الآن من أن هذه الأحداث غير العادية ستضيف إلى نمط لا يمكن التغلب عليه إلا من خلال اتخاذ إجراءات جذرية وحاسمة.

ويتعاون الآلاف من خبراء المناخ الرائدين في العالم لنشر التقارير الدورية، ويتم إصدارها كل نصف عقد تقريبا. هذه المرة، سيحاول العلماء الإجابة عما إذا كان العالم قادرا على تلبية "التطلعات" المنصوص عليها في اتفاقية باريس لعام 2015 لمواجهة الاحتباس الحراري بما لا يزيد على 1.5 درجة مئوية، والتي من المحتمل أن يواجهها العديد من الدول والجزر المنخفضة.

عندما يؤدي العلماء دورهم، فإن المسؤولية ستنتقل إلى السياسيين لترجمة نصائحهم إلى عمل ملموس على أرض الواقع.

بدأت المبادرات العالمية تهدف إلى القيام بتدشين اجتماع قمة العمل العالمي للمناخ في سان فرانسيسكو الشهر الماضي إلى اجتماعات عشرات من الحكومات المحلية والشركات متعددة الجنسيات لتقديم التعهدات، وأثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قادة العالم على تكثيف جهودهم، ووصف التغيير المناخي بأنه "قضية عصرنا المحددة".

ويقول تقرير اقتصاد المناخ الجديد الذي نشر مؤخرا إن أكثر من 65 مليون وظيفة جديدة منخفضة الكربون يمكن أن تنشأ في غضون ما يزيد قليلا على عقد من الزمان، وإن 700 ألف حالة وفاة مبكرة من تلوث الهواء يمكن تجنبها سنويا بسبب الإجراءات الحكومية بشأن تغير المناخ. يمكن إضافة 2.8 ملايين دولار أخرى إلى الإيرادات الحكومية بحلول عام 2030 عن طريق إصلاح الحوافز الضارة لحرق الوقود الأحفوري، لكل هذه الأسباب، يأتي التقرير الخاص للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ في مرحلة حاسمة.

وحذّر علماء وخبراء اقتصاديون من أنه إذا لم يتمكن العالم من تغيير المسار خلال الأعوام القليلة المقبلة فإن العواقب ستكون وخيمة، حيث إن البنية التحتية الجديدة التي يتم بناؤها الآن في توليد الطاقة، والنقل والبيئة الحديثة، ستتم إما في معايير منخفضة الانبعاثات أو في عادات عالية الانبعاثات في الماضي. بما أن التقييم الشامل التالي لـIPCC لعلوم المناخ لن يكون متاحا حتى عام 2021، سيكون تقرير هذا العام حيويا في صياغة السياسة.

وتقول فاليري ماسون ديلموت نائبة رئيس الدورة الحالية للهيئة الحكومية الدولية: "لا يمكن أن نعطي جوابا بسيطا.. نحن الآن على مفترق طرق"، موضحة أن عتبة الدرجة ونصف الدرجة لها آثار ستظهر "في حياتنا نحن وليس في الجيل المقبل".

وتقول لورانس توبيانا: "بشكل عام، يشير هذا التقرير إلى ضرورة أن لا تزيد الانبعاثات بعد العام 2020.. أعتقد بأنه يمكن استخدام التقرير للقول: هناك حاجة ملحّة إلى التحرّك العاجل، وهناك حلول ممكنة"، ولوقف ارتفاع حرارة الأرض عند مستوى درجة ونصف الدرجة، ينبغي بلوغ نقطة توازن في منتصف القرن الحالي، أي أن لا تزيد الانبعاثات عن القدرة على امتصاصها، ولذا، فإن الخبراء يأملون في أن يقرّ ممثلو الدول المجتمعة في كوريا الجنوبية توصيات الهيئة الحكومة الدولية.

وينبغي على الدول أن تبدأ بمراجعة التزاماتها التي قدّمتها بموجب اتفاق باريس، فبقاء الأمور على ما هو عليه يُنذر برفع حرارة الأرض إلى مستوى ثلاث درجات، وإضافة إلى ما قد تبديه بعض الدول من تحفظّات، يتركّز الهاجس الأكبر بشأن الولايات المتحدة التي لا يبدي رئيسها دونالد ترامب حماسة في قضايا المناخ.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وزارة الفلاحة تجري قرار جديد يستهدف حماية القطيع الوطني
أحمد البواري يستمر بيقدم الدعم للفلاحين بخلفية أزمة الجفاف
الشمس تتعامد على معبد أبوسمبل ظاهرة تتكرر مرتين سنويًا
الإعصار "ميلتون" يبدأ باجتياح سواحل فلوريدا
صديقي يترأس حفل الانطلاقة الرسمية للسنة الدراسية 2024-2025 للتكوين…

اخر الاخبار

اتفاق بين جمعية جهات المغرب و”ICLEI Africa” لتعزيز التنمية…
عبد اللطيف لوديي يُؤكد أن المغرب على أعتاب تحقيق…
وزارة الداخلية المغربية تتجه لإطلاق خدمة طلب الحصول أو…
حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود

فن وموسيقى

النجمة ماجدة الرومي تُحقق نجاحاً كبيراً في حفل خيري…
المغربية فاتي جمالي تخوض تجربة فنية جديدة أول خطوة…
حاتم عمور يُؤكد أن ألبومه الجديد "غي فنان" عبارة…
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…

أخبار النجوم

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
حسين فهمي يردّ على انتقادات عمله بعد أيام من…
محمود حميدة يكشف سرّاً عن مشاركته في "موعد مع…
درّة تتحدث عن صعوبات تجربتها الإخراجية وسبب بكائها

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن المرشحين الخمسة للفوز بلقب أفضل…
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
كريستيانو رونالدو يعتلي صدارة هدافي دوري الأمم الأوروبية
محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024

صحة وتغذية

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…

الأخبار الأكثر قراءة

الإعصار "ميلتون" يبدأ باجتياح سواحل فلوريدا
صديقي يترأس حفل الانطلاقة الرسمية للسنة الدراسية 2024-2025 للتكوين…
وزارة التجهيز والماء في المغرب تُعيد فتح 35 من…
المملكة المغربية تسعى لتعزيز قدرتها على توليد طاقة الرياح…
المغرب يحتفل باليوم العربي للأرصاد الجوية تحت شعار “الأثر…