أوقفوا هذا العالم أريد أن أنزل
أخر الأخبار

"أوقفوا هذا العالم أريد أن أنزل"

المغرب اليوم -

أوقفوا هذا العالم أريد أن أنزل

بقلم : زمردة دلهومي

أريد أن أنزل بعد أن بدأت أحس بالخطر يداهمني من الاتجاهات كافة ، أينما وجهت نظري ، أوقفوا هذا العالم أريد أن أنزل لأغير وجهتي إلى سبل أكثر وضوحًا واتجاهات أكثر أمنًا وإشراقًا ، لم أعد  قادرة على العيش في بلد يتلاعب سادته بعقائدنا وبأمننا ويقفون حائرين أمام اقتصاد خرابه يلوح بالخطر وسيأتي عما قريب ، يتصارعون على الزعامة ويفضلون لعبة الكراسي المقلقة على فك رموز المتاهة وإيجاد سبل النجاة ومفتاح العبور إلى الضفة الأخرى الأكثر سلمًا وأمان ، ينظرون إلى الطوفان قادم من بعيد وليس بيدهم إيقاف سيله الذي سيقلب الموازين رأسًا على عقب .

زعامات تتصارع  بالكلمات وفوق المنابر وخلف أسطر الجرائد وأضواء القنوات ينقلون فشلهم وبؤس سياستهم إلى سماء الشعب المشرقة تلك التي يصادفونها في الأحلام الجميلة ويستقضون أخر الفجر فيرونها مجرد أحلام لن تتحقق أبناء الوطن حائرون يموتون يئسًا وفاقة تقتلهم وبطالة تنخر جيوبهم ، وأصحاب البلاط يخنقهم إخطبوط خبيث لا يترك من بين أصابعه نفسًا للحياة .

كيف لي أن اطمئن على مستقبل أبنائي في بلد أجج ثواره قبسًا ألهب دولًا بأسرها بأعرافها وقوانينها وأبعادها اللامتناهية وتراجع إلى الخلف تاركًا للزعامات المقبلة من خلف الضباب فرصة الانتشاء بدماء شهداء خضبت التراب وحفرت في القبور ثقبًا لا يلتئم  ،  أسياد يقارعون دنان النصر على دموع أمهات ثكلت أرواحًا أزهقها الجبناء.

كيف لي أن أسير في طريق قطاره لا أضواء تنيره ولا مقاعد تؤثثه وطريقه وعرة وسككه عوجاء سئمت من الأخبار الكاذبة والأرقام الزائفة سئمت من قراءة الصحف ومتابعة النشرات الوردية أريد أن أرحل إلى عالم أعداده صحيحة وأرقامه متساوية أنفاسه نقية وأمراضه غير معدية سئمت رؤية بلد كالبحر الهائج صرخ بعنف وثار في مد وجزر ثم ابتلع أصدافه وحيتانه وبقي يتأمل عظامها الرميم.

أوقفوا اللعبة لم أعد قادرة على متابعتها نسيت قواعدها الشهيرة وأخشى الفشل ولا أحد يستطيع أن يرغمني على السير عكس الريح وليست لدي قوارب صيد محترفة لأسير بها عكس التيار فالبحر ثائر والغضب عارم والرؤية منعدمة ،  لم أعد قادرة على العيش في جمهورية يدّعى أسيادها الديمقراطية وحقوق الإنسان ، جمهورية  تنوء بثقل همومها تبكي نساؤها وترتجف قلوب شيوخها المرضى نعيش يستشف الضباب في زمن الأنوار ونخاف الليل كما نخشى النهار، البطالة خبز يومي والفقر ينخر العظام والمحسوبية والرشوة وقود نتحرك به نحو حلم لم ولن يتحقق أبدًا ، نحن نحلم وننتظر أن تزهر أوراقنا في كل ربيع ولكن المواسم اختلفت فلم تزهر أشجارنا و ظلت حقولنا قاحلة .

سئمت العيش في بلد سادته يتحدثون في الليل وعندما تستضيفهم نشرات الأخبار لغة لا أفهمها وخطابات مزدوجة توحي بخطر  قادم على مهل فأوقفوا هذا العالم أريد أن  أن أنزل فورًا ، لان قلبي لا يحتمل صدمات جديدة ولأن الغبار أكثف من أن يزال بنفضة واحدة نوه البحر أعد عدته ليرمي موجه حيث ينام الفقراء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوقفوا هذا العالم أريد أن أنزل أوقفوا هذا العالم أريد أن أنزل



GMT 14:20 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 12:23 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

أعلنت اليأس يا صديقي !

GMT 05:17 2023 الأربعاء ,05 إبريل / نيسان

اليمن السعيد اطفاله يموتون جوعاً

GMT 00:59 2022 الإثنين ,14 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 11:30 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 19:57 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:03 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

القبض على ثنائي شبيبة القبائل بسبب المخدرات

GMT 07:07 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الخنبشي يؤكّد أنّ السعودية أوصلت اليمن إلى بر الأمان

GMT 03:20 2019 الإثنين ,08 تموز / يوليو

فوائد شمع العسل في تقليل الإجهاد وتحفيز النوم

GMT 15:18 2012 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"المحرك المميت" أول مسرحية في إطار مهرجان territoria

GMT 06:44 2016 الإثنين ,22 آب / أغسطس

التربية البيتيّة والمدرسيّة وجذور العنف

GMT 06:24 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

قبلة كيت وينسلت للنجمة أليسون جيني تثير عاصفة من الجدل

GMT 03:25 2015 الجمعة ,16 كانون الثاني / يناير

أبرز 5 ألعاب فيديو على "بلاي ستيشن 4" في 2015

GMT 04:29 2016 الجمعة ,21 تشرين الأول / أكتوبر

عدم الحصول على الإسترخاء والراحة يُقلل من خصوبة الرجال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib