حَربٌ أهْليّة وزلزال مرتقب داخل الكاف

حَربٌ أهْليّة وزلزال مرتقب داخل الكاف!

المغرب اليوم -

حَربٌ أهْليّة وزلزال مرتقب داخل الكاف

بقلم : محمد أمين متبار

مُخطئ من يرى أن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم دخلت عهدا جديدا بانتزاع الملغاشي أحمد أحمد لعرش الكاميروني عيسى حياتو، الذي عَمّر ثلاثة عقود على رأس "الكاف"، فكيف ذلك؟
رؤية أحمد أحمد للكرة الإفريقية ظهر من خلال مشروعه المُقدّم في حملته الانتخابية، حيث ركز على الانفتاح علر التجربة الأوروبية والرفع من مستوى الممارسة والعائدات المالية ومحاربة "الفساد الأكبر"، الذي جسده في الرئيس السابق، ومفسدين آخرين "صغار"، ممن ساعدوا حياتو على بناء إمبراطوريته الخالدة، قبل انهيارها جراء معاناته مع المرض وإبرامه لصفقة العمر مع شركة "لاكاردير" الفرنسية.
أحمد المعروف بقُربه من المغرب، الذي كان حليفا أساسيا في خطة تنصيبه رئيسا جديدا للكاف، شكل مكتبه الحالي بحذر، مراعيا التوازنات، ليس جغرافيا فقط، باحترام تمثيلية كافة المناطق الإفريقية حسب ما ينص عليه القانون الأساسي، ولكن أيضا بالإبقاء على بعض القوى التي تشكلت رفقة الغول الكاميروني بشمال إفريقيا ومناطق أخرى بالقارة السمراء.
التسويق السيء لعلاقة المغرب والكاف وتزامن ذلك مع صحوة كروية على مستوى الأندية والمنتخبات، حرّكت المياه الراكدة وعادت لتسقي منابع الفساد داخل الكاف؛ هذا الخطأ الإستراتيجي أقحم المغرب في حرب بالنيابة مع أطراف معينة وضعت أمامها "رأس" أحمد هدفا أساسيا.
الحرب الأهلية داخل الكاف انطلقت قبل رحيل الكاتب العام السابق، المصري عمرو فهمي، الذي اصطف مع فريق المعارضة واشتغل بطريقة أو بأخرى لصالحهم، قبل أن يتم إبعاده وتعويضه برجل الثقة المُجرّب معاذ حجي، الإداري والمدير وكاتم الأسرار، عقب تجربة لا بأس بها داخل جامعة كرة القدم.
الحرب على المكشوف انطلقت منذ فترة  بين تيارين معروفين داخل الجهاز القاري، الأول يحاول الإطاحة بأحمد عبر إضعاف الحليف المغربي وإغراقه في تهم الفساد، بداية بقصص غاساما ومباراة الرجاء وبركان وصولا لأحداث مباراة بركان والصفاقسي، ثم ضرب مصداقية الرئيس بكشف تفاصيل جانبية من حياته الشخصية وعلاقاته "الغرامية"، وإظهار تبذير خطير لأموال الكاف في اقتناء سيارات فارهة للرئيس بين مصر ومدغشقر.
حرب تكسير العظام استمرت بنشر وثائق خاصة تَهُمّ صفقات مشبوهة أبرمتها "كاف" مع شركات ألبسة رياضية، ثم "التخاذل المشبوه" في تحسين العقد الذي يربط الكاف مع "لاكاردير" بخصوص حقوق النقل التلفزي، بعد الرفع من عدد منتخبات الكان دون الزيادة من القيمة المالية للتعاقد الذي يستمر لسنوات طويلة أخرى.
أكيد أن الملغاشي أحمد شعر بالخطر منذ فترة وأحسّ أن كرسي الرئاسة مهدد؛ الشيء الذي ترجم تحركاته القوية في الآونة الأخيرة، نتج عنها خروج اتحادات دول "كوسافا" ال 14 على رأسها جنوب إفريقيا ببلاغ تؤكد من خلاله وقوفها مع الرئيس الحالي ومساندتها المطلقة لشخصه، إضافة لفتحه قنوات تواصل مباشرة مع شخصيتين "ثقيلتين" في كل من الكوتديفوار وجنوب إفريقيا، حسب معلومات خاصة توصلت بها، وهو ما ينبئ بتغييرات مرتقبة في المستقبل القريب وضربات جديدة قد تهز بيت "الكاف".
مشاكل الكاف يرتقب أن تستمر ما دام أحمد أحمد عاجز إلى حدود اللحظة في تجفيف منابع الفساد، التي يرويها اسم معروف بهدايا باهظة الثمن منذ سنوات للحفاظ على ثقله داخل دواليب الكاف أثناء يتنقل بسلاسة بين لجانها.
"باش قتلتي باشت تموت".. ربما تنطبق قريبا على النيجيري بينيك أماجو، رئيس الاتحاد المحلي، الذي صار نائبا أول لأحمد أحمد بعد تجميد عضوية الغاني كويسي نيانتاكي؛ هذا الأخير ضُبط وتم وإيقافه بعد قضية الفساد الشهيرة في الكرة الغانية قبل فترة، حيث كان حليفا قويا لأحمد. 
نفس تُهم الفساد موجهة حاليا للنيجيري، باختلاس قرابة 8 ملايين أورو، وهو الذي كان يحضر "خفية" للانقضاض على الرئاسة بدعم المعارضة الداخلية، علما أنه غادر اجتماع المكتب التنفيذي الأخير قبل نهايته وعارض مقترح إعادة مباراة الترجي والوداد.
"الفساد قائم والطرق تختلف".. عنوان بسيط يمكن أن يلخص مرحلة عيسى حياتو وأحمد أحمد، تتفرع منه أسئلة أخرى كثيرة... فهل الكاف بحاجة اليوم لتوازنات وسياسة جبر الخواطر؟ هل بات من الواجب البحث عن رئيس بكاريزمة قوية، قادرة على تطبيق القانون كما هو مع الجميع؟ وهل سيسمح التيار الفاسد بظهوره؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حَربٌ أهْليّة وزلزال مرتقب داخل الكاف حَربٌ أهْليّة وزلزال مرتقب داخل الكاف



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:45 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية
المغرب اليوم - أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية

GMT 08:47 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تيك توك يتخلص من أكثر من 200 مليون فيديو مخالف خلال 3 أشهر

GMT 02:26 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

احتياطيات ورأسمال بنوك الإمارات تتجاوز 136 مليار دولار

GMT 03:01 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدفاع الجديدي يهزم حسنية أكادير

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ميناء طنجة المتوسط يحصل عل قرض من مؤسسة التمويل الدولية “IFC”

GMT 22:42 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب الطرق تواصل حصد أرواح المغاربة

GMT 21:19 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأحمر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib