اضحك مع الانتخابات

اضحك مع الانتخابات

المغرب اليوم -

اضحك مع الانتخابات

توفيق بو عشرين

تقول الحكاية إن مرشحا من مرشحي حزب «الزرقلفريال»، أي ورقة 200 درهم الزرقاء، دق باب عجوز في الدوار، وطلب منها أن تصوت له يوم الرابع من شتنبر المقبل، فردت عليه المرأة العجوز بالقبول، لكنها اشترطت عليه رشوة عينية أو بالأحرى حيوانية، فقالت له: «يا ولدي، أنا امرأة عجوز ولا أقدر على مشقة التنقل على رجلي لقضاء حاجاتي في الدوار وخارجه، فهلا اشتريت لي حمارا من السوق يعينني على الحركة». رق قلب المرشح لحال المرأة، وفكر في الاستجابة لطلبها فتوجه إلى سوق الحمير، وبحث عن أرخص حمار في المعروض من الدواب، حتى وإن كان صغيرا أو مريضا أو أجرب، فلم يجد حمارا يساوي 200 درهم ولا حتى 300 درهم، فأرخص حمار في السوق يصل ثمنه إلى 700 درهم. قفل صاحبنا راجعا من السوق وخير العجوز بين 200 درهم أو لا شيء، فقالت له: «ألم تجد حميرا في السوق؟»، قال: «بلا، ولكن أرخص حمار وجدته هناك يساوي 700 درهم، وميزانيتي لشراء الأصوات هذا العام لا تزيد على 200 درهم للصوت»، فردت عليه بحكمة العجائز والذكاء البدوي الفطري: «عجبا يا ولدي، صار ثمن أرخص حمار في السوق أغلى من صوت إنسان في الدوار».

مرشح آخر دق باب إمام المسجد يطلب منه الدعاء له من على المنبر للفوز بالمقعد الانتخابي، وبلا تردد قبل الإمام الطيب، ولما صعد إلى المنبر يوم الجمعة للخطبة رفع أكف الدعاء إلى الله أن يساعد صاحبنا المرشح وقال: «اللهم أعطه من الأصوات على قدر نيته»، فلما انتهت الصلاة التفت الإمام إلى المرشح وقال له: «هل أنت راضٍ الآن عني؟»، فرد المرشح ووجهه ممتقع: «من أين سيأتي الرضى يا شيخ؟ أنت دعوت علي ولم تدع لي.. إذا ربطت الأصوات الانتخابية بنية المرشحين، فهذا يعني أني ساقط من الآن. السلام عليكم»…

وعود المرشحين المحليين للسكان لا حدود لها.. خيالهم يجنح بعيدا في كل انتخابات، فهذا مرشح يعد في مدينة داخلية مثل فاس بالبحر، لكن الناس لا يسألون هل هذا ممكن أم مستحيل، بل يسألون عن نوع السمك الذي سيأتي مع البحر، مرشح آخر في الجبل يعد سكان الدواوير بقرية أولمبية في حين أن الطريق إلى أقرب مركز حضري إلى قريته «محفرة» منذ نصف قرن. مرشح آخر في الحسيمة يعد الناس بمحطة للقطار تنظم رحلتين بالمترو من الحسيمة إلى فاس كل يوم (صاحبنا لا يفرق بين القطار والمترو). مرشح آخر لا يعد الناس بما لا يقدر على تحقيقه من طرق وشغل وفضاء أخضر وإنارة عمومية ونظافة… لديه نقطة واحدة على البرنامج: تقنين زراعة الكيف، وتوسيع المساحات المزروعة (وكلها يضرب على عرامو).. هذا أفضل تجسيد لشعار الأنشطة المدرة للدخل. مرشح آخر في الفقيه بنصالح لا يحب الفلسفة مع ناخبيه، ولا يعدهم ببرامج يعرف أنها لن تتحقق على الأرض، قال للناس: «إذا انتخبتموني فسأطلب لقاء من سفير إيطاليا بالمغرب وأطلب منه 1000 فيزا لأبنائكم للسفر إلى إيطاليا، ولأني منتخب ديمقراطيا ولدي معارف في الرباط، فإن السفير الإيطالي لن يرد الطلب في وجهي. ثقوا بي.. أصواتكم هي جواز سفر أولادكم إلى الطاليان». «لماذا 1000 فيزا فقط وليس أكثر؟»، سأل شاب عاطل مرشح الفقيه بنصالح، فرد على الفور: «لأنني لا أحتاج إلى أكثر من 1000 صوت لأنجح في الانتخابات الجماعية. باقي الفيزات الأخرى نتركها للانتخابات التشريعية».

مرشح آخر وعد ناخبيه بشوارع جديدة في القرية بطول 10 كيلومترات، وقبل أن يخرج من فمه مقاس عرضها التفت إليه مدير حملته وقال له: «انقص شوية.. إذا بالغت في الكذب لن يصدقك أحد». فقال لهم: «نعم سنشيد شارعا طوله 10 كيلومترات وعرضه متر وربع»، فانطلقت الاحتجاجات من الجمهور على ضيق عرض الشارع وقالوا له: «هذا صراط مستقيم وليس شارعا عاما»، فالتفت إليهم وقال: «الشكوى لله بمدير حملتي، هو المسؤول، ضيقها علينا الله يضيقها عليه». 

نكتة أخرى يرددها الشارع تقول: «اتصل شخص بزعيم حزب في الهاتف فرد عليه: ««من معي؟» فقال المتصل: «لا أحد معك الجميع، ذهب مع خصمك»».

يقول المثل الإنجليزي: «يكثر الكذب في ثلاث مناسبات: أثناء الحرب وقبل الانتخابات وبعد رحلة صيد فاشلة»، ويزيد العرب ثلاث مناسبات أخرى ينتعش فيها الكذب هي: قبل الزواج، وأثناء نشرات الأخبار، وبعد تنصيب الحاكم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اضحك مع الانتخابات اضحك مع الانتخابات



GMT 19:35 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

زحام إمبراطوريات

GMT 19:33 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 19:29 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ماذا وراء موقف واشنطن في حلب؟

GMT 19:26 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أزمة ليبيا باقية وتتمدد

GMT 19:25 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

السينما بين القطط والبشر!

GMT 19:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

خطيب العرابيين!

GMT 19:20 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

روشتة يكتبها طبيب

GMT 19:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أنجيلا ميركل؟!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:47 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تيك توك يتخلص من أكثر من 200 مليون فيديو مخالف خلال 3 أشهر

GMT 02:26 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

احتياطيات ورأسمال بنوك الإمارات تتجاوز 136 مليار دولار

GMT 03:01 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدفاع الجديدي يهزم حسنية أكادير

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ميناء طنجة المتوسط يحصل عل قرض من مؤسسة التمويل الدولية “IFC”

GMT 22:42 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب الطرق تواصل حصد أرواح المغاربة

GMT 21:19 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأحمر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib