العرش خيمة وليس مظلة
وفاة أسطورة التنس الأسترالي نيل فريزر عن عمر يُناهز 91 عاماً نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع
أخر الأخبار

العرش خيمة وليس مظلة

المغرب اليوم -

العرش خيمة وليس مظلة

بقلم - توفيق بو عشرين

«أتمنى له فترة حكم صعبة»… كانت هذه واحدة من أمنيات الملك الراحل الحسن الثاني لولي عهده «سمية سيدي» آنذاك. وليشرح أكثر، قال الحسن الثاني في أحد حواراته الصحافية: «لكي يكون للملكية موقع مركزي في البلد، عليها أن تجدد شرعيتها باستمرار»… هذه نصيحة أب لابنه، وحتى وإن لم يأخذ بها الملك الراحل طوال الوقت أثناء فترة حكمه التي وصلت إلى 38 سنة، فقد بقيت مدونة في أدب الـمُلك…

18 سنة مضت على جلوس محمد السادس على العرش، حيث انتصب أمامه تحدٍّ صعب منذ ليلة البيعة، وحتى قبل أن يدفن جثمان والده في ضريح محمد الخامس.. إنه تحدي الجمع بين الاستمرارية والتغيير، بين الحفاظ على التقاليد والانفتاح على التجديد، بين التعايش مع المخزن وتوطيد بعض أركان الممارسة الديمقراطية.

نجح محمد السادس أحيانا في التوفيق بين طرفي هذا التناقض، وفشل أحيانا أخرى، وظلت مملكته، إلى الآن، تتكلم لغتين، ونمطين للحكم، وأسلوبين في الإدارة وقرائتين للدستور واحدة رئاسية والثانية برلمانية واحدة ديموقراطية وأخرى سلطوية. أحيانا يتغلب التقليد على التحديث، وأحيانا يسرق التحديث الأضواء من التقليد، لكن، في كل الأحوال، مازالت المملكة عالقة في منطقة رمادية مكتوب عليها: «المرحلة الانتقالية»، التي أصبحت شبه إيديولوجيا عِوَض أن تكون وصفا زمنيا لمرحلة عابرة… مع مرور السنين وتعاقب الأحداث وتعقد المشاكل، أصبحت الملكية في قلب اختبار ثانٍ، وهو أن تكون ملكية «عمومية» أو «خصوصية». أشرح أكثر بالانتقال إلى كلام زعيم ومؤرخ.

يوم وشح الملك محمد السادس صدر مولاي عبد الله إبراهيم، رئيس أول حكومة لليسار سنة 1958، باعتباره واحدا من الموقعين على عريضة المطالبة بالاستقلال، قال عبد الله إبراهيم في حفل صغير ببيته في مراكش جملة معبرة جدا: «عندما يكون الملك حقا ملكا لكل المغاربة، كل شيء يصبح ممكنا، وكل المشاكل تصبح قابلة للحل، وعندما لا يكون الملك ملك كل المغاربة يصير كل شيء مستحيلا، والمشاكل بلا حل». هذه الجملة يجب أن تحفر على جدران كل القصور الملكية لكي يقرأها الحاكم والمحكوم، ويتمعنا الطرفان في مغزاها العميق.

 المؤرخ عبد الله العروي، في كتابه القيم «مغرب الحسن الثاني» ( Le Maroc de Hassan II)، يقسم فترة حكم الملك الراحل إلى مرحلتين الأولى تبتدئ من يوم تنصيب مولاي الحسن سنة 1961 ملكا على المغرب إلى يوم الانقلاب الفاشل سنة 1972، أما المرحلة الثانية فامتدت من سنة 1973 إلى يوم وفاته في يوليوز 1999. وحسب العروي الذي عاش قريبا من الأحداث في المغرب وعاصر إلى الآن ثلاثة ملوك، فإن الحسن الثاني حكم المغرب في الفترة الأولى باسم جناح أو فريق au nom d’un clan، ضد أجنحة أخرى في مملكته، وهنا لم يكن يختلف عن جمال عبد الناصر في مصر أو هواري بومديان في الجزائر وآخرين. بعد الانقلابين الفاشلين، تحول بصعوبة إلى أن أصبح ملكا فوق صراع الأجنحة.. ملكا لكل المغاربة ملكا عظيما.

مثلما هناك من يريد احتكار الكلام باسم الله، أو باسم الوطن، هناك من يسعى إلى احتكار الكلام باسم الملك ومصلحته وعرشه وسلطته وصورته ومشروعه… وهذا أخطر أنواع الاحتكار، لأن الذي يدعي أنه جزء من مشروع الملك، وجزء من إرادة الملك، لا يفعل ذلك في الكتب والخطب والجرائد والكلام، بل من خلال آلة السلطة والقرار العمومي، فيتحول إلى «كهنوت سياسي» يصادر حق المغاربة أجمعين في أن يكون لهم وجود وحق في خيمة الملك، التي من المفروض أن تكون مفتوحة في وجه كل مغربي، مهما كانت أفكاره ومعتقداته وميوله مواليا كان أو معارضا إسلاميا أو ليبراليا يساريا أو يمينيا… عندما يحول البعض الملكية إلى خصم فإنه يجر العرش إلى خصومات تتعارض مع وظيفتها ودورها ورمزها والقيم التي بنيت عليها. دور الملكية في هذه المرحلة أن تقاوم الخوصصة وأن تبقـى في إطار التأميم الذي يترك كل الطرق سالكة إلى القصر الملكي الذي يضع نفسه في خدمة الشعب والوطن والاستقرار والاحتكام إلى الخيار الديموقراطي  والباقي متروك لصناديق الاقتراع…

يحتفي القصر هذه السنة بالذكرى الـ18 للجلوس على العرش في أجواء خاصة جدا لا تشجع على الفرح، فالريف غاضب، و178 شابا من حراكه وراء القضبان، والصحافة تنتهك حرمتها بالقانون الجنائي، إن كانت لاتزال لها حرمة، والحقل السياسي يتعرض للدمار الشامل، والزعيم بنكيران قاب قوسين أو أدنى من أن يصير معارضا، والحكومة تعرج لأنها خرجت من خيمة أبريل مائلة، وحقوق الإنسان تئن بفعل عودة الانتهاكات الجسيمة… البلاد بحاجة إلى أن تأخذ نفسا عميقا، والملكية في حاجة إلى عهد ثانٍ، لأن شرعية الحكم مياه تجري في نهر متجدد، يشهد على أن أمنية الراحل الحسن الثاني تحققت ولو بعد حين.. ألم يقل ‘‘أتمنى له فترة حكم صعبة’’؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرش خيمة وليس مظلة العرش خيمة وليس مظلة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك

GMT 14:11 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

رسم للفنان الفرنسي

GMT 19:48 2012 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هذا نذير شؤم

GMT 07:23 2015 الجمعة ,20 شباط / فبراير

عموري مبارك: صوت الأمل الجريح

GMT 10:18 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib