مسيرة ولد زروال التاريخية
وفاة أسطورة التنس الأسترالي نيل فريزر عن عمر يُناهز 91 عاماً نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع
أخر الأخبار

مسيرة ولد زروال التاريخية

المغرب اليوم -

مسيرة ولد زروال التاريخية

بقلم - توفيق بو عشرين

لا يوجد أي تهكم أو سخرية في هذا العنوان، فالمسيرة، التي حلت أول أمس ذكراها (18 شتنبر)، كانت تاريخية من عدة أوجه؛ أولا، هي التظاهرة الأولى من نوعها التي تخرج ضد رئيس حكومة يجلس في المشور، رافعة صور بنكيران وعليها «ارحل»، في الوقت الذي لم يكن يفصل هذه المسيرة عن صندوق الاقتراع سوى أسابيع، حيث كان من الممكن أن يعبر المواطن عن رغبته في رحيل بنكيران عبر الانتخابات وليس عبر المسيرات المخدومة.

ثانيا، تظاهرة ولد زروال أول تظاهرة في المغرب يجري تحشييد آلاف المواطنين لها من القرى والمدن، رافعين صور الملك، وحاملين لافتة كتب عليها: «لا لأخونة المجتمع.. لا لأسلمة الدولة»، في استنساخ بليد لتجربة العسكر في إسقاط محمد مرسي في مصر، عبر تحريض الشارع عليه، كمقدمة للانقلاب عليه. هذا لم يحدث من قبل، فقد خرجت تظاهرات في الشارع ضد حكومات كثيرة، لكنها لم تحمل صور الملك، ولم تحتكر الدفاع عن الدولة، ولم تقلد بلدان التخلف العربي.

ثالثا، هذه أول تظاهرة وطنية تنظم تحت رعاية وزارة الداخلية، وبمشاركة أحزاب ونقابات وجماعات وجمعيات وروابط وزوايا، ولا يجرؤ أحد على تبنيها، ولا الدفاع عنها، ولا تبرير خروجها (للنجاح ألف أب، أما الفشل فليس له أب»، ومع كل الإمكانات التي وضعت لإنجاح هذه التظاهرة، فقد فشلت فشلا ذريعا، وأصبحت مدعاة للسخرية ممن نزل فيها وممن خطط لها، وقد عرى صحافيو المواقع الإلكترونية ورواد التواصل الاجتماعي جهل البسطاء بالداعي إلى خروجهم وعدم فهمهم تهمة «الأخونة»، حتى إن شابا اختصر المهمة التي نزل من أجلها وقال: «إننا هنا لمواجهة بنكيران لأنه يريد أخذ الصحراء من المغرب».

هذا واحد من الذين جرى إرسالهم إلى تظاهرة الرباط للاحتجاج على بان كي مون، ونسي من بعثه إلى البيضاء أن يعيد برمجته على التظاهرة ضد بنكيران، فألصق تهمة الأول بالثاني.

كان السيناريو الذي بنيت عليه مسيرة ولد زروال «ضد بنكيران» يقوم على مشاركة واسعة لسكان الدار البيضاء في هذه المسيرة، بعد أن يشاهدوا الآلاف من «السياح» ينزلون إلى مدينتهم حاملين الأعلام الوطنية وصور محمد السادس، يشكون حكومة بنكيران، ولحيتها، وسعيها إلى أخونة الدولة، وضرب كل شيء جميل في المملكة، من قدرة شرائية، وسلم اجتماعي، وتعليم متقدم، وصحة تضاهي صحة السويد! وهكذا تصور عقل السلطة، بتشجيع من البام ومن يدور في فلكه، أن الوافدين على الميتربول المغربي سيشكلون عود الثقاب الذي سيشعل الحماسة والفتنة في المدينة، وقد تخرج المسيرة عن طابعها السلمي، وهذا وارد جدا لغياب التأطير السياسي، ولتزامن موعدها مع الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي تعانيها أغلب الطبقات الاجتماعية.

كان السيناريو يتراوح بين مستويين، حسب التطورات على الأرض، فإذا انقلبت المسيرة إلى عنف وتخريب وسرقات واعتداء على الممتلكات، فعندها تتدخل الدولة لتقول لبنكيران إنك مسؤول عن إشعال الحرائق في البلاد، وعليك أن تدفع الثمن السياسي لذلك، وهو عدم المشاركة في الانتخابات المقبلة، لأن الناس لا يريدونك ولا يريدون حزبك، وإذا لم تصل المسيرة إلى هذا المستوى من العنف والتخريب، وبقيت في طابعها السلمي مع مشاركة مئات الآلاف فيها، فعندها تطالب الدولة بنكيران بتقليص مشاركة حزبه في استحقاقات أكتوبر، (كما فعلت معه في 2002 بدعوى أن هذا هو حكم الشارع)، لكن أحدا من هذه الأهداف لم يتحقق، فلا البيضاويون نزلوا إلى الشارع، ولا المتظاهرون الذين علبتهم السلطة نجحوا في إقناع أحد بعفوية نزولهم إلى الفضاء العام، حتى إن بائع عصير الليمون الشهير بدأ يصرخ فيهم: «عنداك يقولبوكم، راه ما كاين في البلاد غير الملك وبنكيران.. عنداك يقولبوكم»، وهذا ما حصل.

فشلت المسيرة، وفشلت الداخلية، وفشل السيناريو، وفشل البام، وخسر كل هؤلاء ليس فقط تعاطف الناس بل احترامهم، وهذا أخطر شيء يمكن أن يقع في أي دولة تحترم نفسها.. أن تخسر احترام مواطنيها لها.

في مساء الأحد 18 شتنبر ران الصمت على الجميع، واختفى الحديث عن مسيرة ولد زروال حتى في الإعلام الرسمي والآخر «المخدوم»، أما رد الناس الذين لم تحترم الدولة ذكاءهم وعقولهم، فكان يوم السابع من أكتوبر، حيث فاز بنكيران بـ125 مقعدا رغم كل العوائق التي وضعت في طريق انتخابات مفتوحة وشفافة وعادلة. بعدها تحرك الفصل الثاني من مسيرة ولد زروال..

اجتمع العماري ولشكر والعنصر ومزوار وساجد وشباط، وحاولوا التوقيع على أول بيان للبلوكاج، ولولا تمرد أمين عام حزب الاستقلال، لكان بيان رفض التحالف مع المصباح قد صدر قبل أن يجري استدعاء بنكيران إلى قصر الدار البيضاء يوم الاثنين.

ثلاث جرائم ارتكبها منظمو تظاهرة ولد زروال؛ أولاها أنهم استغلوا فقر وهشاشة وعطالة جزء من الشعب للعب به وتعريضه للإهانة وللسخرية، وهذا لعب بالنار قد يصير لعبة حارقة للجميع.

مسيرة ولد زروال كانت بحق أخطر تهديد للسلم الاجتماعي في 20 سنة الأخيرة، حيث كانت تسعى إلى استيراد أساليب الثورة المضادة من مصر لاستعمالها في بيئة مغايرة، وخلق عداوات «إيديولوجية» مع التيار الإسلامي بإلصاق تهمة «الأخونة» به لتبرير استئصاله بطرق غير ديمقراطية وغير إنسانية.

ثانيا، مسيرة ولد زروال تجرأت على توظيف اسم وصورة الملك وعلم المملكة الذي يغطي الجميع لتصفية حساب سياسي مع فريق حزبي، والأدهى أن أي تحقيق لم يفتح في هذه الجريمة، وأي عقاب لم ينزل على من خطط ومول وفكر في احتكار الرموز الوطنية في صراع سياسي وانتخابي.

ثالثا، تظاهرة ولد زروال أظهرت «نهاية أسطورة الداخلية»، وقدرتها على فعل أي شيء في مغرب اليوم. الذي أسقط مؤامرة 18 شتنبر هي بضع كاميرات المواقع الإلكترونية والفايسبوك الذي أظهر عبثية المسيرة، وجهل المشاركين فيها بشعاراتها. هذا كل شيء، في حين بقي بنكيران وحكومته وحزبه يتفرجون على مسيرة ولد زروال، ولم يقوموا بأي شيء لإفشال أكبر لعبة كانت تهدد رؤوسهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسيرة ولد زروال التاريخية مسيرة ولد زروال التاريخية



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك

GMT 14:11 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

رسم للفنان الفرنسي

GMT 19:48 2012 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هذا نذير شؤم

GMT 07:23 2015 الجمعة ,20 شباط / فبراير

عموري مبارك: صوت الأمل الجريح

GMT 10:18 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib