حكايات من أرشيف الاستبداد
نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة
أخر الأخبار

حكايات من أرشيف الاستبداد

المغرب اليوم -

حكايات من أرشيف الاستبداد

بقلم - توفيق بو عشرين

يحكي الروائي المصري علاء الأسواني واقعة طريفة ومعبرة في الآن نفسه، وقعت في ستينات القرن الماضي بين جمال عبد الناصر وجماهيره. يقول الطبيب والروائي المصري: «في يوم 28 شتنبر 1961، حدث انقلاب عسكري في سوريا أدى إلى انفصالها عن الجمهورية العربية المتحدة، التي كانت تضمها مع مصر. في اليوم التالي، ألقى جمال عبد الناصر خطابا أمام مئات الألوف من المصريين، استعرض فيه ما اعتبره مؤامرة استعمارية على الوحدة بين مصر وسوريا، ثم قال بحماس: ‘‘وقد أصدرت أوامري للقوات المسلحة بالتحرك إلى سوريا فورا للقضاء على المؤامرة’’. هللت الجماهير بشدة لقرار الزعيم، وظلت تهتف باسمه عدة دقائق، لكنه استطرد قائلا: ‘‘ثم عدت وسألت نفسي: هل يقتل العربي أخاه العربي؟ لن أسمح بذلك أبدا، فأصدرت أمرا إلى القوات المسلحة بالعودة فورا إلى القاهرة’’.

وهنا، مرة أخرى، هللت الجماهير فرحا، وهتفت باسم الزعيم بحماس. كلما شاهدت تسجيل هذه الخطبة -يقول الأسواني- تساءلت: هؤلاء المهللون ماذا كانوا يريدون بالضبط؟ لقد هللوا بالحماس نفسه لقرارين متناقضين في زمن لا يتعدى دقائق. الإجابة أنهم كانوا يحبون الزعيم إلى درجة أنهم يؤيدونه دائما دون تفكير مهما تكن قراراته».

العجيب أنه مباشرة بعد وفاة عبد الناصر، وكان مستبدا ذا شعبية كبيرة بسبب حرب السويس وتأميم القناة، وبمناسبة الدخول المدرسي الأول بعد وفاة الزعيم ومجيء أنور السادات إلى حكم مصر، وقف وزير التعليم المصري حائرا بشأن ما سيفعله بالمقررات الدراسية التي تمجد عبد الناصر، وتثني على كل قراراته، وهل للرئيس الجديد رأي خاص في تدريس المواد الدعائية القديمة؟ وما الحل الآن والرئيس الجديد بلا إنجازات، وهو بالكاد ورث الحكم عن سلفه؟ فماذا فعل الوزير «لحاس الكابا هذا»؟ عمد إلى حيلة للخروج من المأزق. ألغى المواد الدعائية في المقررات الدراسية المصرية، التي كانت تمجد عبد الناصر وثورته، ووضع مكانها كتابا رديئا للرئيس أنور السادات يتحدث عن الرئيس جمال عبد الناصر تحت عنوان: «يا ولدي هذا عمك جمال»، وبهذه الطريقة يرضي الرئيس الجديد لأن الكتاب كتابه، ويبقي شيئا من سيرة الرئيس الراحل، لأن الرئيس الجديد حديث عهد، أما سؤال: هل يجب إدخال مواد دعائية للحكام في مقررات الدراسة للتلاميذ؟ فهذا سؤال لا محل له من الإعراب في بلاد الفراعين وأخواتها في البلدان العربية.

في العام 1933، دار هذا الحوار بين الديكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني والفيلسوف الألماني إيميل لودفينغ. قال موسوليني: “أنا رئيس درجة أولى أحكم دولة درجة ثانية، وهتلر رئيس درجة ثانية يحكم دولة درجة أولى» (هذا لم يمنع موسوليني من التحالف مع هتلر لتقسيم النفوذ حول العالم)، وعندما سأل لودفينغ موسوليني إن كان يمكن للناس أن يحبوا الديكتاتور، أجاب بلا تردد: «شرط أن تخافه الجماهير في الوقت نفسه. الجماهير، مثل النساء، تحب الرجال الأقوياء». لما انهزم الفاشي الأول في روما أعدمه الإيطاليون بالرصاص، ومزقوا مجلدات خطبه الكثيرة، وسحبوا صوره وتماثيله من كل إيطاليا، وأصبحت نظريته الفاشية جزءا من التاريخ الأسود للإيطاليين.

مشكلة الاستبداد أنه مثل المخدرات، مع طول الاستعمال يقود إلى الإدمان، وتصبح الشعوب راضية به، بل ولا ترى لها وجودا ولا أمنا ولا راحة دون وجود مستبد فوق رؤوسها، بل إن العقل المريض للعرب والمسلمين جعلهم يخلقون أسطورة اسمها «المستبد العادل»، وهل يوجد مستبد عادل؟ في اللحظة التي يختار الحاكم، أي حاكم، أن يحكم وحده وبمفرده، بلا شريك ولا قيد ولا تعاقد ولا دستور ولا قانون، عندها يصبح بينه وبين العدل سور صيني عظيم، ومهما كانت بعض قرارات هذا المستبد العادل «صائبة»، أو في صالح الجمهور، فسرعان ما يسقط في قرارات ظالمة بل وكارثية، كما فعل صدام في غزو الكويت، والقذافي في تدمير الدولة في بلاده.

الشعوب العربية من كثرة عيشها في الاستبداد لقرون طويلة طبعت مع هذا النمط في الحكم، وأصبح الأمن مقدما عندها على الحرية، والخبز فوق المساواة، وسلامة النفس أولى من الزج بها في معارك التحرر والمساواة والديمقراطية. في المقابل، ركزت الشعوب على المشروع الفردي: الهجرة إلى أوروبا، والاعتناء بالأولاد، والاهتمام بجمع المال بكل الطرق، ثم السير بجانب الحائط.
النخب تعرف أن نمط الحكم الاستبدادي لا يقود إلا إلى التخلف والخراب والفساد، طال الزمن أم قصر، لكن جل النخب السياسية والفكرية والإعلامية والاقتصادية تخاف الجهر بالحقيقة، وعوض أن تكافح من أجل إزالة الاستبداد، تمعن في تبريره، وفي خلق ثقافة له وقاعدة اجتماعية تسنده، ومنها القول: إن الديمقراطية لا تصلح للعرب والأمازيغ والأكراد والمسلمين عامة، أو القول إن الديمقراطية تحتاج إلى درجة من التعليم ومن الدخل ومن التقدم المادي، فدعونا نوفر هذه القواعد كلها، وبعد ذلك نتحدث عن الديمقراطية، ومنها القول إن القاعدة الاجتماعية للبلدان العربية محافظة ومتخلفة، وأول ما ستفعله حين ستفتح لها صناديق الاقتراع، هو أنها ستصوت للأصوليين المتطرفين، والحل هو إغلاق الصندوق إلى أن تنحسر موجة الإسلام السياسي.
كلها مبررات وعلاجات لتسكين ألم الاستبداد، المسؤول الأول عن الجهل والفقر والأصوليات والتطرف، ببساطة لأنه يحكم بمنطق: «مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ»، كذلك كان فرعون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكايات من أرشيف الاستبداد حكايات من أرشيف الاستبداد



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك

GMT 14:11 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

رسم للفنان الفرنسي

GMT 19:48 2012 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هذا نذير شؤم

GMT 07:23 2015 الجمعة ,20 شباط / فبراير

عموري مبارك: صوت الأمل الجريح

GMT 10:18 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib