الدولة المريضة
6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة اتهام 4 إسرائيليين بينهم ضابط بجيش الاحتلال بالإرهاب بعد مزاعم بأنهم أطلقوا قنابل مضيئة على منزل نتنياهو المرصد السوري يُفيد أن الطيران الروسي شن غارتين جويتين استهدفتا حي السليمانية في مدينة حلب دون ورود معلومات عن خسائر بشرية
أخر الأخبار

الدولة المريضة

المغرب اليوم -

الدولة المريضة

بقلم : توفيق بو عشرين

«بلادنا مريضة، وشعبنا غاضب، والفرنسي يعاني»… بهذه الجملة لخص السياسي المخضرم، ألان جوبي، الوضع الراهن في فرنسا، معلنا أنه لن يكون الخطة باء في السباق نحو الرئاسة الفرنسية في أبريل المقبل. وقال جوبي، بنبرة شجاعة ومنطق رجل دولة: «أنا لا أستجيب لانتظارات الفرنسيين الذين يطلبون جيلا جديدا لمباشرة التغيير، وسياسيين لا يوجد في ماضيهم حكم قضائي أو شبهة أخلاقية، لهذا، أنا لن أعرض سمعتي للخطر، ولن أعوض فيون الذي يواجه متاعب حقيقية في الرحلة إلى قصر الإليزيه».

على بعد 48 يوما فقط من فتح صناديق الاقتراع، ليس أمام فرنسا مرشح قوي قادر على جمع الشتات، سواء في اليمين الذي يعاني فيه فرانسوا فيون تبعات فضيحة توظيف زوجته وأبنائه في مناصب وهمية، أو في اليسار، حيث فضل فرنسوا هولاند الهروب من المحاسبة، وعدم الترشح لولاية ثانية، ولهذا، هناك خطر حقيقي يتمثل في ألا يجد مرشحا الحزبين الكبيرين (الحزب الاشتراكي الفرنسي وحزب التجمع من أجل الجمهورية) مكانيهما في الدور الثاني للانتخابات الفرنسية، حيث تعطي استطلاعات الرأي التقدم لمارين لوبان، عن اليمين المتطرف، وإيمانويل ماكرون المرشح المستقل.

فيون مازال يعاند، وهو يعتقد أن باستطاعته أن يتخطى الفضيحة التي فجرتها «البطة العرجاء» في وجهه، وأن اعتذاره عما فعل سيلقى قلوبا رحيمة لدى الفرنسيين، الذين تحمس جزء كبير منهم لبرنامجه الاقتصادي والاجتماعي. أما خصومه فيعتقدون أن مرشحا قويا للرئاسة لا يمكن أن يقضي الوقت موزعا بين الكوميسارية للجواب عن أسئلة المحققين القضائيين، الذين يبحثون تحت جلد المرشح عن خيوط فضيحة المناصب الوهمية، وحضور التجمعات الانتخابية، ومواجهة الخصوم، وأن فيون لم يعد قادرا على حمل مشعل الدفاع عن برنامجه، وأنه بتشبثه بالترشح للرئاسيات إنما يسكب الماء في طاحونة اليمين المتطرف، الذي سيخرج منتصرا من هذا السباق الفريد في كل تاريخ الجمهورية الخامسة بفرنسا.

اليمين له برنامج وليس له مرشح، واليسار له مرشح وليس له برنامج، واليمين المتطرف له خطاب شعبوي وليست لديه حلول للمشاكل، والمرشح المستقل له قدرة على التواصل وليس لديه حزب يسانده أو يحكم معه في حال فوزه، واليسار الراديكالي ليست لديه حظوظ ليصل إلى الدور الثاني. هكذا يبدو المشهد الانتخابي الفرنسي من فوق، وهو ليس استثناء من الأزمة العميقة التي تضرب الدول الأوروبية كافة، ونرى آثارها على جلد القارة العجوز، حيث تنهار الأحزاب التقليدية ويصعد اليمين المتعصب، وتنتعش الشعبوية، ويفقد الناس الثقة في السياسيين، ويفقد السياسيون القدرة على ابتكار حلول جديدة للمشاكل القديمة والجديدة، فاقتصاد السوق له وجهان، أبيض وأسود، والعولمة تعرف كثافة في الإنتاج المادي والرمزي، وسوءا في التوزيع، أما الإرهاب، فإنه يخلط الأوراق، ويعطل العقل، ويسمح للغرائز بأن تكون لها الكلمة الفصل، والنتيجة أن البرنامج الانتخابي النموذجي اليوم في أوروبا وأمريكا هو الذي يلعب على الخوف، ويمتطي ظهور المهاجرين والمسلمين، ويتوسل بالأزمة الاقتصادية لبيع الحلول السهلة للمشاكل المعقدة. هذا هو درس البريكسيت، وبعده صعود ترامب في واشنطن واليمين المتطرف في كل أوروبا، والآن جاء الدور على فرنسا لتشرب من الكأس نفسها.

الديمقراطية مثل العقار تمرض لكنها لا تموت، والديمقراطية اليوم في معاقلها التقليدية مريضة، ولم تجد بعد دواء لعلاج أمراضها الكثيرة، مثل مرض «ضعف التمثيلية» التي تتقلص يوما بعد آخر بسبب العزوف المتزايد عن المشاركة في الانتخابات والاستفتاءات، ومثل مرض «فقدان الثقة» في النخب السياسية التي أصبحت متهمة بكونها عصابة من ذوي المصالح الذاتية في اليمين كما في اليسار، ومثل مرض العنصرية وكراهية الأجانب، الذي انتشر بين أفراد المجتمعات الأوروبية والأمريكية الأقل دخلا والأقل تعلما، حيث إن الانفتاح والعولمة وغياب الحدود… كل هذه التحولات العميقة لم تواكبها ثقافة جماهيرية تعطي الوطنية معنى جديدا، والقومية بعدا جديدا، والتعددية الدينية والعرقية واللغوية والثقافية مشروعية قوية ومتجددة. هذا ما يجعل المواطن الأبيض، مثلا، في ألمانيا أو فرنسا أو إنجلترا أو هولندا، يحمل المهاجر مسؤولية عدم حصوله على منصب شغل، ويعلق فوق ظهور كل المسلمين يافطة الإرهاب عندما تضرب داعش أو القاعدة، ويطالب برجوع عملته، ورموز قوميته، وحراس حدوده، وجمارك بلاده التي قضمها الاتحاد الأوروبي، حتى إن بروكسيل، عاصمة الاتحاد، صارت أكثر مدينة مكروهة في أوروبا، وأضحت شماعة يعلق عليها الشعبويون كل مشاكلهم الاقتصادية والاجتماعية.

فرنسا مريضة فمن يداويها..     

المصدر : جريدة اليوم 24       

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدولة المريضة الدولة المريضة



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك

GMT 14:11 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

رسم للفنان الفرنسي

GMT 19:48 2012 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هذا نذير شؤم

GMT 07:23 2015 الجمعة ,20 شباط / فبراير

عموري مبارك: صوت الأمل الجريح

GMT 10:18 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib