حتى أينشتاين لا يفهم الدولة المغربية
نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة
أخر الأخبار

حتى أينشتاين لا يفهم الدولة المغربية

المغرب اليوم -

حتى أينشتاين لا يفهم الدولة المغربية

بقلم - توفيق بو عشرين

يعرف الإنسان العادي، وحتى الشخص متوسط الذكاء، أن المشاكل لا تحل نفسها بنفسها، وأن مرور الزمن يعقد المشاكل، في غالب الأحيان، ولا يحلها، وأن مقولة «كم حاجة قضيناها بتركها» مقولة خاطئة تماما، وتخفي خلفها العجز ونكران الواقع، لكن، ما رأيكم أن الدولة عندنا لا تؤمن بكل هذه الحقائق، وترى المشاكل أمامها، وحتى الأزمات، فتهرب منها، وتتركها للوقت، أو للقدر، أو للسماء، أو لعباد الله غير القادرين على حلها، وعندما تقع الفأس في الرأس، تصرخ وتولول وتقول: ماذا جرى؟ ومن أنتم… تريدون دليلا على هذا الكلام؟ إليكم أكثر من واحد.
قبل 20 سنة أقفلت الدولة مناجم جرادة، لأن تلك المناجم لم تعد مربحة، وأصبحت كلفة استخراج الفحم الحجري من باطن الأرض أكبر من عائداته، فقررت الحكومة إغلاق الشركة، التي كانت هي عصب النشاط الاقتصادي في المدينة المنجمية، وذهبت الدولة لتنام في الرباط قريرة العين، لأنها حلت مشكلة توازن الشركة المالي، ولم تفكر إطلاقا في إيجاد بديل اقتصادي يضمن عيش آلاف الأسر، التي كانت تأكل من وراء استخراج الفحم الحجري من تحت الأرض. اكتفت الدولة بصرف تعويضات رمزية للعمال المرضى، وأغلقت هذا الملف، فماذا جرى؟ بدأ الناس، بقلة حيلتهم، يبحثون عن بديل، ولو كان خطيرا، فالموت ليس أخطر من الجوع، والإهانة أفظع من الحياة بلا كرامة. بدأ شباب جرادة في النزول إلى الأرض دون معدات ودون خبرة، ودون إجراءات السلامة، لاستخراج الشاربون من الساندريات وبيعه في السوق السوداء، وهنا بدأت دراما أخرى، وهي موت الشباب اختناقا تحت الأرض… مات الأول والثاني والثالث، وبدأ عداد القتلى يدور دون توقف، والدولة والحكومة تتفرجان، ولا تفكران حتى في إيجاد حل، مادام الناس في جرادة يدفنون موتاهم ويكفكفون دموعهم، ويعودون إلى منازلهم في انتظار جنازة أخرى، حتى جاء اليوم الذي وصل فيه صبر الناس إلى نهايته، وشعروا بأنهم قوم منسيون في هذه القطعة الجغرافية المهملة، فخرجوا كبارا وصغارا، أطفالا وشيوخا، رجالا ونساء، في مسيرات حاشدة يطالبون فيها ببديل اقتصادي، أي بقطعة من الخبز. وحتى لا يتهمهم وزير الداخلية، مرة أخرى، بالانفصال أو العمالة أو العنف، رفعوا أعلام البلاد وصور الملك، ونظموا أنفسهم في مسيرات سلمية دون خطاب سياسي، ولا شعارات غاضبة، فماذا كانت النتيجة؟ جاء عندهم الوزير «الغماق»، المدعو قيد وزارته عزيز الرباح، وبدأ يفلسف العجز، ويطلب من الناس أن يفكروا مع الحكومة في حل لهذا الوضع المزري، وقال، في آخر استجواب صحافي معه في تلفزة طنجة: “بصراحة، ليس لدينا تصور واضح عن البديل للمناجم في جرادة، وطيلة 20 سنة لم يتضح بعد هذا البديل”.
منذ 20 سنة لم يفكر وزير ولا عامل ولا والٍ ولا وكالة ولا مجلس بلدي في بديل لعيش 40 ألف مواطن يموتون بالتقسيط في حفرة مهجورة.. ما اسم هذا؟
إليكم مثالا ثانيا عن استقالة الدولة من مهامها الاقتصادية والاجتماعية (نقول هنا الدولة وليس فقط الحكومة أو الهيئات المنتخبة، لأن السلطة الحقيقية لا توجد في يد الحكومة ولا في يد المجالس المنتخبة، وإن كانت المسؤولية مشتركة بين الجميع). منذ 2008، نزلت تحويلات المهاجرين الريفيين إلى الحسيمة بفعل الأزمة الاقتصادية الخانقة في أوروبا، وتزامن هذا الشح الكبير في التحويلات من الخارج إلى الأهل في الريف، مع جهود الدولة الحثيثة لتقليص مساحة زراعة الكيف، ومحاربة صناعة المخدرات وتسويقها وتصديرها إلى أوروبا، وكلها أنشطة كانت تدر مليارات الدراهم على المنطقة التي تعيش بفلاحة معاشية صغيرة، وصيد أسماك متذبذب، دون صناعة ولا تجارة ولا خدمات ولا بنيات تحتية تشجع الاستثمار على الاستقرار في المنطقة… وطيلة عشر سنوات، كانت الأزمة تطبخ على نار هادئة، والدولة مخدرة تماما، رغم أنها ترى نزول التحويلات من الخارج للمنطقة التي يعيش بها آلاف السكان، وتلحظ نزول عائدات المخدرات التي تحرك عجلة الاقتصاد.. لم تفكر الدولة في إيجاد بديل اقتصادي لمنطقة فيها كل المواد القابلة للاشتعال، حتى قتل تاجر سمك في شاحنة أزبال في أكتوبر 2016، فاندلعت انتفاضة الريف التي لم تهدأ إلى الآن، والمتهمون الـ400 رهن الاعتقال، منهم من حكم عليه ومنهم من ينتظر. كل المؤشرات كانت تقول إن الوضع لا يمكن أن يستمر على ما كان عليه، وإن الهدوء الذي كان باديا على ملامح الريفيين كان الهدوء الذي يسبق العاصفة، لكن لا أحد دق ناقوس الخطر، فالدولة كانت مشغولة بهندسة الانتخابات، والسلطة كان هاجسها هو ارتفاع أسهم بنكيران في بورصة السياسة، وليس نزول أسهم المواطنين في بورصة الكرامة.
مرة، سئل العبقري ألبرت أينشتاين: ما هي المسألة التي لم تجد لها حلا طوال مسارك العلمي الناجح؟ فقال صاحب نظرية النسبية: “مسألة واحدة لم أفهمها إلى الآن، وهي أن بعض البشر يقوم بالأفعال نفسها، في الظروف نفسها، وبالعوامل نفسها، وينتظر كل مرة نتائج مختلفة… هذه معضلة لم أفهمها”.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى أينشتاين لا يفهم الدولة المغربية حتى أينشتاين لا يفهم الدولة المغربية



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك

GMT 14:11 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

رسم للفنان الفرنسي

GMT 19:48 2012 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هذا نذير شؤم

GMT 07:23 2015 الجمعة ,20 شباط / فبراير

عموري مبارك: صوت الأمل الجريح

GMT 10:18 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib