صناعة الكذب
6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة اتهام 4 إسرائيليين بينهم ضابط بجيش الاحتلال بالإرهاب بعد مزاعم بأنهم أطلقوا قنابل مضيئة على منزل نتنياهو المرصد السوري يُفيد أن الطيران الروسي شن غارتين جويتين استهدفتا حي السليمانية في مدينة حلب دون ورود معلومات عن خسائر بشرية
أخر الأخبار

صناعة الكذب

المغرب اليوم -

صناعة الكذب

بقلم : توفيق بو عشرين

هي صناعة قديمة تزدهر اليوم في العصر الرقمي، وتصبح ذات مفعول هائل حتى في الدول الديمقراطية والغنية والمتعلمة، والتي تتوفر شعوبها على درجة «محترمة» من الوعي. صناعة الكذب حازت جائزة كبيرة قبل ثلاثة أشهر عندما ساعدت في وصول رئيس أمريكي جديد إلى البيت الأبيض..  رئيس استعمل الكثير من هذه الأكاذيب لتسويق نفسه للمواطنين البيض الأقل تعلما، القاطنين بالقرى والبلدات الصغيرة، والذين كانوا مهيئين، بفعل الأزمة الاقتصادية وضعف التعليم وانتشار العولمة وانتعاش القوميات الجديدة، لتصديق هذه الأكاذيب.

نشرت أخيرا دراسةٌ أعدها  خبراء اقتصاديون في جامعة ستانفورد وجامعة نيويورك بعد مرور شهرين على الانتخابات الأمريكية، التي جرت في نونبر من السنة الماضية، وتوصلت هذه الدراسة إلى أنه في الفترة التي سبقت التصويت، حازت الأخبار الكاذبة، التي أطلقها ترامب وفريقه ضد المرشحة الديمقراطية  هيلاري كلينتون،   30 مليون مشاركة على موقع فيسبوك (30 مليون مواطن استهلكوا هذه الأخبار الزائفة واطلعوا عليها وشاركوها مع غيرهم). في المقابل، لم تحظ الأخبار الصحيحة عن هيلاري، سواء التي أطلقتها هي وفريقها أو كُتبت عنها، سوى بحوالي  8 ملايين مشاركة على الفايسبوك، ما يعني أن شعبية الأخبار الزائفة على مواقع التواصل الاجتماعي أقوى بثلاث مرات من الأخبار الصحيحة. يقول المثل: «الأخبار السيئة لا تحتاج إلى من ينقلها»، وإذا تصرفنا في هذا المثل يصبح على الشكل التالي: «الأخبار الكاذبة لا تحتاج إلى من ينقلها، فهي تنتشر كالنار في الهشيم».

الآن، لنسأل معدي هذه الدراسة العلمية، التي اتخذت من حملتي ترامب وهيلاري نماذج بحثية جرى الاشتغال عليها بطرق علمية خارج أي انحياز إلى هذا الطرف أو ذاك، كم  عدد الأكاذيب التي وصلت إلى الأمريكيين؟  وكم صدق الجمهور منها؟ ودائما باعتماد وسائط التواصل الاجتماعي، التي تعطي بيانات ومؤشرات وأرقاما يمكن اعتمادها للخروج بخلاصات دقيقة، إلى حد بعيد، عن تفاعل الجمهور مع «الكذب المزوق».

وذكرت الدراسة أن كل مواطن أمريكي من تعداد السكان الذي يصل، حسب إحصائيات 2015، إلى 320 مليون نسمة،  رأى أو قرأ أو سمع  أو تذكر، على الأقل، خبرا كاذبا واحدا مؤيدا لترامب ومعاديا لهيلاري، فيما اطلع   0.23 في المائة على خبر زائف  معادٍ لترامب ومؤيد لكلينتون (الأخبار الكاذبة لترامب وصلت بقوة خمسة أضعاف إلى الجمهور أكثر مما وصلت الأخبار الكاذبة لكلينتون، وهذا راجع، من جهة، إلى أكثرة الأخبار الكاذبة لسمسار العقارات، مقارنة بمنافسته التي كذبت أقل، ويرجع، ثانيا، هذا الفرق  إلى نوعية الأخبار الكاذبة التي أطلقها ترامب،  وارتكازها على موضوعات حساسة عرقية أو جنسية أو دينية). الآن، لنسأل معدي الدراسة: كم هي نسبة تصديق الجهور لملايين الأخبار الكاذبة التي نزلت فوق رؤوسهم من منصة القصف السريع والقوي لمواقع التواصل الاجتماعي؟ إليكم المفاجأة: لقد  تعدت نسبة من صدقوا هذه الأخبار الزائفة النصف بقليل، فـ51% صدقوا الأخبار الكاذبة التي استهلكوها، وذلك اعتمادا على استطلاعات رأي واسعة قام بها فريق البحث معتمدا، من جهة، على تعليق الجمهور على هذه الأخبار الكاذبة، ومن جهة، على اقتسامها مع آخرين،  ومن جهة ثالثة،  على رأيهم المباشر حولها في مقابلات مباشرة. أكثر من هذا، اتضح، من خلال نتائج الدراسة، أن مفعول كل خبر كاذب أطلقه ترامب كان يوازي  مفعول 30 إعلانا انتخابيا، وهنا تتضح استراتيجية الكذب التي اعتمدها ترامب لأنها أقرب طريق إلى قلب الناخب وعقله، وهكذا فاز سمسار العقارات في نيويورك بالانتخابات الرئاسية  رغم وقوف سكان المدن الكبرى ضده، ووقوف المثقفين والفنانين والإعلاميين ومراكز البحث ومجمع وول ستريت في الجهة المقابلة له.

في ختام الدراسة، يقدم معدوها وصايا لجعل حبل الكذب السياسي قصيرا، مثل دفع إدارتي الفايسبوك وتويتر إلى محاربة انتشار المعلومات الزائفة على شبكتيهما دون فرض الرقابة على الجمهور (كيف؟ لا جواب)، وغرس ثقافة رقمية جديدة في عقل طفل العصر الرقمي، لأن الكبار لا أمل في تعلمهم، الآن على الأقل.

لن تتوقف شبكات التواصل الاجتماعي الهائلة عن لعب دور الإخبار ونشر المعلومات وتداول الأفكار، والقفز فوق ظهر الوسائط التقليدية للإعلام، التي خسرت المنافسة أمام الفاعل الرقمي الذي أدخل ملايين المواطنين إلى أكبر قاعتي تحرير في العالم موجودتين في الفايسبوك وتويتر، بدون تكوين ولا تأهيل ولا ميثاق تحرير، وها هي أولى النتائج  المدمرة لهذه الوسائط التي خرجت من التواصل بين الأفراد إلى الإخبار، ومن تبادل الصور إلى نشر المعلومات، بدون ثقافة التحري والتأكد من الأخبار، وعرض كل وجهات النظر، والابتعاد عن القذف والسب والعنصرية والتمييز، والتحريض على الكراهية، تماما مثل ما تفعل الصحافة الصفراء التي كانت تعيش على هامش المجتمعات الغربية، تقتات على الفضائح والأخبار المفبركة، فصارت اليوم موضة عالمية.

مع كل ذلك، فإن حبل الكذب سيظل قصيرا في العالم كله، حتى وإن استغله البعض للوصول إلى السلطة أو الثروة،  وسابقة ترامب اليوم في أمريكا ستشكل صدمة قوية للضمير الغربي، والأمريكي تحديدا، لكي يستيقظ، ليس فقط ليحمي المجال الإعلامي من الكذب الأسود، بل ليعمل كذلك على تحصين مكتسبات الحضارة المعاصرة، وحماية  الديمقراطية من الشعبوية، وأحكام الربط بين الديمقراطية، كآلية للوصول إلى الحكم، والليبرالية السياسية كمضمون لهذا الحكم… جريمة ترامب اليوم، ومن خلفه اليمين المتعصب في أوروبا، ومدرسة بوتين في روسيا، أن هؤلاء يفكون الارتباط بين الآلة الديمقراطية والروح الليبرالية.

المصدر: جريدة اليوم 24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صناعة الكذب صناعة الكذب



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك

GMT 14:11 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

رسم للفنان الفرنسي

GMT 19:48 2012 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هذا نذير شؤم

GMT 07:23 2015 الجمعة ,20 شباط / فبراير

عموري مبارك: صوت الأمل الجريح

GMT 10:18 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib