إدارة بايدن والاحجية اليمنية
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

إدارة بايدن والاحجية اليمنية

المغرب اليوم -

إدارة بايدن والاحجية اليمنية

خيرالله خيرالله
خيرالله خيرالله

عندما تتساهل الإدارة الأميركية الجديدة مع الحوثيين (انصار الله) وتعمل على شطب هذا التنظيم من لائحة الإرهاب، لا يعود مستغربا متابعة ايران اعتداءاتها غير المباشرة على المملكة العربيّة السعودية انطلاقا من الأراضي اليمنية. هذا ما حصل أخيرا عندما وجّه الحوثيون طائرتين مسيّرتين من صنع إيراني (ابابيل – تي) لقصف مطار ابها الدولي في الجنوب السعودي. اُسقطت الطائرتان، لكنّ احداهما الحقت، بفعل ما تحمله من مواد متفجرة، اضرارا بطائرة مدنيّة كانت جاثمة في المطار.

يطرح ما حدث قبل ايّام قليلة تساؤلات عن نيّات ايران من جهة وفهم الإدارة الأميركية الجديدة للواقع اليمني وما على المحكّ في هذا البلد من جهة أخرى. ما الذي تريده ايران ولماذا كلّ هذا الإصرار على اتباع سياسة هجومية في وقت تصرّ إدارة جو بايدن على التعاطي بطريقة مختلفة مع الحوثيين؟ من الواضح ان ردود فعل الإدارة الأميركية تأتي من منطلق الرغبة في إعادة النظر في كلّ القرارات التي اتخذتها إدارة دونالد ترامب، بما في ذلك القرارات الصائبة. كان لافتا انّ وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو لم يطرح تصنيف الحوثيين "جماعة إرهابية" الّا قبل أسبوعين من نهاية ولاية ترامب. قد يدلّ ذلك على غياب الجدّية في الذهاب بعيدا في اخذ موقف مما يدور في اليمن، علما ان تسلسل الاحداث واضح كلّ الوضوح، اقلّه منذ استيلاء الحوثيين على صنعاء في 21ايلول – سبتمبر 2014.

ما هو مستغرب اكثر من ذلك كلّه اندفاع ايران في انتهاج سياسة عدوانية انطلاقا من اليمن وداخل اليمن نفيه في وقت يبحث مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث، وهو بريطاني، في كيفية مشاركتها في أي تسوية تحدّد مستقبل اليمن، بما في ذلك مستقبل ميناء الحديدة الذي يهمّ البريطانيين كثيرا.

زار غريفيث طهران لهذا الغرض وعقد محادثات مع مسؤولين إيرانيين تناولت عمليا كيفية انهاء الحرب الدائرة في اليمن. فعل ذلك نظرا الى معرفته الجيّدة بانّ ايران جزء لا يتجزّأ من تلك الحرب... ونظرا الى معرفته بانّ الحوثيين ليسوا في نهاية المطاف سوى أداة من ادواتها الإقليمية.

لا تفسير للتصرّف الإيراني سوى الرغبة في اظهار ان "الجمهورية الاسلاميّة" تمتلك أوراقا كثيرة في المنطقة وهي تتعاطى مع الإدارة الأميركية، الراغبة في العودة الى الاتفاق في شأن ملفّها النووي، من موقع قوّة. تريد ايران القول ان شروطها هي تلك التي يجب اعتمادها مع ما يعنيه ذلك من رفض لاي إعادة نظر في الاتفاق النووي الموقّع صيف العام 2015 في عهد باراك أوباما والذي مزّقه دونالد ترامب في العام 2018. من خلال اليمن والعراق وسوريا ولبنان، توجّه ايران رسالة الى الإدارة الأميركية الجديدة. فحوى الرسالة انّ الوقت يعمل لمصلحتها وليس لمصلحة الاستقرار الإقليمي. اذا كانت إدارة بايدن راغبة في الاستقرار، عليها القبول بالشروط الإيرانية. كلّ ما يهمّ ايران هو المسارعة في رفع العقوبات الأميركية وتفادي أي بحث في صواريخها الباليستية والمجنّحة او سلوكها خارج حدودها. عندما تتصرّف ايران بالطريقة التي تتصرّف بها، فهي تكشف نقاط ضعفها الكثيرة. في مقدّم نقاط الضعف هذه انّ العقوبات الأميركية التي فرضتها إدارة ترامب انهكت اقتصادها وان ليس صحيحا ما تدعيه انّها قادرة على ممارسة لعبة الوقت وما تسمّيه "الصبر الاستراتيجي". تكشف هجومية ايران ضعفها لا اكثر في ظلّ إدارة أميركية راغبة في العودة الى الاتفاق في شأن ملفّها النووي، لكنها قادرة في الوقت ذاته على الانتظار... كما انّها مصرّة على توسيع هذا الاتفاق ليشمل امورا أخرى من بينها الصواريخ والسلوك الإيراني في المنطقة.

في كلّ الأحوال، ان الهجمة الحوثية الأخيرة على مطار ابها يمكن ان تدفع إدارة بايدن الى رؤية الوضع اليمني من زاوية مختلفة تأخذ في الاعتبار انّ الموضوع لا يمكن النظر اليه بالأسود والأبيض. هناك احجية يمنية لا بدّ من السعي الى فكّها بدءا بالاعتراف بانّ "عاصفة الحزم" التي شنّها التحالف العربي انطلاقا من آذار – مارس 2015 كانت ردّا على تموضع عسكري إيراني في شمال اليمن. فبعد وضع "انصار الله" يدهم على صنعاء، رفض هؤلاء ايّ شراكة مع أي طرف آخر بدءا بـ"الشرعية" ممثلة بالرئيس الموقت عبد ربّه منصور هادي. مباشرة بعد دخول الحوثيين الى العاصمة اليمنية، وقّع عبد ربّه معهم "اتفاق السلم والشراكة" بحضور ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، وقتذاك، جمال بنعمر. لم تمض ايّام الّا ووضع "انصار الله" الرئيس الموقت بالإقامة الجبرية واجبروه على الاستقالة وفتحوا خطّا مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي لم يكن يثق بهم باي شكل. ما لبثوا ان اعدموا الرئيس السابق في أواخر 2017 بدم بارد بعدما اعتبروا انّ لديهم حسابا قديما يريدون تصفيته معه.

من المفترض النظر الى اليمن بعينين ثاقبتين بعيدا عن عقدة اسمها إدارة ترامب. كلّ ما في الامر انّ ايران تستغلّ الفراغ في اليمن، وهو فراغ ناجم عن وجود "شرعيّة" فاشلة وعاجزة لتكريس وجودها في هذا البلد وخلق جبهة تهدّد منها المملكة العربيّة السعودية وكلّ دولة من دول الخليج العربي.

بكلام أوضح، ثمّة حاجة الى إعادة تقويم أميركية لسياسة الإدارة في اليمن وغير اليمن. لا بدّ لمثل هذا التقويم ان يأخذ في الاعتبار ان البحث عن صيغة جديدة تكون اطارا لتسوية لن يحصل غدا في غياب إعادة تشكيل لـ"الشرعية" اوّلا وفي غياب رغبة إيران في التخلي عن العدوانية التي تمارسها عن طريق الحوثيين. هؤلاء مكوّن يمني موجود على ارض الواقع ولا يمكن الغاءهم بايّ شكل. لكنهم تحولوا أخيرا الى أصحاب مشروع دولة او كيان سياسي يكون قاعدة إيرانية في شبه الجزيرة العربيّة. هل هذا ما تريده إدارة بايدن... ام ستقدم على إعادة نظر في سياستها اليمنية قبل فوات الأوان؟

مرّة أخرى تحوّل اليمن الى مجموعة احجية لا تستطيع إدارة أميركية، أي إدارة أميركية، اعتماد سياسة تبسيطية تجاهها، تقوم على قول الشيء وضدّه في الوقت ذاته. ثمّة حاجة الى التمهّل والتروّي. يعني التمهّل والتروّي طرح أسئلة بديهية من نوع لماذا إصرار ايران، اذا كانت تبحث بالفعل عن تسوية في اليمن، على اطلاق صواريخ وتوجيه طائرات مسيّرة، بواسطة الحوثيين في اتجاه الأراضي السعودية في هذا التوقيت بالذات؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدارة بايدن والاحجية اليمنية إدارة بايدن والاحجية اليمنية



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib