سقوط داعشي في واشنطن
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً
أخر الأخبار

سقوط 'داعشي' في واشنطن

المغرب اليوم -

سقوط داعشي في واشنطن

بقلم : خيرالله خيرالله

سيمرّ وقت، قد يطول قليلا، قبل معرفة ما إذا كانت إدارة دونالد ترامب ستكون قادرة على إحداث تغيير كبير نحو الأفضل في الولايات المتحدة. ليس كافيا الاتكال على أن أداء إدارة باراك أوباما كان كارثيا على الصعيد الخارجي كي يكون نجاح الإدارة الجديدة مضمونا. أدّى أداء أوباما إلى انتصار دونالد ترامب على هيلاري كلينتون، لكنّ ذلك لا يعني بالضرورة أنّ عهده سيكون أفضل من عهد سلفه!

يبدو أن إدارة ترامب تعمل على إعادة النظر في تركيبتها. ليس معروفا بعد إلى أيّ حدّ ستصل إعادة النظر هذه. لكنّ ذلك لا يمنع، قبل كلّ شيء، الترحيب باستقالة الجنرال مايكل فلين من موقع مستشار الأمن القومي لترامب. لم يكن الرجل مؤهّلا لمثل هذا المنصب المهمّ بأيّ شكل. هذا ليس عائدا إلى أنّه على ارتباط واضح بالإدارة الروسية فحسب، بل إنّه عائد أيضا إلى موقفه المعلن من الإسلام كدين. إنّه موقف يتّسم بالجهل والعنصرية في آن.

كان فلين عاجزا عن فهم ما يدور في الشرق الأوسط والعالم بسبب ثقافته المتواضعة أوّلا، وعجزه عن أن يكون منفتحا على الآخر المختلف. كان مجرّد متزمّت لا يصلح لأيّ موقع في الإدارة الأميركية، أكان هذا الموقع صغيرا أو كبيرا. أعطى فلين الدليل تلو الآخر على أنّه “داعشي” على طريقته. مثّل التطرّف ولا شيء آخر غير التطرّف، بدل السعي إلى محاربة الذين يدعي أنّه يريد محاربتهم، أي تنظيم إرهابي مثل “داعش”.

يكفي للتـأكّد من مدى خطـورة شخص مثل فلين استعادة ما قاله عن أن “الإسلام ليس ديانـة حقيقية، بل أيديـولوجية سيـاسية تختبئ خلف ديانة”. يريد، بكل بساطة، شنّ حرب على الإسلام. لا فارق لديه بين مسلم وآخر. بالنسبة إليه كل مسلم متطرّف وإرهابي لأنّه ينتمي إلى ديانة معيّنة. مـن يخلط بين الإسـلام والإرهـاب، إنّما لا يعرف شيئا لا عن الإسلام ولا عن الحرب على الإرهاب التي يقودها مسلمون بينهم قادة السعودية والمغرب والإمارات والأردن.

كان فلين، بأفكاره التبسيطية، يعيش في عالم آخر. لا يعرف حتّى ما هي الولايات المتحدة. لذلك سمح لنفسه بمقابلة السفير الروسي في واشنطن، سرغي كسلياك، ليبحث معه في العقوبات التي فرضها المجتمع الدولي على روسيا. أعطى انطباعا بأن الإدارة الجديدة مؤيّدة للتخفيف من العقوبات التي فرضت على روسيا بسبب أوكرانيا وتدخلها فيها. بدا واضحا أن الرجل يعمل لفلاديمير بوتين ويشاطره آراءه التي تفرّق بين بشار الأسد وإيران من جهة، و“داعش” من جهة أخرى.

من يفرّق بين النظام السوري وإيران من جهة ونشوء “داعش” وانتشاره إن في سوريـا أو في العـراق، إنّما يصعب عليـه فهم طبيعة الصراع الدائر في الشرق الأوسط، والأسباب الحقيقية التي أدّت إلى صعود التطرف والإرهاب وانتشـارهما. إنّه تفكير تبسيطي لا مفرّ لإدارة ترامب من الخروج من أسره في حـال كانت تريد بالفعـل القضاء على ما سمّـاه الرئيس الأميركي، على طريقته، في خطاب القسم، “الإسلام المتطرّف”. المهمّ أن تستمر عملية التخلص من الشخصيات التي تشبه مايكل فلين، والتي مازالت تحيط بترامب. بين هذه الشخصيات ستيف بانون الذي لا يقلّ خطورة عن فلين، وستيفن ميللر، وسيباستيان وكاترين غوركا، على سبيل المثال وليس الحصر.

لا يزال باكرا التفاؤل بحدوث التغيير. ما يشجّع عليه أنّ المؤسسة الأميركية لا يمكن أن تقبل في نهاية المطاف وجود هواة في مناصب أساسية. ولذلك، سيكون في موقع مستشار الأمن القومي شخص مثل نائب الأدميرال روبرت هارورد أو الجنرال ديفيد بتريوس أو الجنرال كيث كيللوغ. سبق لهارورد أن عمل تحت قيادة الجنرال جيمس ماتيس وزير الدفاع الذي يعرف الشرق الأوسط عن ظهر قلب. كذلك الأمر بالنسبة إلى بتريوس الذي يعرف تماما ما هي مصادر الإرهاب في المنطقة، وأين يقع محل “داعش” في الإعراب وفي عالم الإرهاب عندما يكون مطلوبا التعاطي بجدّية مع هذه الظاهرة. سيظل السؤال الذي سيطرح نفسه في الأسابيع القليلة المقبلة مرتبطا بالشكل النهائي الذي ستتخذه الإدارة الجديدة.

هناك أشخاص عدة فيها يمتلكون مؤهلات استثنائية مثل الجنرال ماتيس ووزير الخارجية ركس هاريسون الذي لديه علاقة قوية بعائلة بوش وبوزير الخارجية السابق جيمس بايكر الذي لعب دورا محوريا في عهد الرئيس جورج بوش الأب، إلى جانب الجنرال برنت سكوكروفت الذي كان مستشارا للأمن القومي وقتذاك. حال هذا الثلاثي دون الذهاب إلى بغداد للانتهاء من نظام صدّام حسين في العام 1991 من منطلق أن الإدارة لم تكن جاهزة سوى للتعاطي مع إخراج الجيش العراقي من الكويت وإعادة البلد إلى أهله. كان هناك وعي بضرورة الإعداد الجيّد لمرحلة ما بعد صدّام، بدل ترك البلد للميليشيات المذهبية المدعومة من إيران كما حصل بعد سقوط بغداد في نيسان – أبريل من العام 2003 عندما أقدم بوش الابن على مغامرة غير محسوبة النتائج، كاشفا أنّه لا يعرف الكثير عن الشرق الأوسط وتعقيداته.

في مرحلة ما بعد باراك أوباما تحتاج الولايات المتحدة إلى رجالات دولة وليس إلى أصحاب نظريات مضحكة – مبكية من نوع تلك التي يؤمن بها فلين وآخرون من المحيطين بدونالد ترامب. لعلّ أول ما تحتاجه أميـركا هو رجال يستعينون بتجارب عربية ناجحة، قادها رجال شاركوا في الحـرب على الإرهـاب ونشـر الاعتـدال مثـل الملك محمد السادس والملك عبدالله الثاني والشيخ محمّد بن زايد وليّ عهد أبوظبي. هؤلاء الزعماء المسلمون اعتبروا منذ سنوات طويلة أن الحرب على الإرهاب هي حربهم أوّلا، وهي حرب على الذين يشوّهون الإسلام من داخل العالم الإسلامي، ومن خلال البرامج التعليمية والمتـاجرة بالغـرائز والاستثمار في توسعة الهوة بينها.

يفترض بدولة هي في الواقع القوّة العظمى الوحيدة في العالم عدم التخلي عن مسؤولياتها والانضمـام إلى نظـرية بوتين في مكافحة الإرهاب. لا يعني ذلك رفض التعاون مع روسيا عندما تكون على حقّ. على العكس من ذلك، لا شيء يمنع التعاون مع روسيا. ولكن يبقى الفارق كبيرا بين التعاون مع روسيا والرضوخ لها. كذلك، يبقى التعاون مع روسيا شيئا، ومكافأتها على ما فعلته في أوكرانيا أو في سوريا شيئا آخر.

سيعتمد الكثير على الفريق الذي ستكون له الكلمة الأخيرة في إدارة ترامب الذي ليس معروفا بعد مدى عمق العلاقة التي تربطه بالإدارة الروسية. ما ليس معروفا أيضا هو مدى القدرة الروسية على ابتزازه لأسباب قد تكون لها علاقة بفضائح ذات طابع شخصي، سيؤدي كشفها يوما إلى عدم تمكين الرئيس الأميركي من إكمال ولايته وحلول نائبه مايك بنس مكانه. في كلّ الأحوال، هناك وضع غريب عجيب في واشنطن. من بين الغرائب أنّ الصحافة الأميركية المحترمة لم تكن يوما معادية لرئيس أميركي منذ اليوم الذي دخل فيه البيت الأبيض، كمـا الحال مع دونالد ترامب…

المصدر : صحيغة العرب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سقوط داعشي في واشنطن سقوط داعشي في واشنطن



GMT 11:33 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طموح نتانياهو.. في ظلّ بلبلة ايرانيّة!

GMT 12:51 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

نتنياهو وتغيير وجه المنطقة... في ظل بلبلة إيرانيّة!

GMT 09:19 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

السنوار يكتب مستقبل غزّة ولبنان... ولكن!

GMT 21:09 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان اليوم التالي.. تصوّر إيران لدور الحزب

GMT 21:41 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

العودة التي لا مفرّ منها إلى غزّة

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 17:21 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
المغرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 04:29 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع عجز الميزانية الأميركية إلى 1,8 تريليون دولار

GMT 18:37 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن النقاش والجدال لتخطي الأمور وتجنب الأخطار

GMT 15:47 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:45 2023 الأحد ,30 إبريل / نيسان

لون الغرفة يؤثر على نومك وجودته

GMT 09:15 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سعر ومواصفات رينو كابتشر S-Edition في فرنسا

GMT 20:27 2020 السبت ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

ألسنة النيران تلتهم حماما شعبيا بالكامل نواحي أكادير
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib