اردوغان يضع الاخوان في المزاد
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

اردوغان يضع الاخوان في المزاد

المغرب اليوم -

اردوغان يضع الاخوان في المزاد

خيرالله خيرالله
خيرالله خيرالله

ليس معروفا بعد هل ينجح الرئيس التركي رجب طيّب اردوغان في البناء على سياسة تقوم على وضع الاخوان المسلمين اللاجئين اليه والى بلده في المزاد. يعود ذلك الى وجود شكّ بان يكون الاخوان بضاعة صالحة للبيع والمقايضة في المدى الطويل. يمكن ان يكون لمثل هذه السياسة مردود في سياق خطوات ذات طابع محض تكتيكي توظّف في خدمة رئيس تركي يواجه أزمات كثيرة، أزمات لدى كل منها طابع خاص بها.

لكن الازمة الاكبر التي تواجه اردوغان، تبقى ازمة الثقة به. هناك مشكلة كبيرة يعاني منها الرجل الذي لم يثبت يوما على سياسة معيّنة، بل ترك في مرحلة معيّنة أحلامه الكبيرة تسيطر عليه مثلما تسيطر عليه خلفيته الاخوانية بكل ما تحمله من تخلّف واوهام...

اذا كانت تركيا تريد تحسين علاقتها مع محيطها العربي، خصوصا مع مصر، ومع جيرانها المباشرين مثل اليونان وقبرص ومع الاوروبيين عموما والولايات المتحدة خصوصا، ليس امام اردوغان سوى التصرّف من منطلق مختلف. يعني ذلك انّ عليه التخلّي عن اوهامه اوّلا. إضافة الى ذلك، عليه الاقتناع بانّ تركيا ليست دولة عظمى وانّ الإمبراطورية العثمانية انتهت قبل ما يزيد على قرن وان لا مجال لإعادة الحياة اليها.

لا يمكن التكهّن بما اذا كان الرئيس التركي سيقدم على خطوة في اتجاه التغيير الفعلي لذهنيّة لا تتلاءم مع وضع تركيا وامكاناتها قبل أي شيء آخر. سيسهل عليه ذلك في حال استطاع القيام بمراجعة شاملة لأحداث السنوات القليلة الماضية التي ورط فيها تركيا بمواقف كانت في غنى عنها. هجم اردوغان حيث لا يجب ان يهجم واطلق اتهامات يمينا ويسارا حيث كان يفترض به ان يتريّث كما حصل في مرحلة ما بعد المحاولة الانقلابية التي استهدفته في منتصف تموز – يوليو 2016. كان اجدر به التفكير بالأسباب الحقيقية التي دفعت الى حصول الانقلاب بدل اطلاق العنان لمخيّلته... هذا اذا لم يكن الانقلاب مرتّب له من بعض أنصاره واستخدمه من اجل احكام قبضته على الأجهزة والمؤسسات الأمنية والعسكرية والمهنية والسلطة القضائية التي بقيت خارج سيطرته!

كان في استطاعة رجب طيّب اردوغان تحقيق نجاحات ليس بعدها نجاحات، خصوصا في سوريا حيث اتبع طوال عشر سنوات سياسة متذبذبة. كان في استطاعته بناء نموذج لإسلام حضاري يستطيع أي تركي التباهي به وتأكيد ان الإسلام دين المحبّة والتسامح والقدرة على التكيّف مع ما يشهده العام من تطوّر. لكن الرئيس التركي، الذي نفّذ انقلابا داخليا حوّل بموجبه النظام التركي الى نظام رئاسي على مقاسه الشخصي، فضّل ربط نفسه بكلّ الحركات الاسلاميّة المتطرّفة وبكلّ ما له علاقة بالإخوان المسلمين وما ولد من رحم هذا التنظيم على الكرة الأرضية، بدءا بـ"القاعدة" وانتهاء بـ داعش".

لعب اردوغان على كلّ الحبال واعتقد ان في استطاعته الانصراف الى تحقيق حلم عودة الدولة العثمانية. استفاق على كلّ العقد التي ولدت من اضطرار تركيا الى توقيع معاهدات قيّدتها بعد انتهاء الحرب العالميّة الأولى التي كانت فيها في جانب الخاسرين.

بلغ الامر بأردوغان ان استفاق في العام 2010 على حصار غزّة، وهو حصار يناسب "حماس" وإسرائيل في الوقت ذاته. ارسل سفينة الى غزة بهدف فكّ الحصار عن أهلها بعدما حوّلت "حماس" القطاع الى سجن في الهواء الطلق لمليوني فلسطيني. كانت النتيجة سقوط قتلى بين افراد طاقم السفينة التركيّة التي ما لبثت ان انسحبت وانسحب معها وهم القدرة التركيّة على تحدّي إسرائيل.

يمكن الاستعانة بعشرات الاحداث التي تكشف الأخطاء التي ارتكبها الرئيس التركي في محاولته لعب دور اكبر من حجمه وحجم بلده.

لكنّ الخطأ الأساسي يظلّ خطأ داخليا. تراجع نفوذ اردوغان في المدن الثلاث الكبرى، إسطنبول والعاصمة انقرة وازمير. صحيح ان الرئيس التركي يستطيع الفوز في أي انتخابات عامة بسبب الريف وأهله البسطاء الذين يستطيع دائما ان يضحك عليهم مستخدما الدين، لكنّ الصحيح أيضا انّ الاقتصاد التركي عانى كثيرا بسبب سياسة اردوغان الذي تحدّى أوروبا بحجج واهية وتحرّش بدول مسالمة مثل اليونان واصرّ على تقسيم قبرص واستمرار الاحتلال التركي لقسم منها. كذلك اصرّ على الذهاب الى ليبيا من اجل تحويل تركيا الى لاعب أساسي في حوض البحر المتوسّط. لم يأبه للمصالح الأوروبية. عمل في النهاية ما عملته ايران التي كان في كلّ وقت متحالفا معها من تحت الطاولة ومن فوقها. ساعد ايران في أحيان كثيرة على تجاوز العقوبات الأميركية.

ما يفرض على اردوغان التغيير حاليا لا يقتصر على الوضع الاقتصادي لتركيا فحسب، بل عليه ايضا التعاطي مع إدارة أميركية جديدة لا يكنّ له رئيسها جو بايدن ودّا. على العكس من ذلك، هناك عدد لا بأس به من المسؤولين في الإدارة الجديدة يتعاطفون مع القضيّة الكرديّة التي تعتبر احد اكبر هواجس الرئيس التركي.

انفتح رجب طيب اردوغان على مصر فتجاوبت معه بعد تنفيذ جانب من المطلوب منه في المجال الاعلامي. هناك ايضا معلومات تشير الى تقديم الرئيس التركي لأوراق اعتماده الى المملكة العربيّة السعودية عن طريق لعب دور عبر طائرات مسيرة أرسلها الى اليمن من اجل وضع الحوثيين عند حدودهم. قد تكون تركيا لعبت دورا في افشال هجوم الحوثي وجماعته المسماة "انصار الله" على مأرب. لا يمكن إلّا الترحيب بالخطوات الأخيرة التي بدرت عن اردوغان. لكن الوقت وحده سيحكم على ما اذا كان الرئيس التركي، الذي حاول في الأشهر القليلة الماضية إعادة العلاقات مع إسرائيل الى طبيعتها، سينجح في حملة الانفتاح التي يقوم بها... ام انّها مجرّد حملة علاقات عامة.

نعم، انّ الوقت وحده سيظهر ما اذا كان اردوغان تغيّر وان في الامكان الوثوق به. لا شكّ ان تركيا دولة في غاية الاهمّية في المنطقة، لكنّها تبقى في حاجة الى الآخرين من جيرانها والى القدرة على إقامة علاقة طبيعية ليس مع العرب وحدهم، بل مع العالم. سيتوقّف الكثير على ما اذا كانت الإدارة الأميركية الجديدة مستعدة للاقتناع بانّها امام اردوغان جديد... ام كلّ ما في الامر ان الرجل لا يستطيع التخلّص من العقد التي تحكّمت بماضيه بسبب خلفيته الاخوانية.

جعله هذا النوع من العقد المتجذّرة في الاخوان المسلمين يحوّل كاتدرائية آيا صوفيا في إسطنبول الى مسجد مجددا إرضاء لشعبوية لا مكان لها في القرن الواحد والعشرين في الدول المتحضّرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اردوغان يضع الاخوان في المزاد اردوغان يضع الاخوان في المزاد



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib