كلام قاتل عن هويات قاتلة
وزارة الصحة الفلسطينية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 41 ألفًا و272 شهيدًا، و95 ألفًا و551 إصابة وزارة الصحة اللبنانية تنفي معلومات غير دقيقة حول سقوط 11 شهيداً و4000 مصاب وزير الصحة اللبناني يعلن أن 3 آلاف جريح بانفجار أجهزة النداء بعضها يحتاج إلى العلاج في الخارج طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية تجري هبوطاً اضطرارياً في إسبانيا بسبب سرب من الطيور شركة الخطوط الجوية الفرنسية تُعلق رحلاتها إلى بيروت وتل أبيب حتى الخميس مقتل وإصابة عدد من الأشخاص في قصّف مدفعي شنّة الدعم السريع على الفاشر وزارة الصحة اللبنانية تدعو جميع اللبنانيين للتخلص من أجهزة اتصال "بيجر" شركة ميتا تحظر وسائل الإعلام الروسية الحكومية بسبب نشاط التدخل الأجنبى حزب الله اللبناني يُصدر بياناً جديداُ يحدد فيه هوية الجهة المنفذة لانفجار الأجهزة اللاسلكية الذي أسفر عن عدد من القتلى وآلاف الجرحى مستشفيات جنوب لبنان تخطت قدرتها الاستيعابية والجرحى ينقلون إلى مستشفيات خارج المحافظة
أخر الأخبار

كلام قاتل عن هويات قاتلة

المغرب اليوم -

كلام قاتل عن هويات قاتلة

مصطفى فحص
بقلم - مصطفى فحص

تعمد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن استخدام لغة الهويات في إظهار دعمه الشخصي لإسرائيل في حربها المستمرة منذ تأسيسها على حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة بهوية وطنية ودولة مستقلة، فقد كان باستطاعته - وهو يرأس دبلوماسية واحدة من أقوى الإمبراطوريات على مرّ التاريخ تجاوز نفوذها العالمي سطوة روما على العالم القديم - أن يتحدث فقط باسم قوة بلاده الرادعة التي لا نظير لها وتأثيرها الفاعل، وهذا ما يبعث على الشك بأن النخب الغربية الحاكمة التي تقف إلى جانب «إسرائيل» من دون قيد أو شرط في حربها على غزة، أدركت مبكراً التداعيات المستقبلية غير الأمنية لِما بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) على سكان «إسرائيل»، حيث لم تعد القوة وحدها كفيلة في طمأنتهم وحماية كيانهم، وأنهم باتوا يحتاجون إلى تطمينات هوياتية.

في الجهة المقابلة التزم دبلوماسيون كبار التقاهم الوزير بلينكن في أثناء جولاته المكوكية على عواصم المنطقة بلغة العقل، وبنوا مواقفهم من منطلق إنساني وعقلاني، بعيداً عن موازين القوة التي يتمتع بها الزائر الأميركي وانحيازه الكامل لصالح من يرفض التعامل مع أهالي غزة بوصفهم بشراً، وهذا يعزز الشكوك بأن هناك من يريد أن يحوّل هذه المواجهة إلى حرب إلغائية لا تنتهي إلا بتصفية الآخر والقضاء على هويته وحقوقه، وهذا ما أدركته الرياض والقاهرة سريعاً، وعبرّت عنه في البيانات المتشددة التي صدرت عن وزارة الخارجية السعودية، والكلام الواضح والصريح للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعد لقائه المستشار الألماني.

إلغاء غزة جغرافياً وديموغرافياً هو مدخل لتصفية القضية الفلسطينية، هذا الهدف سيمهد الطريق لصناعة عنف عقائدي وهوياتي قد يستمر لعقود إذا لم تستدرك القوى العظمى فرصة قد تكون الأخيرة من أجل حلّ الدولتين، أي الاعتراف الرسمي بالهوية الوطنية الفلسطينية، وهو ما سيكون في مصلحة الغرب الذي بات عبر أساطيله حارساً مباشراً للهوية الإسرائيلية، التي أثبتت كل التجارب أنها غير قادرة على التعايش مع أي هوية أخرى، وهذا أيضاً انعكاس لأزمة داخلية، حيث يعاني مجتمعها من أزمة هوية تظهر من خلال لجوئه انتخابياً إلى خيارات أكثر تطرفاً.

في مؤتمره الصحافي، استعاد الرئيس الأميركي جو بايدن حواراً جرى بينه وبين رئيسة وزراء إسرائيل السابقة غولدا مائير عندما زارها سنة 1973، قالت فيه: «لا تقلق علينا، فإن هذا الشعب ليس لديه مكان آخر يذهب إليه»، لكن الحقيقة أن على النخب السياسية في كلتا الدولتين أن تقلق كثيراً، ليس لأن هناك تغييراً قد يحدث في موازين القوة أو في السياسات الدولية، فالأحادية القطبية مستمرة ومن دون منافس حقيقي، بل إن الإصرار على عدم الاعتراف بهوية الآخرين وحقوقهم، وخصوصاً الشعب الفلسطيني، سيزيد من عزلة إسرائيل ليس فقط شعبياً بل سياسياً، وإلى مزيد من التباعد ما بين عواصم المنطقة وواشنطن، وسيزيد من مخاطر قلقها الوجودي الذي واجهته قبل 50 عاماً من خارج الحدود وتواجهه الآن من داخلها، وهو الأصعب.

كان على وزير الخارجية الأميركي الذي ينتمي إلى النخبة الثقافية الغربية ولديه معاناة مباشرة مع «الهولوكوست» والاضطهاد الذي تعرض له يهود أوروبا بسبب صراع الهويات القاتلة، أن يدرك خطورة كلامه عن الهويات الذي أصاب شعوب المنطقة بمقتل، فما يحدث الآن في غزة خرج عن كونه عقاباً لحركة «حماس» وهو أشبه بـ«هولوكوست» فلسطيني منقول صوتاً وصورة على الهواء، ويُذكّر الجميع بما قاله الكاتب والأكاديمي اللبناني الفرنسي أمين معلوف في كتابه الشهير «الهويات القاتلة»: «لا يبدو لي أن هذه التسمية مبالغ فيها، ذلك لأن المفهوم الذي أفضحه، والذي يختزل الهوية إلى انتماء واحد، يضع الرجال في موقف متحيز ومذهبي ومتعصب ومتسلط، وأحياناً انتحاري، ويحولهم في أغلب الأحيان إلى قتلة أو إلى أنصار للقتلة. إن رؤيتهم للعالم مواربة ومشوهة».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلام قاتل عن هويات قاتلة كلام قاتل عن هويات قاتلة



GMT 23:25 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

قصة الراوي

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

بمناسبة المسرح: ذاكرة السعودية وتوثيقها

GMT 19:34 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

لماذا نهتم بالانتخابات الأميركية؟

GMT 19:31 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

تغريد دارغوث إذ ترسم ضد تسليع الكارثة

GMT 19:26 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

مصر وحماس؟!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 13:16 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

التعرض إلى الضوء في الليل يُزيد من خطر زيادة الوزن
المغرب اليوم - التعرض إلى الضوء في الليل يُزيد من خطر زيادة الوزن

GMT 18:43 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

محمد إمام يتعاقد على فيلم جديد بعنوان "صقر وكناريا"
المغرب اليوم - محمد إمام يتعاقد على فيلم جديد بعنوان

GMT 08:23 2015 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

هواتف سامسونغ تتصدر الأسواق الناشئة في الربع الثالث

GMT 02:02 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ضبط عون سلطة متلبس بتلقي رشوة في جرسيف

GMT 01:58 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

محرر "صن" البريطانية يدعي الهرب من تركيا إلى فرنسا

GMT 02:22 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عيب خلقي يهدّد حياة طفلة ووالدتها تجمع تبرعات لعلاجها

GMT 18:51 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

صدور المجموعة القصصية "نوران" لمحمد المليجي

GMT 14:01 2024 الأربعاء ,14 شباط / فبراير

زيدان يتحدث عن انتقال مبابي لـ ريال مدريد
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib