بقايا صور
نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة
أخر الأخبار

بقايا صور

المغرب اليوم -

بقايا صور

بقلم - جمال بودومة

كنا في مقهى “المثلث الأحمر” نهاية التسعينيات، مع شاعرين معروفين وقريب لأحدهما، قبل أن تُصاب الثقافة بِالحوَل ويصبح مقهى الأدباء محلا لصنع النظارات. كانت القصيدة وقتها تصنع النجومية، سنوات  قبل ظهور “فيسبوك” و”يوتيوب” و”أنستگرام” و”إكشوان إنوان” و”ساري كول” و”نيبا”… وغيرهم من مشاهير العصر الحديث. كان محمد زفزاف ومحمد شكري و”اتحاد كتاب المغرب” على قيد الحياة، وكانت الكتابة مهنة جديرة بالاحترام، يكفي أن تنشر بضع نصوص في الملحق الثقافي لجريدة “الاتحاد الاشتراكي” أو “العلم” كي تصبح شخصية مرموقة، يعرفك الأساتذة والمعلمون والطلبة و”المناضلون”، ويحترمك نادل المقهى.

الشخص الذي رافق قريبه، كان يرتدي بذلة مخططة وله “موستاش” عريض، فهمنا أنه جاء إلى الرباط من بلدة بعيدة، وبدا سعيدا لمجالسة أشخاص يكتبون في الجرائد ويؤلفون الكتب، ويمرون أحيانا في التلفزيون. طلب “پاناشي” ولم يتوقف عن طرح الأسئلة، كأننا في برنامج تلفزيوني، معظمها ساذج وثقيل الظل، لكننا بذلنا جهدا كي نتحمله. وكلما عرجنا على مواضيع خفيفة لتزجية الوقت، يصر أن يعيدنا إلى الشعر الحر والعَروض و”السّياب” و”نازك الملائكة”…. كأننا في فصل دراسي. صبرنا عليه احتراما لقريبه الذي بدا محرجا، وكان يقمعه بين الفينة والأخرى، دون أن ينجح في كبح جماحه. عندما هممنا بالانصراف، اقترح شارب الـ”پاناشي” أن نأخذ صورة جماعية، وحين سألناه أين آلة التصوير؟ رد بثقة في النفس: “ليس عندي مصوِّرة، لكن يمكننا الذهاب إلى الأستوديو الموجود قبالة البرلمان”… كتمنا الضحكة وأصبنا بالإحراج، لأن عادة الذهاب إلى الأستوديو لالتقاط صورة جماعية كانت قد انقرضت من زمان، لكنه أصر على أن نخلد اللقاء أمام زهور بلاستيكية. اضطر  صديقنا، في النهاية، إلى جر قريبه من ياقة بذلته المخططة نحو أول تاكسي، كي يضع حدا للموقف السخيف!

كيف تحول تقليد راسخ في ثقافتنا الشعبية إلى ممارسة تدعو إلى السخرية؟ المسؤول الأول عن هذا “الديكالاج” الثقافي هو التطور التكنولوجي. في تلك السنوات الخصبة، كنا في منعطف حاسم. أصبحت آلات التصوير  في متناول الجميع، الكل يملك واحدة أو اثنين دون الحديث عن الآلات التي ترمى بعد الاستعمال، كما ظهرت الهواتف المحمولة، التي ستصبح مزودة بكاميرا مدمجة فيما بعد. الطفرة التكنولوجية قلبت حياتا رأسا على عقب وأحالت كثيراً من العادات الاجتماعية والثقافية على التقاعد.

من منا لم يسبق له أن ذهب إلى الأستوديو لالتقاط صورة جماعية؟ إما وحده أو مع إخوته أو أبويه أو أقربائه أو زملائه أو أصحابه، خصوصا أيام الأعياد؟

في تلك العهود الغابرة، كانت الخرجات العائلية تنتهي دائما بصورة في الأستوديو على سبيل الذكرى. في كل حي محل لتجميد الوقت. مكان مهيب، يخيم عليه الصمت، مع آلات تصوير مثبتة على “التري پيي”، وستائر ومصابيح تتدلى من كل جهة، للتحكم في الظل والضوء. على الحائط صورة كبيرة، لأشجار أو حيوانات أو مباني فاخرة. كي نأخذ الصورة، نعطي ظهورنا للجدار المزركش وأمامنا مزهرية من الورود البلاستيكية. الصغار يقدمون تلقائيا على محاولة قطف الزهور، مما يجعل الفوتوغراف يعيد التقاط الصورة عدة مرات. بعض الأطفال، يستغلون المناسبة من أجل القيام بحركات بهلوانية أو حربية تدل على تأثرهم بـ”بروس لي” أو “جاكي شان”… مما يعقد مهمة المصور. ولا بد أن تضحك كي تطلع الصورة حلوة. قبل أن تغادر، يعطيك صاحب الأستوديو وصلا، تؤدي جزءا من المبلغ وتدفع البقية عندما تعود لسحب التذكار. بعد أسبوع أو أقل تكون الصورة جاهزة، بالأبيض والأسود أو بالألوان. العملية تستغرق عدة مراحل. يذهب الشريط إلى المختبر ويتم تحليله وتحميضه وتجفيفه، ولا أعرف ماذا أيضا… عندما ظهرت آلات التصوير الفوري، لم نستطع أن نصدق “المعجزة”. أصبح المصور يلتقط لك تذكارا يخرج فورا من الآلة الفوتوغرافية العجيبة. يمسك بالورقة ويحركها ذات اليمين وذات الشمال، كي تجف وتتبين ملامح الأشخاص قبل أن يسلمك إياها. صدق أو لا تصدق!

جرت الأمور بسرعة مذهلة فيما بعد، ظهر الهاتف المزود بكاميرا، وصار في منتهى الذكاء، وأصبح الناس كلهم مصورون. الجميع يلتقط ما شاء من اللقطات ويضعها على وسائل التواصل الاجتماعي متى وأين شاء، كي يراها العالم في الوقت نفسه. أصبحت الصور متحركة ويمكن بثها مباشرة على “فيسبوك” و”تويتر” و”أنستگرام”… انتقلتا من عصر إلى عصر، دون أن نستوعب عمق التحول وضخامة الطفرة، التي مازالت في بداياتها، مع استعداد العالم لاستقبال الجيل الجديد من الهواتف المحمولة، أو ما يعرف بالـ5G، التي ستعمق ارتباطنا بالعالم الافتراضي، وتجعل شبكة الأنترنيت تخترق الحجر والشجر، وتربط كل شيء بكل شيء.

التاريخ يمشي على قدميه وأحيانا يقفز أو يطير دون سابق إنذار. ساعة واحدة تعادل عشرات السنين في بعض الفترات. في صيف 1914، عندما أعلنت الدول الأوروبية  الحرب على بعضها البعض، وبعدما أدركت هول التغيير الذي يعيشه العالم، كتبت الشاعرة الروسية العظيمة آنّا أخماتوفا: “في ساعة واحدة/ تقدّم بِنَا العمر مائة عام/…”.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بقايا صور بقايا صور



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك

GMT 14:11 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

رسم للفنان الفرنسي

GMT 19:48 2012 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هذا نذير شؤم

GMT 07:23 2015 الجمعة ,20 شباط / فبراير

عموري مبارك: صوت الأمل الجريح

GMT 10:18 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib