الحلواني
نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة
أخر الأخبار

الحلواني!

المغرب اليوم -

الحلواني

بقلم : رشيد مشقاقة

لمّا توفي الأديب “برنارد شو”، أُطفئت الأنوار في نيويورك لخمس دقائق، وأغلقت المدارس في الهند ليوم كامل، وكذلك في دول أخرى !

وعلى مدى أسابيع عدة تصّدرت الشاشات الفضائية المصرية عبارة: “وداعا أيها الفنان الكبير”.

تعالى معي إلى هذا البلد العجيب الغريب، نحن نحيا في حالة إغماء، فلا تقدير ولا اهتمام بالقيم الأدبية والفكرية ولا يحزنون!

أخجلُ من نفسي عندما أرى ركاب القطار السريع في بلد غربي منهمكين في قراءة كتاب أو مجلة أو جريدة، بينما يستفيد ركاب حافلاتنا من عبء الازدحام لممارسة طقوس احتياجاتهم الخاصة سرقة وشذوذا، وما شابه ذلك !

في تلك البلاد يدور بين الأب وابنه السائحين الحوار التالي:

ـ هذه النصب التذكارية لمن!

ـ هؤلاء يا ولدي لكبار الفلاسفة والمفكرين والأدباء، تحتفي بهم بلدانهم، فهم لازالوا أحياء في نَظَرِهَا.

ـ إذا قرأتُ جيدا، هل ينصب لي مثلهم تمثالا!

ـ أجل يا ولدي!

عرّج معي على ساحاتنا العمومية الفارغة إلاّ من أشغال الحفر التي لا تنتهي أبدا!

ـ إلى الجدران المحيطة بها وقد كتب عليها بالبند العريض: “ممنوع إلقاء القاذورات.. والتَّبَـ.. هنا” !

ـ إلى الأسماء الغريبة للشوارع والأزقة وقد ترك المسمون أسماء العلماء والمفكرين ماضيا وحاضرا، وكتبوا أسماء غريبة، “زنقة الحرشة”،  “زنقة السجن”، “زنقة الأصنام” و”شارع لاَحُونَا”.. !

ـ إلى المتاحف الفنية التي لم تمتلئ عن آخرها إلا يوم التدشين، عندما حضرت الشخصيات العامة والقنوات التلفزيونية في وصلة إشهارية خادعة مثل الكاميرا الخفية، ثم صارت مزارا استثنائيا كمقابر الميتين !

ـ إلى الخزانة العلمية بالمسجد الكبير وقد أقفل بابها، فلّما سألت الحارس عن حالها، قال: لم يعد يزورها أحد فالتحق أمينها بالإدارة المركزية، فأسفت للأيام الخوالي: ها هنا تعلمنا، وأنشأنا علاقات إنسانية عَزَّ نظيرها !

ـ إلى المكتبة التي أضاف صاحبها إلى المبيعات من الكتب الصفراء بفعل القدم مواد استهلاكية لضمان قوت يومه وأجر العمال!

ـ إلى المقاهي وقد اصطف بها علماء الكلمات المتقاطعة، وقد حازوا الجرائد على سبيل الإعارة أو أخذوا صورا فوتوغرافية للشبكات المسهمة!

ـ إلى المطاعم والحانات، وقد احتل كراسيها فنانونا ينتظرون تحايا وإكراميات المسؤولين مدنيا!

ـ إلى المقبرة التي احتشد بها يوم الدفن المتعاطفون مع أفراد عائلة الفنان الكبير، في انتظار انتهاء قنوات التصوير من عملها لتبدأ مراسيم الغياب السرمدي للمشيعين ولأخبار الفقيد على حد سواء!

نحن بيننا وبين الثقافة سور سامق وخصام أبدي على أنَّنَا نرتدي ثيابها من باب التباهي حينا من الوقت، وقد غضب وزير الثقافة المصري عندما لم يجد فنانيه بالصفوف الأمامية للقاعة التي احتل كراسيها الأهل والأحباب والأصدقاء، فاضطرا المنظمون إلى إرغامهم على مغادرتها تحت طائلة وقف العرض!

ـ وقد أصاب الفنان القدير الطيب الصديق عندما امتنع الرئيس صدام حسين عن السماح للفنانين العراقيين بالمشاركة في تظاهرة فنية قائلا: “إن العقول العراقية لا تغادر أرضها”، فردّ عليه:

ـ  لو كانت لهم فعلا عقول يفكرون بها، مَا احترفوا الفن!

هناك خلل. عندما سأل الإعلاميون الإنجليز التلاميذ عمن كتب مسرحية “الملك لير”، واكتشفوا أن قلة قليلة منهم تجهل الأديب شكسبير، فتدخلت الدولة وأعادت صياغة مناهج التعليم، لتدارك المهزلة!

أما عندما توفي الشاعر المغربي الكبير محمد الحلوي، وانتقل ميكرفون الشارع يسأل عنه: لم يعرفه المستجوبون على الإطلاق، إذ منهم من قال: “إنه رياضي”، أمّا الذي أجاب الجواب “المفيد” فقال:

ـ “أجل، محمد الحلواني.. أعرفه.. بائع الحلويات بالسوق الكبير، أشهر من نار على علم، الكل يتبضع منه!”

أصبح الشاعر “حَلَوَانِياً”، ولا من يدق جرس الإنذار، الظلام كثيف ونحن نقول مع المتنبي:

وَهَبْنِي قُلْتُ: هَذَا الصُبْحُ لَيْـلٌ     

                                               أَيَعْمَى العَالِمُونَ عَنِ الضّيَــــاءِ

المصدر : جريدة اليوم 24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحلواني الحلواني



GMT 04:53 2017 الأربعاء ,17 أيار / مايو

غَنِّي لِي شْوَيَّ وْخُذْ عينيَّ!

GMT 04:46 2017 الأربعاء ,10 أيار / مايو

السَّمَاوِي!

GMT 05:44 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

شُفْتِنِي وَأَنَا مَيِّت!

GMT 05:01 2017 الأربعاء ,26 إبريل / نيسان

القاضي الشرفي!

GMT 04:55 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

لاَلَّة بِيضَة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك

GMT 14:11 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

رسم للفنان الفرنسي

GMT 19:48 2012 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هذا نذير شؤم

GMT 07:23 2015 الجمعة ,20 شباط / فبراير

عموري مبارك: صوت الأمل الجريح

GMT 10:18 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib