التعليم فى المغرب بين جدل العامية وأعطاب الإصلاح
إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة اتهام 4 إسرائيليين بينهم ضابط بجيش الاحتلال بالإرهاب بعد مزاعم بأنهم أطلقوا قنابل مضيئة على منزل نتنياهو
أخر الأخبار

التعليم فى المغرب بين جدل العامية وأعطاب الإصلاح

المغرب اليوم -

التعليم فى المغرب بين جدل العامية وأعطاب الإصلاح

بقلم : وفاء صندى

جدل كبير وانتقادات لاذعة تلاحق منظومة التعليم فى المغرب، زاد من حدتها، فى الموسم الدراسى الحالي، إدراج اللغة العامية المغربية، فى المناهج الدراسية، ما خلق حالة من الصدمة والاستياء داخل الأوساط الاجتماعية والثقافية والسياسية، لما سوف يتسببه هذا القرار العشوائي، من تراجع على المستوى اللغوي، وفشل على المستوى المنهجي، مما سيزيد من متاعب التعليم والمتعلمين فى المملكة.

أنفق المغرب على قطاع التعليم، خلال العقود الخمسة الماضية، ميزانيات ضخمة (نحو 25% من الميزانية السنوية العامة)، واعتمد استراتيجيات ومخططات عديدة منذ الاستقلال، مرورا بمناظرة المعمورة سنة 1994، ومشروع إصلاح التعليم بإفران من العام نفسه، واللجنة الوطنية المختصة بقضايا التعليم فى نفس العام، والميثاق الوطنى للتربية والتكوين بين 1999 ـ 2009، والمخطط الاستعجالى 2009 ـ 2012، وصولا إلى الرؤية الاستراتيجية 2015 ـ 2030، الا أنه لم ينجح بعد فى تحقيق النتائج المرجوة.

فقد ظل التعليم فى المغرب متراجعا فى هياكله ومناهجه ومضامينه، متخبطا فى مشكلاته المرتبطة أساسا بضعف المردودية. فرغم كل الجهود المبذولة للنهوض بالقطاع وتحسين منهجيته، فإن هذه الاخيرة لا تزال تعتمد على الحفظ، أكثر ما تعتمد على الاكتشاف والتفكير والإنتاج.

إن السياسات التى نهجتها المملكة، على كثرتها وضخامة نفقاتها، إلا انها اتسمت، فى المجمل، بعدم وضوح الرؤية بينها وبين احتياجات الهيكل الوظيفى للتعليم. كما أن غياب فكر تربوى واضح قادر على إنجاز مهام التنمية الشاملة، التى كان المغرب ولايزال يسعى الى تحقيقها، حوّل قطاع التعليم الى حقل تجارب، يجرّب فيه فى كل مرة مخطط جديد، لا يكاد يبدأ حتى يثبت فعليا عدم نجاعته وينتهى بالفشل، الذى لا يعكس فقط فشل المنظومة التعليمية وحدها، ولكن إخفاق وفشل برامج التنمية ككل، والتى لم تستطع استيعاب الاحتياجات الفعلية للواقع المغربي.

قبل سنتين، حذر تقرير سابق لليونسكو، من أن المغرب لن يتمكن من تحقيق أهدافه الخاصة بشأن التعليم قبل 50 عاما تقريبا، مؤكدا أنه فى حال تبنى البلد نفس السياسات الحالية، فإن تعميم إتمام التعليم الابتدائى لن يتحقق قبل سنة 2065. ومؤخرا صنفت ذات المنظمة المغرب فى آخر الترتيب بالنسبة لجودة التعليم، حيث جاء من ضمن 15 دولة الأكثر تخلفا فى التعليم.

ورغم ما تعكسه هذه التقارير من أرقام صادمة ورغم ما أفرزته السياسات والمناهج التعليمية المعتمدة من أنصاف متعلمين وأمية مركبة، فإن المغرب لم يجد بعد خارطة طريق واضحة وفعالة لإصلاح هذا القطاع الحيوي، بل العكس فإنه بالمنهجية الجديدة كمن يتقدم نحو الخلف. فإذا كانت المدرسة المغربية، تعمل فى المجمل، على ايصال المعارف عن طريق اللغة الدارجة، فتلك مشكلة مادام قد عاناها القطاع، لكن أن يصبح محتوى المادة أيضا باللغة الدارجة، فتلك كارثة ستؤدى الى إفراز أجيال فارغة لغويا، فاقدة لهويتها العربية، صعبة الاندماج مع مستويات التعليم الجامعية، واستهلاكية.

ربما هناك من يجد فى الجدل حول إقحام العامية فى المناهج المغربية مجرد زوبعة فى فنجان، أو مجرد أزمة مختلقة، مادامت فى كل الحالات، اللغة الانجليزية هى لغة الإنتاج وان أى برنامج تعليمى لابد أن يدرج هذه اللغة الحية ضمن مقرراته باعتبارها لغة جامعة لكل الأمم. لكن هناك واقعا آخر يجب عدم إغفاله، وهو لغة التدريس فى أى تعليم ناجح هى اللغة الوطنية، وكما قال المفكر المغربى المهدى المنجرة: لا توجد أى دولة فى العالم انطلقت فى المجال التكنولوجى دون الاعتماد على اللغة الأم.

فالدول الرائدة اقتصاديا وتنمويا تدرس باللغة الوطنية فى مدارسها وجامعاتها، وأفضل 500 جامعة دولية فى العالم تستخدم اللغة الوطنية كلغة للتدريس.

إن جدل العامية فى المناهج المغربية يعيد للواجهة، ليس فى المغرب فقط، ولكن فى جل الدول العربية، ضرورة إصلاح التعليم، الذى يبقى مسئولية الدولة ودورها الرئيسى الذى يجب أن تعطيه الأولوية.

فلا يمكن لأى إصلاح أن ينجح دون إرادة سياسية حقيقية تعيد النظر فى هذا القطاع الحساس والمهم، الذى يعد العمود الفقرى لتقدم الأمم والضامن الأساسى لازدهارها واستقرارها. لهذا السبب فالتعليم فى الدول المتقدمة استثمار مهم ومربح حتى فى ظل الأزمات الاقتصادية، لأنه استثمار من أجل المستقبل.

ومن أجل هذا المستقبل الذى نريد لأبنائنا أن يكون لهم دور فى بنائه، لابد من سياسة جيدة فى قطاع التعليم، وربط المسئولية بالمحاسبة، والحرص على ترسيخ مبادئ الجودة والشفافية وتكافؤ الفرص، وتطوير المناهج التعليمية بواسطة خبراء تربويين وخبراء مناهج متخصصين، وإخضاع المعلمين للتدريب عليها، وضمان تكوين مستمر لهم. وكل ذلك من أجل تخليص العقول من ظلام الحفظ، والخروج إلى نور إعمال العقل بالتحليل والابتكار، ومن أجل إفراز أجيال عربية ماسكة بدفة المعرفة من ناصيتها، وليس فقط محشوة بمعلومات مستهلكة وثقافة سطحية، لا تسمن ولا تغنى من جهل، تنتهى صلاحيتها المعرفية بانتهاء السنة الدراسية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التعليم فى المغرب بين جدل العامية وأعطاب الإصلاح التعليم فى المغرب بين جدل العامية وأعطاب الإصلاح



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك

GMT 14:11 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

رسم للفنان الفرنسي

GMT 19:48 2012 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هذا نذير شؤم

GMT 07:23 2015 الجمعة ,20 شباط / فبراير

عموري مبارك: صوت الأمل الجريح

GMT 10:18 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib