فرنسا لا «متطرف» بالإليزيه
مقتل وإصابة عدد من الأشخاص في قصّف مدفعي شنّة الدعم السريع على الفاشر وزارة الصحة اللبنانية تدعو جميع اللبنانيين للتخلص من أجهزة اتصال "بيجر" شركة ميتا تحظر وسائل الإعلام الروسية الحكومية بسبب نشاط التدخل الأجنبى حزب الله اللبناني يُصدر بياناً جديداُ يحدد فيه هوية الجهة المنفذة لانفجار الأجهزة اللاسلكية الذي أسفر عن عدد من القتلى وآلاف الجرحى مستشفيات جنوب لبنان تخطت قدرتها الاستيعابية والجرحى ينقلون إلى مستشفيات خارج المحافظة إصابة سفير إيران لدى بيروت جراء انفجار أجهزة لا سلكية في لبنان وزارة الصحة السودانية تُعلن تسجيل 266 إصابة جديدة بالكوليرا وارتفاع إجمالي الوفيات إلي 315 حالة جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن تنفيذ غارة جوية أدت إلى اغتيال رئيس وحدة الصواريخ والقذائف التابعة لحركة الجهاد الإسلامي الأونروا يؤكد تدهور الأوضاع في ‎غزة بشكل متزايد والحشرات والقوارض تُهدد صحة الفلسطينيين حزب الله اللبناني يستهّدف موقع العباد الإسرائيلي بصاروخ موّجه
أخر الأخبار

فرنسا: لا «متطرف» بالإليزيه

المغرب اليوم -

فرنسا لا «متطرف» بالإليزيه

أمير طاهري
بقلم - أمير طاهري

هل سيكون لفرنسا رئيس «متطرف» في غضون بضعة أشهر من الآن؟ إذا صدّقنا النبوءة التي أطلقها الروائي الشعبي ميشال أويليبيك، في روايته «الخضوع»، الصادرة عام 2015، فإن الإجابة يجب أن تكون «نعم».

في الرواية، زعم أويليبيك أن الفرنسيين أمامهم 7 سنوات فقط، أي حتى عام 2025، لمنع «المتطرفين» من الاستيلاء على السلطة في باريس، عبر انتخابات عامة بمساعدة جماعات يسارية وأخرى تلتزم الصوابية السياسية.

وبنبرة تعكس شعوراً عميقاً بالكراهية تجاه الذات، صوّر منزلاً منقسماً بين عشائر متعطشة للسلطة، بينما عاين كثير من الفرنسيين أمتهم تنجرف في مياه مجهولة دونما مرساة. وبسبب شعوره بخيبة الأمل تجاه نظام يبدو أنه تحوّل إلى وحش يطيل عمره بنفسه، يقوم على حكومات تعاني عجزاً متنامياً، وتعد بالمزيد وتقدم الأقل، يبحث الفرنسي العادي في الرواية عن منقذ، رجل قوي يمكنه التصدي بضراوة للبيروقراطيين البعيدين في باريس وبروكسل.

ولا يمكن لـ«المنقذ» أن يأتي إلا من أولئك الذين يملكون «معتقدات قوية»، رجال لا يتعاملون مع القضايا بطريقة «من ناحية ومن ناحية أخرى».

ويزعم أويليبيك، وهو من أنصار نظرية «انحسار» الغرب، أن الأوروبيين لم يعودوا يؤمنون بأي شيء، وبالتالي محكوم عليهم بخسارة المعركة ضد «المتطرفين» المحليين، الذين يؤمنون بشغف بالقليل الذي يعرفونه عن الإسلام.

وفي حين تمخّض خيال أويليبيك عن «الخضوع»، اقترح عراف فرنسي آخر، غيلز كيبيل، حلاً «أندلسياً»، وهو نظام يتقاسم فيه المسلمون وغير المسلمين السلطة، كما فعلوا في «العصر الذهبي» للأندلس.

حسناً، الخبر السيئ هنا أن فرنسا لا تزال من دون حكومة فاعلة، مع انخفاض انحسار مكانة النخبة الحاكمة إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.

إلى جانب ذلك، ورغم الاستراحة اللطيفة التي أتاحتها دورة الألعاب الأولمبية، يبقى المزاج العام في البلاد كئيباً.

أما الخبر السار، أنه رغم أن كتلة من الجماعات اليسارية المتطرفة، التي تلوح بأعلام «حماس» وتتنكر في زي المدافعين عن الإسلام، فازت بأكبر عدد من المقاعد، لكن ليس بالأغلبية، فإن قادتها داخل الجمعية الوطنية لم يكونوا أذكياء بما يكفي للمراهنة والاستحواذ على جزء من السلطة في إطار صفقة مع الرئيس الحالي، إيمانويل ماكرون.

لقد أثار عنادهم ورفع علم «حماس» داخل البرلمان ردة فعل معادية للإسلام، على عكس توقعات أويليبيك وكيبيل. وبالتالي، لن يكون لدى فرنسا رئيس «متطرف» العام المقبل.

ما حدث أن الجماعات القومية المتطرفة اغتنمت الفرصة لتصوير نفسها باعتبارها الحصن الوحيد في مواجهة «الإسلام العدواني»، مع ترديدها فكرة أن «الهجرة» تسبب حالة من «انعدام الأمن».

لقد كانت لدى فرنسا، أو على الأقل النخبة المؤثرة في الرأي العام، صورة مختلفة تماماً عن الإسلام قبل جيل واحد فقط. في ذلك الوقت كان يجري النظر إلى الإسلام باعتباره نظاماً روحياً عميقاً، يمكن تفسيره بشكل أفضل عبر الصوفيين من أمثال ابن عربي، والشعراء أمثال الرومي.

وبعدما أصبحوا دونما مأوى آيديولوجياً، بعد الكشف عن جرائم ستالين، اعتنق مثقفون يساريون مثل ميشال شودكيفيتش، وفينسنت مونتييل، وهيلين ميروفيتش، وموريس بيجار، وروجيه جارودي ومئات الشخصيات الأقل شهرة الإسلام، رداً على شعورهم بخيبة الأمل تجاه الشيوعية.

وساعد علماء مثل هنري كوربين، ولويس ماسينيون، وجاك بيرك، وماكسيم رودنسون على خلق صورة للإسلام، باعتباره ديناً يتجنب المادية، ويروّج للزهد والسلام والأخوة. وتحدث كوربين بلغة شعرية عن أهمية ما أسماه «الخيال» في الإسلام، بديلاً للوجود الحقيقي الملموس.

من جهتهم، استغل الإسلاميون المتشددون، بمَن في ذلك جماعة «الإخوان المسلمين»، و«الخمينيون» في إيران ولبنان، وبقايا «جبهة الإنقاذ الإسلامية الجزائرية»، وحديثاً «داعش»، الصورة الناعمة التي خلقها الإسلاميون الفرنسيون، لتصوير أنفسهم باعتبارهم «ضحايا» للاستعمار والإمبريالية، وحتى العنصرية، وتجنب التعرض للتدقيق في أفعالهم، في حين بنوا ما يشبه إقطاعيات منغلقة على نفسها حول باريس والمراكز الإقليمية؛ للترويج لآيديولوجيات بعيدة كل البعد عن ابن عربي والرومي، ناهيك عن سانت ألديبرت وميستر إكهرت.

بين عامَي 1980 و2020، أنفقت الدولة الفرنسية أكثر من 30 مليار دولار في ضواحيها «الإسلامية» على أمل منع ما وصفها الرئيس ماكرون بـ«النزعات الانفصالية». وقد تمخض المشروع، الذي نفّذه بحماسة وزراء مثل برنارد تابي، وجان لوي بورلو، عن عكس ما كان مرغوباً، فقد ساعد «القيادات» المحلية على خلق قاعدة أكبر من العملاء الموالين لهم، وتعزيز سيطرتهم على الضواحي «الانفصالية».

من جهته، يصف ماكرون، أحياناً، هؤلاء «الانفصاليين» بأنهم «آميش فرنسا»، نسبة إلى طائفة مسيحية في بنسلفانيا تحاول أن تعيش حياة منفصلة على الهامش، بمنأى عن أسلوب الحياة الأميركي الحديث. ومع ذلك، يبقى هناك اختلاف أساسي بين الآميش و«الانفصاليين» الفرنسيين، فالآميش لا يحاولون فرض أسلوب حياتهم على الآخرين.

الحقيقة، لا يمثل «الانفصاليون» التهديد الوحيد للثقافة الفرنسية وأسلوب الحياة. لقد شجّع ظهورهم على رد فعل حاد، اتخذ صورة الرغبة في فرض نسق واحد وحيد، من قبل مجموعات متزايدة الصخب، ترغب في فرض صورة واحدة من الهوية الفرنسية على الجميع.

كانت إعادة قراءة النخبة الفرنسية الصوفية للإسلام بعيدة عن الحقيقة، وكذلك قراءتها الجديدة له باعتباره «تهديداً وجودياً»، على حد تعبير إريك زيمور. وافترضت إعادة القراءة الأولى أن فرنسا مدينة للمسلمين الفرنسيين بشيء ما، وأدت إلى سياسة مبنية على الشعور بالذنب، الذي استخدم الرشوة والاعتذار بصفتهما أداتين لعقد مصالحة وهمية.

واليوم، تخدم إعادة القراءة الثانية أهداف أقلية صغيرة من «المتطرفين» الذين يقسمون العالم إلى «هم ونحن». والحقيقة أن القراءتين كلتيهما تعززان «الانفصالية» التي يحذّر منها ماكرون.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرنسا لا «متطرف» بالإليزيه فرنسا لا «متطرف» بالإليزيه



GMT 23:25 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

قصة الراوي

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

بمناسبة المسرح: ذاكرة السعودية وتوثيقها

GMT 19:34 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

لماذا نهتم بالانتخابات الأميركية؟

GMT 19:31 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

تغريد دارغوث إذ ترسم ضد تسليع الكارثة

GMT 19:26 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

مصر وحماس؟!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 14:28 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن
المغرب اليوم - عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن

GMT 18:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 11:05 2020 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

انقطاع التيار الكهربائي عن أحياء عدة في مراكش لمدة 3 أيام

GMT 05:21 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"جاغوار" تعلن عن نموذجًا جديدًا من السيارات الفارهة

GMT 19:05 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

خديجة الزياني تفتح ملف " حراس الأمن الخاص" داخل البرلمان

GMT 11:39 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

إدارة الوداد الرياضي تغرم اللاعب أنس الأصباحي

GMT 18:44 2018 الإثنين ,27 آب / أغسطس

تسريب جديد يكشف عن سعر هاتف HTC المقبل U12+

GMT 15:45 2018 الأربعاء ,16 أيار / مايو

لجنة المراقبة تحجز لحوم فاسدة في الناظور

GMT 08:15 2018 الخميس ,22 آذار/ مارس

قضية بوعشرين.. البراءة هي الأصل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib