المبادرة السعودية لماذا يرفض الحوثي
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

المبادرة السعودية... لماذا يرفض الحوثي؟

المغرب اليوم -

المبادرة السعودية لماذا يرفض الحوثي

عبدالله بن بجاد العتيبي
بقلم : عبدالله بن بجاد العتيبي

أطلقت السعودية يوم الاثنين الماضي مبادرة سلام لليمن ومنحت فيها الكثير لميليشيات الحوثي التي تختطف الدولة والشعب اليمني، حرصاً من السعودية على اليمن وشعبه، ومراعاة للجانب الإنساني الذي دمّره الحوثيون بشكل منظمٍ وممنهجٍ على مدى السنوات الماضية، وهي مبادرة تاريخية بكل المقاييس، وتمثل لحظة للعقل والحكمة قادرة على انتشال اليمن من أتون الفوضى والصراع، فيما لو استجابت لها ميليشيا الحوثي.
هذه المبادرة هي استمرارٌ للسياسة السعودية الثابتة تجاه اليمن، السعي الدائم للسلام والحل السياسي، وقد كان هذا هو هدف السعودية الثابت منذ عقودٍ تجاه اليمن والحوثي، وقد أيدت السعودية مفاوضات جنيف والكويت واستوكهولم وقدّمت التنازلات بحثاً عن مصلحة اليمن وشعبه، وظلّ الحوثي يتمنّع عن أي استجابة عملية لأي توجهٍ يفضي إلى السلام.
زخمٌ عربي ودولي كبيرٌ رافق إطلاق السعودية للمبادرة التاريخية، وهو زخمٌ مستحقٌ؛ فقد تم فيها تقديم العديد من الفرص لميليشيا الحوثي كفتح جزئي لمطار صنعاء وميناء الحديدة، وبدء المشاورات اليمنية ووقف فوري لإطلاق النار، ولكن الحوثي كالعادة لا يستجيب.
لماذا يمتنع الحوثي عن الاستجابة لأي مبادرة سلامٍ في اليمن؟ هذا سؤال مهمٌ يكشف طبيعة الصراع الدائر في اليمن للعالم، ويضع النقاط على الحروف، وهو ما تسلط الضوء عليه هذه المبادرة السعودية، كما أنه يمثل ما يجب أن تطرحه الدول الغربية وأميركا والمؤسسات الدولية كالأمم المتحدة، بدلاً من التهجم غير المنطقي وغير الواقعي على الأوضاع في اليمن.
يمتنع الحوثي لأسباب كثيرة، منها، أنه لا يمثل الشعب اليمني ولا الدولة اليمنية، بل يمثل النظام الإيراني، والنظام الإيراني غير معني بتاتاً باليمن دولة وشعباً، بل هو على استعدادٍ تامٍ لإحراق اليمن وشعبه في سبيل مصالحه ومشروعه للتوسع، وبسط النفوذ على الدول العربية.
ومنها أنَّ الحوثي يمثل ميليشيا آيديولوجية مسلحة، والآيديولوجيا عمياء لا تحسن السياسة، وهي ترى في طاعة الولي الفقيه طاعة عمياء، فالحوثية في تطورها التاريخي عبر عقودٍ استطاعت تحويل المذهب الزيدي الكريم عبر المدرسة الجارودية، إلى الخمينية، أي الإسلام السياسي الشيعي، وقد تأثر المؤسس بدر الدين الحوثي بالخمينية عبر إقامته الطويلة في إيران، ومن بعده جاء المؤسس الفعلي لهذه الميليشيا حسين الحوثي وهو قد نهل من إيران بإقامته الطويلة فيها، كما أنه تأثر بإقامته لسنواتٍ في السودان بالمفكر والسياسي الإخواني السوداني حسن الترابي، فورث «الإسلام السياسي» من جانبيه السني والشيعي، وأخرج هذا المنتج الميليشاوي الذي لا يعترف بالأوطان ولا يؤمن بالإنسان.
ومنها النهم المستمر لجمع الأموال اليمنية بأي سبيلٍ، والتقاط اللقمة من أفواه اليمنيين كباراً ونساء وأطفالاً من دون وازعٍ من دينٍ أو رادعٍ من خلقٍ، ومنها الإصرار على استهداف السعودية عسكرياً بالصواريخ الباليستية والمسيرات المسلحة لتنفيذ رغبات النظام الإيراني العميقة في القضاء على الدولة السعودية، تنفيذاً لوصية الخميني، وانجراراً وراء مشروع إيران في المنطقة الذي تقف السعودية جداراً صلباً في وجهه.
التأييد الدولي العريض الذي حصلت عليه السعودية لمبادرتها التاريخية من كل دول مجلس الأمن ومن غالبية دول العالم يوضح عدالة القضية اليمنية وحجم الدعم الذي قدمته السعودية لها، وأن المشكلة الحقيقية تكمن في النظام الإيراني وتابعه الحوثي، وأن هذا يجب ألا يكون محل جدالٍ من أحدٍ، مهما حاول التعلل بالوضع الإنساني أو تشبث بالموقف الحقوقي أو غير ذلك من الشعارات، التي أصبحت محل تساؤلاتٍ كبيرة على المستوى الدولي، بعدما اتضح أن بعض المفاهيم والحقوق أصبحت تطلق بلا حساب، وبات التناقض صارخاً في تطبيقها والتعامل مع دول العالم على أساسها.
لا تنظر السعودية للقضية اليمنية من ثقب ميليشيا الحوثي الانقلابية، بل من مستقبل الدولة اليمنية وشعبها، ولا تراها ورقة تفاوضية مع النظام الإيراني بينما بعض الدول في العالم تراها كذلك، وهذه المبادرة تضع الجميع أمام مسؤولياتهم السياسية والتاريخية وتجبر الجميع على التركيز على لبّ القضية وأس المشكلة بعيداً عن أي تحويرٍ أو تشتيتٍ لحساباتٍ لا تمت للشعب اليمني ومصيره ومستقبله بصلة.
الجانب الإنساني في اليمن هو أحد أهم عناصر حرب الضرورة التي دخلتها السعودية ودول التحالف العربي قبل سنواتٍ، وكانت «إعادة الأمل» قريناً لا ينفك عن «عاصفة الحزم»، والأرقام من قبل ومن بعد خير شاهدٍ على أن السعودية قدمت كل شيء لمصلحة الشعب اليمني، لا يجادل في ذلك فريقٌ يمني ولا يناقش فيه أي جهة دولية، وهي بهذه المبادرة مستمرة وثابتة على سياستها ومواقفها كافة تجاه اليمن.
«الإشراف الأممي» واحدٌ من أهم مفاتيح الحل للقضية اليمنية، فتحت إشراف الأمم المتحدة ومجلس الأمن تضيق دائرة المناورات أمام النظام الإيراني وميليشيا الحوثي التابعة له، وهو ما يحرج مشروعهما أمام الرأي العام الدولي، وتصعيد الحوثي المستمر بإرسال الصواريخ الباليستية والمسيرات المفخخة تجاه المدنيين ومصادر الطاقة داخل السعودية هو تأكيد على الرفض للمبادرة السعودية لأسبابٍ لا علاقة لها باليمن دولة وشعباً.
ميليشيا الحوثي ليست وحدها في الميدان، بل لديها تحالفاتٌ داخلية متعددة، وهو تحالفٌ هشٌ على مصالح ضيقة ومثل هذه المبادرة السعودية تكشف هذه المصالح الضيقة والتحالفات الهشة، وتضع الجميع أمام سؤال الوطن والتاريخ، وهو ما سيجبر بعض حلفاء الحوثي على التخلي عنه والابتعاد عن انخراطه في المشروع الإيراني المعادي للعرب ولليمنيين.
وقد أكدت الشرعية اليمنية أن الحوثي مرتهنٌ بالكامل للنظام الإيراني، واستهداف الحوثي لجامعتي نجران وجازان ومحطة توزيع الوقود بجازان، كلها تصبّ في إطار سيطرة النظام الإيراني على خيارات الحوثي السياسية والاستراتيجية، وعجز الحوثي عن مقاومة هذه السيطرة، والمنع الإيراني له من الدخول في أي مفاوضاتٍ جادة تنهي الحرب في اليمن، وتسمح باستعادة الدولة اليمنية وعودة الأمن والاستقرار مجدداً.
أخيراً، فأزمة قناة السويس والخسائر الدولية الهائلة جراء إغلاقها توضحان سبب الإصرار الإيراني على السيطرة على مضيق باب المندب، وإخضاع التجارة الدولية لسطوتها وسيطرتها، وهي مجرد مثالٍ على سياسة إيرانية لا تعيش إلا على الأزمات، ولا تستعمل إلا الإرهاب والفوضى، ولا تفهم إلا لغة القوة لا لغة السياسة ولا الدبلوماسية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المبادرة السعودية لماذا يرفض الحوثي المبادرة السعودية لماذا يرفض الحوثي



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib