لماذا «يوم التأسيس» مهم
نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة
أخر الأخبار

لماذا «يوم التأسيس» مهم؟

المغرب اليوم -

لماذا «يوم التأسيس» مهم

عبدالله بن بجاد العتيبي
بقلم : عبدالله بن بجاد العتيبي

إعلان السعودية عن الاحتفال السنوي بيوم التأسيس حدثٌ بالغ الأهمية لا في تصحيح التاريخ فحسب، بل في التعامل مع الواقع وبناء المستقبل، فشرعية الدول تتطور مع تطوُّر المعطيات وتغير التاريخ، وتاريخ المسلمين يعلمنا أن «الدولة الأموية» عجزت عن تطوير شرعيتها وانتهت في عقودٍ، بينما «الدولة العباسية» استطاعت المحافظة على التطوير المستمر فدامت قروناً متطاولة.
الإمام محمد بن سعود، مؤسس الدولة السعودية الأولى، جدير بالاهتمام حقاً، ويجب التذكير بمكانته المتفردة التي امتلكها من دون جميع معاصريه بشتى تصنيفاتهم، وقد كانت لحظة استقطابه للداعية محمد بن عبد الوهاب لحظةً مهمةً في تاريخ الدولة، وهي تُحسَب له وعياً وقراراً؛ فقد اختار الإمام بوعيٍ أن يستقطب الشيخ، وله سلفٌ في هذا، في جدّه (إبراهيم بن موسى) أحد شيوخ الدرعية مع الشيخ الحنبلي المعروف (أحمد بن عطوة)، ونتيجةُ ذلك الوعي والقرار يشهد بها التاريخ والواقع المعيش، و(إبراهيم بن موسى) شيخ الدرعية تمّ ذكره قديماً في الوثائق العثمانية، بحسب ما أشار له الدكتور راشد العساكر، حين استخرج الوثيقة ونشرها.
المسائل المعقدة لا تستعصي على العلم والتحليل والبحث، ويمكن بالعقل والحكمة تناول تلك المسائل والغوص فيها وتحليلها بعيداً عن التعصب والحماسة، ومن ذلك التفريق بين «الدولة» و«الدعوة»؛ فهي مسألة تنبع أهميتها من إعادة بناء التاريخ بشكل أقرب للدقة والموضوعية بلا تقليل من دور «الدعوة»، ولكن بالتركيز والتأكيد على دور «الدولة»، وبخاصة مع الانحراف الكبير في ذلك التاريخ عبر مراحل مختلفة لأسباب معروفة، إنْ في كتابات المؤرخين التقليديين أو في كتابات المؤرخين المؤدلجين بآيديولوجيا حركات وتنظيمات الإسلام السياسي، مع عشرات السنين من سيطرتهم على مؤسسات تعليمية وبحثية وثقافية وإعلامية، وهؤلاء قد ينحنون للعاصفة ولكنهم لا يتراجعون، وسبق لكاتب هذه السطور الكتابة في هذه المساحة عن «إخوان السعودية.. المقولات الجديدة»، وفيما يجري بعد الإعلان عن «يوم التأسيس» تجد نموذجاً واضحاً لما تمت الإشارة إليه في تلك المقالة.
«الدولة والدعوة» و«الأمير والشيخ» و«السلطان والفقيه» هي عبارات تتحدث عن ثنائية العلاقة التي تربط بين الجهتين في التاريخ الإسلامي، وهي علاقات مختلفة ومتنوعة، وفي السياق السعودي، فقد كان محمد بن سعود مهتماً بتوحيد الوطن والدولة، وكان محمد بن عبد الوهاب معتنياً بتوحيد الخالق، والأمير مقتنعٌ بهذه «الدعوة»، وأصلها، وقد خدمت دعوة «الشيخ» طموح الأمير ورؤيته، وامتدت العلاقة بين أحفاد الأمير وأحفاد الشيخ إلى اليوم.
كان محمد بن سعود مؤمناً كامل الإيمان بمشروعه ورؤيته ووقف معه «الشيخ» و«التاجر» و«زعيم القبيلة»، وقد قتل بعض أبنائه في معارك التوحيد، وهما فيصل وسعود ابنا محمد بن سعود، وأكمل ابناه الآخران «الإمام عبد العزيز» و«عبد الله» والد «الإمام تركي» مؤسس الدولة السعودية الثانية.
كتب ابن خلدون وأطال عن «العصبية» و«الدولة» في جدل طوي، ومعروف ليس هذا مجال الإفاضة فيه، والمهم في هذا السياق هو أن «محمد بن سعود» لم يدعُ يوماً إلى عصبية قبلية أو مناطقية، بل كان طامحاً إلى دولة قويةٍ وكيانٍ جامعٍ بعيداً عن صراعات «المدن» و«القرى» و«القبائل» المحلية، وأخرج البلاد من تلك الصراعات الضيقة إلى سعة الرؤية.
بسبب الظروف التاريخية، فقد كانت أسهل الوسائل لبناء آيديولوجيا الدولة هي «الدعوة»؛ فلم يكن ثمة خطابات قادرةٌ للوصول إلى الكافة غيرها، ومن الخطأ الحكم على ظروف تاريخية بناء على ظروفٍ تاريخية مختلفةٍ تماماً، ومن أخطاء «الدعوة» تبنيها لآيديولوجيا «الولاء والبراء»، والتوسع فيها والتشدد في تفاصيلها، وهي آيديولوجيا المعارضة السياسية في التاريخ الإسلامي، في مقابل آيديولوجيا «الطاعة» التي تتبناها «الدولة».
ظلت الثورات أو الفتن تتعاقب في التاريخ السعودي، بسب عدم الفصل بين الآيديولوجيتين، وحركة «إخوان السبلة» و«جماعة جهيمان» و«تنظيم القاعدة» كانت تنطلق من آيديولوجيا «الولاء والبراء»، ومن قبل ومن بعد استخدمتها «جماعة الإخوان المسلمين» و«جماعة السرورية» لترويج أفكارهم بغطاء سلفيٍ، وهذا نموذجٌ واحدٌ لما يمكن لعدم الحسم في التعامل مع التاريخ والأفكار من أثرٍ واقعيٍ ومستقبلي كبير.
لم يكن «الداعية» أميراً، ولم يكن «محارباً» أو «قائداً عسكرياً»، ولم يكن «تاجراً»، بل كان داعيةً، والدعوة نفسها لها ما لها وعليها ما عليها، ولكنها لحدّتها وقوتها كانت «مفيدة» جداً في تأسيس الدولة، ومع الإقرار بأن «الدعوة» تهذّبت مع استقرار الدولة وتطورها، إلا أنها بحاجة لإعادة القراءة والتأويل في ظل تغير الظروف بشكل هائل، كما تهذبت «القبلية» و«المناطقية» وغيرها من المعطيات والظروف التي تتطور بشكل طبيعي في مسار التاريخ.
من فوائد الدعوة نشر «التوحيد» ورفض «الخرافات» التي عششت طويلاً في أذهان المسلمين، وتعاني منها كثيرٌ من الشعوب، مسلمين وغير مسلمين، حتى يومنا الحاضر، والخرافة عدوة العقل ومعيقة التنمية والتطور، وقد طوّرت «الدعوة» خرافاتها الخاصة ضمن مسار تطور الأفكار الطبيعي، وهذا مجال آخر.
التغيير والتطوير على طول التاريخ والجغرافيا يواجَه برفضٍ أو ممانعةٍ أو معارضةٍ، ولكن الدول القوية والناجحة تتجاوزها جميعاً وتنطلق لمستقبلها، والسعودية تشهد طفرةً تاريخية في جميع المجالات، وهو ما تشهد به القرارات والسياسيات والأحداث داخلياً وإقليمياً ودولياً، ويمكن للمراقب والمتابع أن يكتشف بسهولةٍ أن التاريخ يُكتب من جديد في السعودية، وهذا حكمٌ محايدٌ جداً شهد به الأعداء قبل الأصدقاء، وتتحدث به الأرقام والإحصائيات.
السعودية دولةٌ قائدة ورائدة إقليمياً، ومؤثرةٌ بشكل بالغٍ دولياً، وهي مع «رؤية 2030»، وعرّابها، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تقدم نماذج مبهرةٍ في التعامل مع جميع الملفات والقضايا، و«يوم التأسيس» وأبعاده المتعددة يأتي ضمن هذه الرؤية. وقد قدّمت السعودية نموذجاً قوياً في مكافحة الفساد المالي تحدّث عنه العالم، وما يجب أن يستحضره بعض الممانعين لترسيخ «الوطنية» وعودة «الدولة» لنفسها هو أن «الفساد» ليس مالياً فحسب، بل ثمة فسادٌ إداري تتّبعه «الدولة»، عبر «هيئة الرقابة ومكافحة الفساد»، وفكري وثقافي تتبعه «مؤسسات الدولة» القائمة، أو التي ستستحدث ضمن آليات «رؤية 2030» المعلَنة وبرامجها، وستصل ركائب الرؤية لغاياتها، وسيدفع المعاندون الثمن.
أخيراً، فالدول القادرة على التجدّد والتطوير بقوةٍ وحزمٍ وحكمةٍ تغيّر التاريخ وتطوّر المجتمعات وترفع من قيمة الأفراد، والسعودية خير مثالٍ.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا «يوم التأسيس» مهم لماذا «يوم التأسيس» مهم



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك

GMT 14:11 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

رسم للفنان الفرنسي

GMT 19:48 2012 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هذا نذير شؤم

GMT 07:23 2015 الجمعة ,20 شباط / فبراير

عموري مبارك: صوت الأمل الجريح

GMT 10:18 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib