التيه السياسي وتسييس النفط
نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة
أخر الأخبار

التيه السياسي وتسييس النفط

المغرب اليوم -

التيه السياسي وتسييس النفط

عبدالله بن بجاد العتيبي
بقلم : عبدالله بن بجاد العتيبي

لكل فعل ردة فعل، كما يقول نيوتن في قانونه الثالث، ونقل قواعد المنطق بين العلوم الطبيعية والاجتماعية مزلة أقدام، علمياً ومعرفياً، ولكنها أحياناً تكون طريقاً لاختصار الشرح والتحليل، وفي السياسة والعلاقات الدولية قوانين ومبادئ واستراتيجيات قائمة برأسها، والعلاقات السعودية - الأميركية فيها ثوابت راسخة وتغيرات طبيعية بحكم استقلال الدولتين الكامل ومراعاة كلٍّ منهما لمصالحها.
الأصل بين السعودية وأميركا هو التحالف الاستراتيجي منذ الأربعينات، وقد مرّت العلاقات بصعود وهبوطٍ عبر عقودٍ من الزمن، ويتحدث العالم شرقاً وغرباً عن «السعودية الجديدة» التي بات يعرفها وينبهر بنجاحاتها وأقلّ من هذا شهرة وانتشاراً وقراءة وتحليلاً التغيرات التاريخية الكبرى في السياسة الأميركية منذ عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما وامتدادها الطبيعي في الإدارة الحالية، ومن دون توازن الرؤية للتغيرات الكبرى في الجهتين لن يتمكن المتابع من رؤية الصورة بوضوح.
التيار اليساري الليبرالي بات منذ سنواتٍ ليست بالقليلة يسيطر على الحزب الديمقراطي الأميركي، وهذه معلومة وليست تحليلاً، يتداولها الأميركيون في كل نقاشاتهم وجدالاتهم الاجتماعية والأكاديمية والسياسية، والإعلامية وإن بدرجة أقل، والمسكنون بنفيها والابتعاد عنها أو التعمية عليها هم بعض مثقفي منطقة الشرق الأوسط وكتّابها ووسائل إعلامها أكثر من غيرهم، ولذلك أسباب متعددة.
رؤية هذا اليسار الأميركي سعت وتسعى لتغيير هوية أميركا، وما يهمنا هنا هو أنها سعت وتسعى لتغيير سياسات واستراتيجيات وعلاقات أميركا بالعالم، وتجلّت مع أوباما في «الربيع العربي» المشؤوم ودعم «الجماعات الأصولية» لحكم الدول العربية و«الاتفاق النووي» السيئ مع إيران والابتعاد عن دولة «إسرائيل» وإن بشكل هادئ، وتجلت في الإدارة الحالية في الموقف من السعودية عبر تصريحات رسمية لرموزها الموقف المتشدد تجاه روسيا وأوكرانيا بما بات يهدد مصالح واستقرار حلفائها في الدول الأوروبية التي لن تلبث أن تتجافى عن أميركا، والتي من آخرها الهجوم المنظّم ضد «أوبك بلس» واتهام السعودية بتسييس النفط.
اتهام «أوبك بلس» بتسييس النفط موقف متهوّرٌ سياسياً وغير منطقي على الإطلاق، فهو يخالف تاريخ المنظمة الطويل ويتغافل عمداً عن مصالح الدول المنتجة للنفط ويرفض النقاش المتخصص تجاه «أسواق الطاقة»، ولو صدر هذا الموقف من دولة صغيرة لأمكن التغاضي عنه بسهولة لأنه موقف لا يستحق الرد أو النقاش، ولكن لأنه صادرٌ من أميركا فقد رد عليه ثلاثة وزراء سعوديين؛ وزير الطاقة ووزير الخارجية ووزير الدولة للشؤون الخارجية، كما رد عليه وزراء «منظمة أوبك».
الإمبراطوريات التائهة تشكل خطراً على نفسها وعلى حلفائها وعلى العالم، وشواهد ذلك كثيرة على طول التاريخ وعرض الجغرافيا، وأميركا حين تغيّر سياساتها فدول العالم الحية والفاعلة ستغير مواقفها بما يتواءم مع الأوضاع الجديدة، وتمارس حقها الأصيل في حماية مصالحها، هذا أمرٌ من أبجديات السياسة ولا يثير غضباً ولا حماسة غير منضبطة إلا لدى الأقل كفاءة ورؤية ولا يليق بالدول العظمى.
من «التيه السياسي» أن تبدأ الإمبراطوريات بتهديد ثوابت العالم منظمات دولية ومبادئ سياسية واقتصادية، فحماسة المواقف السياسية تصبح خطراً حين تهدد «المنظمات الدولية» المستقرة سياسياً واقتصادياً، وحين تسعى لفرض «القوانين الداخلية» على «النظام الدولي» وحين تهدد «العولمة» بكل أبعادها بعدما تأقلمت معها كل دول العالم، ومن «التيه السياسي» أن تتحول الصراعات الحزبية الداخلية في الانتخابات على العلاقات الدولية.
معاناة حلفاء أميركا مستمرة مع هذا التيار اليساري السياسي، مع فرنسا في أزمة الغواصات مع أستراليا، ومع الدول الأوروبية في مجال الغاز ورفض استيراده من روسيا ورفع أسعار البديل الأميركي بشكل كبيرٍ، ومع إسرائيل في العديد من الملفات، ومن قبل مع مصر والبحرين إبان «الربيع العربي» المشؤوم ومع السعودية والإمارات في السلاح واليمن وتدخلات إيران في دول المنطقة، واليوم مع دول منظمة «أوبك».
بعقلانية وهدوء وتوازن دقيقٍ وتاريخي، قادت السعودية ومعها الإمارات موقفاً سياسياً دولياً تجاه الأزمة الروسية الأوكرانية، وتوسطت السعودية في إطلاق أسرى تلك الأزمة ونجحت، وزار رئيس دولة الإمارات روسيا والتقى الرئيس بوتين، واتصل ولي العهد السعودي بالرئيس الأوكراني وقدمت السعودية 400 مليون دولار كدعمٍ إنسانيٍ، وما زالت الدولتان تفتشان عن حلولٍ سلمية لإنهاء الأزمة وتخفيف تبعاتها على العالم، ولدعم وترسيخ «السلام الدولي» بدلاً من طبول «الحرب العالمية الثالثة» التي تقرع بشدة في هذه المرحلة التاريخية الحرجة.
رفض وصف الأوبامية السياسية في الحزب الديمقراطي الأميركي باليسار عمّى المشهد الحقيقي لدى كثير من الشعوب العربية، وهو رفض غير منطقي، وينم عن جهلٍ بأبسط قواعد علوم الاجتماع والسياسة، وهو وصفٌ عملي وإجرائي لا يراد به أي حكمٍ معياري فذلك شأن آخر، وهو الوصف المعتمد داخل أميركا وحول العالم، فممانعة بعض المؤسسات والأفراد العرب المؤثرين لهذا تثير الاستغراب.
إيلون ماسك أغنى رجل في العالم، مخترعٌ ذو رؤية، ورجل أعمالٍ ناجحٌ، وشخصٌ مثيرٌ للجدل لا يمكن تجاهله، ولئن كان وصف هذا التيار الأميركي من الحزب الديمقراطي باليسار يثير استياء البعض فإن إيلون ماسك لم يكتفِ بهذا، بل وصف هذا التيار الأوسع بأنهم «الماركسيون الجدد» مع استحضار ما تثيره حمولة الوصف بـ«الماركسية» من جدلٍ داخل أميركا نفسها.
استخدام القوانين والتشريعات الداخلية الأميركية لتهديد المنظمات الدولية ودول العالم جزء من «التيه السياسي»، وتصعيد الحديث عن «قانون نوبك» للرد على «أوبك بلس» يشبه قليلاً ما جرى من قبل من الجدل حول «قانون جاستا» وغيرهما من النماذج، وهو يضرب في مصداقية الدول والإمبراطوريات ومكانتها حين يتكرر ويستخدم كنهجٍ سياسيٍ، واستخدام القوة بعيداً عن المنطق والتهديد بدل التفاوض هي أحد مؤشرات «تساقط الإمبراطوريات» المهمة.
مواقف بلجيكا والمجر تمثل نموذجاً لما سيجري في غيرهما من «الدول الأوروبية» الحليفة لأميركا في المستقبل القريب، وقوة الاندفاع خلف أميركا ستصطدم بحاجات الشعوب الأوروبية الأساسية في «أسواق الطاقة» و«الغاز» تحديداً مع قرب دخول الشتاء الذي سيكون قارساً وقاسياً هذا العام نتيجة للتيه السياسي الكبير والمسيطر، ولئن عجز الساسة عن إيجاد مخرجٍ فإن الشعوب ستجده استجابة طبيعية لضرورات الحياة.
أخيراً، فلم تتغير السعودية ولكن أميركا تغيرت، وموازين القوى الدولية تتغير وتتطور، وحماية الدول لمصالحها حق أصيل بموجب العقل والمنطق والقوانين الدولية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التيه السياسي وتسييس النفط التيه السياسي وتسييس النفط



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك

GMT 14:11 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

رسم للفنان الفرنسي

GMT 19:48 2012 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هذا نذير شؤم

GMT 07:23 2015 الجمعة ,20 شباط / فبراير

عموري مبارك: صوت الأمل الجريح

GMT 10:18 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib