الفقر أصل الداء
نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة
أخر الأخبار

الفقر أصل الداء

المغرب اليوم -

الفقر أصل الداء

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

لو لم يكن الفقر حاضراً بقوة في حياة الشعوب لكان وجه التاريخ وأحداثه مختلفة تماماً عمّا آلت إليه من قصص وأحداث. كما أن الفقر لم يحظَ إلا بمقاربة مادية بحكم أنه أساساً إنذار بعطب في الوضع المالي.

يصف العلّامة ابن خلدون الظلم بأنه مؤْذن بخراب العمران، ولكن لم نوسِّع مقاربتنا للفقر وتداعياته في الغالب إلا ضمن منطق مادي اقتصادي.

غير أن التعمق في أبعاد الفقر يُظهر كم هو البعد المادي رغم أهميته يأتي في موقع غير ذي أولوية على الأقل كي لا نقول ثانوياً. فالفقر أكبر من كل التحليل المادي الذي أغرقناه فيه: الفقر في غالب الأحيان يمس الأخلاق والقيم وحرية الإنسان. بمعنى آخر هو يقضي على الإنسان بالكامل.

هناك محرار يمكن اعتماده كي نقيس فساد الأخلاق والضمير والقيم، وهو ما يتغير عندما ترتفع نسب الفقر والبطالة وترتفع الأسعار وتتراكم مظاهر الهشاشة. ويمكن القول إنه هناك ما يشبه الحتميات، وارتباط وثيق بين الفقر كسبب ونتيجة تقريباً واحدة تعبر عنه. ذلك أن ما أثبته التاريخ الاجتماعي للشعوب هو أن ذروة مظاهر الفساد وتدهور القيم في ارتباط وثيق مع ارتفاع معدلات الفقر والبطالة. فتكثر حوادث النشل والسرقة والرشى والتدليس وتتراجع درجة النبل التي تعرفها المهن النبيلة مثل التعليم والمحاماة والطبّ ويغلب الجانب التجاري عليها، الأمر الذي يمس قداسة هذه المهن ورفعتها بوصفها تستثمر في رأس المال البشري.

أيضاً يتسبب الفقر والبطالة في تدهور القيم فتفقد الصداقة معانيها واستحقاقاتها وتصبح العلاقات الأسرية باهتة البريق والأثر، وتتراجع القيم الإيجابية في المجتمع وتصبح الأنانية والانتهازية وغيرهما القيم الطاغية.

بيت القصيد: الفقر والجوع والجيب الفارغ لا تُنتج علاقات اجتماعية سويّة، ولا يمكن للنسق الثقافي القيمي القائم على قيم الخير والإيجابية أن يصمد ويقاوم ويظل المتحكم في مواقف الناس وسلوكهم.

لقد أثّر تناوُل تداعيات الفقر في الأخلاق والقيم لأنها تمثل الأخطر. واستناداً إلى هذا المدخل فإن مكافحتنا الفقر ومظاهره يجب أن تكون من أجل حماية الأخلاق والقيم لأن الفقر سوس يأكل كل ما هو جميل وأخلاقي وجيد ويميز الإنسان.

بمعنى آخر تصبح مكافحة الفقر ذات هدف ثقافي وهو حماية النسق الثقافي القيمي للشعوب. بل إنه يمكن الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك، إذ من الصعب الحديث عن حرية الإرادة والتعبير وتحقيق المصير والديمقراطية في ظل الفقر، إذ إن الفقر ينهك صاحبه ولا يجعله معنياً بقدر ما يمكن أن يكون ضحية الأطراف التي تود توظيفه وشراء ذمته بقطعة خبز.

طبعاً لا يخفى أن الفقر كان يمثل حكمة الحكام والملوك في العصور الماضية، إذ بالفقر كان الحكم يدوم والهيمنة مضمونة. أما في العصر الحديث فإن الفقر هو تحدٍّ لكل حاكم منتخَب أو حاكم يتعاطى مع الحكم بوصفه تكليفاً ومسؤولية. في الوقت الراهن يُخشى من الفقراء والمهمشين لأن المؤسسات لا تعترف بهم، الأمر الذي يغذّي الطاقة الاحتجاجية فيهم. لذلك فإن المشروعية السياسية في الديمقراطيات الراهنة تقوم على رهان واضح ودقيق: مكافحة الفقر لأنه عدو المحكوم والحاكم والجار والقريب والصديق والجميع.

وفي هذا السياق ربما يصح الاعتراف بصحة أن يكون هدف القضاء على الفقر على رأس أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر.

من ناحية أخرى، فإن الإحصاءات والأرقام تُثبت أن غالبية النساء ضحايا العنف، لأنهن يعشن هشاشة اقتصادية وهن تابعات لأزواجهن مادياً. كما أن غالبية الرجال الذين يلجأون إلى العنف مع زوجاتهم وأطفالهم هم في الغالب يعانون قساوة الوضع الاقتصادي ويعبّرون عن عدم قدرتهم على الإيفاء بواجباتهم المادية بالعنف.

إذاً الفقر لا يجعلك فقط قابلاً للتضحية بالعلاقات الأسرية والصداقة، وأن تكون مواطناً حراً لا تشترى ولا تباع في مواقفك وذمتك، وإنما هو يهددك في علاقتك بمن تحب وبرفيقك أو رفيقتك وحتى بفلذة الكبد. إن الفقر طاعون الأخلاق والقيم والحبّ وهو أصل الداء.

لا يعني ما ذهبنا إليه أن الأغنياء مثاليون وخيّرون، وليس هذا المقصود، ولا معنى هنا للتضاد، بل إن الفكرة الأساسية أن الفقر يمثل السبب الطاغي لكل أنواع الانحرافات وعدد من الجرائم.

الفكرة التي ندافع عنها في هذا المقال: لا بد من مكافحة الفقر لأنه يهدد البطون وأيضاً الوجدان والعقل والسلوك.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفقر أصل الداء الفقر أصل الداء



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك

GMT 14:11 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

رسم للفنان الفرنسي

GMT 19:48 2012 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هذا نذير شؤم

GMT 07:23 2015 الجمعة ,20 شباط / فبراير

عموري مبارك: صوت الأمل الجريح

GMT 10:18 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib