هل عرف اللبنانيّون حقّاً «زمناً جميلاً»
وفاة أسطورة التنس الأسترالي نيل فريزر عن عمر يُناهز 91 عاماً نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع
أخر الأخبار

هل عرف اللبنانيّون حقّاً «زمناً جميلاً»؟

المغرب اليوم -

هل عرف اللبنانيّون حقّاً «زمناً جميلاً»

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

بكثرة وإفراط يتحدّث اللبنانيّون هذه الأيّام عن «الزمن الجميل» أو «الحقبة الجميلة» (Belle poque)، وكلّما زادت أوضاعهم رداءة، وهي تزيد بإيقاع يوميّ، زاد تداولهم لهذا المصطلح.
هل عرف اللبنانيّون زمناً جميلاً حقّاً، سابقاً على الكارثة الاقتصاديّة الحاليّة المصحوبة بسلاح «حزب الله»؟
لقد سُكّ التعبير للدلالة على تطوّر كبير شهدته أوروبا ما بين الحرب الفرنسيّة – البروسيّة في 1870 - 71 والحرب العالميّة الأولى. آنذاك طغى تفاؤل تاريخي بالتقدّم الذي تلاحقت ظاهراته وتعابيره، فبدا سكّان أوروبا أفضل حالاً بكثير وأشدّ تحرّراً بلا قياس، فيما كانت الإنجازات الماديّة والثقافيّة تتوالى بإيقاع غير مسبوق.
تلك كانت مرحلة بديعة في التاريخ الأوروبيّ، وبمعنى ما الكونيّ، انتعشت فيها الثقافة والموسيقى والفنّ والأدب كما طرأ نموّ اقتصادي لم يشبهه في التاريخ كلّه إلا ما عرفته الصين في القرن الثالث عشر. بالنتيجة، حصل ارتفاع مدهش، ولأوّل مرّة، في المعدّل الوسطي لحياة الأوروبيّ، وغدا العالم، مع هذه العولمة الأولى، شديد التشابك تُبنى فيه القنوات والجسور التي تخترق بحاره وتُذلّ جباله وتقطّع بواديه. حركات الانتقال السكّاني حملت 2.5 مليون إيطالي على العيش في الأرجنتين، كما نشأت هجرات ضخمة في الولايات المتّحدة وبريطانيا، واتّسعت حركة الاستثمار في الخارج، فاستثمر 55 في المائة من مجموع الرساميل البريطانيّة خارج الإمبراطوريّة، أي في أميركا الشماليّة أساساً ولكنْ أيضاً في أميركا اللاتينيّة وأوروبا. كذلك كان العصر عصراً للتحوّلات التقنيّة التي استدعتها الثورات الصناعيّة، فكان التليفون والتلغراف والموتور الكهربائي والتصنيع الحديث للفولاذ والكيماويّات الحديثة...
الماضي بدا أنّه يموت من دون نحيب ولا نوستالجيا.
إذا كان هذا هو المقصود بـ«الزمن الجميل»، الذي امتلك اليد الطولى في صياغة عالمنا الحديث، فلسوف يكون من المضحك الحديث عن أي زمن جميل آخر، لبنانيّاً كان أو غير لبنانيّ.
إذاً لا بدّ من خفض التوقّعات كثيراً. في هذا المعنى المضبوط والنسبي جدّاً، نعم، يمكن الحديث عن «زمن جميل» للبنان ولبلدان عربيّة كثيرة غيره تبعاً لمعايير متواضعة خمسة:
فهناك أوّلاً الاحتمالات ودورها، أي أن يكون سعي البشر مفتوحاً ومتاحاً، لا تحدّه قبضة حديديّة أو محرّمات آيديولوجيّة أو «قضيّة مركزيّة» ينبغي جرّ التاريخ من عنقه باتّجاهها. إنّ «الجمال» هنا يكتسب معناه من رفض إقفال التاريخ الذي هو أعلى درجات «البشاعة».
والمعيار الثاني هو الحرّيّة في القول والتعبير والتنظيم، حزبيّاً كان أم نقابيّاً أم غير ذلك، وبالتالي إمكان أن يحضر الأفراد والجماعات سياسيّاً وثقافيّاً بالاستقلال عن الدولة وعن أي آيديولوجيّة رسميّة مُلزمة و«مقدّسة».
أمّا المعيار الثالث فهو التدرّج، أي أن تكون هناك وجهة لا تقضي عليها الانقطاعات الملازمة. في 1958 مثلاً، عرف لبنان حرباً أهليّة مصغّرة، لكنّ هذا لم يمنع، بعد ذاك، قيام عشر سنوات متّصلة من الاستقرار.
وأمّا رابعاً، فهناك الصلة المفتوحة على العالم، وتحديداً وخصوصاً، على الرقعة التي أنتجت ذاك «الزمن الجميل» الأصلي وكان لها الإسهام الأكبر في صنع حداثتنا.
وأخيراً هناك الازدهار الاقتصادي الذي قد تكثر النظريّات والاجتهادات في تأويله، لكنّ ما لا يماري أحد فيه أنّ سائر الحقب السابقة كانت «أجمل» بلا قياس من هذه «البشاعة» اللبنانيّة الراهنة.
على ضفّتي هذا النقاش نقع على حجّتين يصعب تقبّلهما: واحدتهما، في رفضها فكرة «الزمن الجميل» للبنان، تلجأ إلى ما يشبه الحتميّة التي تُعدم كلّ الاحتمالات الأخرى. تقول هذه الحجّة: إنّ أسباب وضعنا الراهن كامنة في ذاك الماضي نفسه. لكنْ من غير إنكار بذور الانفجار التي تكمن دائماً في صلب التكوين اللبنانيّ، يبقى أنّ إفضاءها إلى ما أفضت إليه لم يكن بالضرورة حتميّاً. قولنا بالحتميّة يعفي المقاومات المسلّحة والميليشيات المحلّيّة والوصاية السورية، ومعها كلّها تعطيل الدولة، من المسؤوليّة. تطبيق هذه الحتميّة على بعض البلدان العربيّة (العراق، وسوريّا...) يقود بدوره إلى إعفاء الانقلابات العسكريّة والأنظمة التي أقامتها من مسؤوليّاتها عمّا حصل.
الحجّة الأخرى، في تمسّكها بوجود «زمن جميل»، تنحدر بالنقاش إلى سويّة سياحيّة: كانت ماري ماتيو تغنّي في بعلبك وشارل أزنافور يغنّي في جبيل، وكان هناك رئيس جمهوريّة جميل الوجه يقود سيّارة بِنتلي، وسيّدة أولى أنيقة أناقة فرح ديبا وإيميلدا ماركوس، ووزير خارجيّة يتكلّم الفرنسيّة والإنجليزيّة بطلاقة ويجيد إتقان البروتوكول... هذا تتفيه للنقاش، يغرف من انحيازات طبقيّة، وربّما طائفيّة، قابلة لأن تنحرف عنصريّاً. إنّ المسألة تكمن في مكان آخر أكثر جدّيّة بكثير.
نعم، عرفنا «زمناً جميلاً» على قدّنا، لكنّنا للأسف لم نكن على قدّه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل عرف اللبنانيّون حقّاً «زمناً جميلاً» هل عرف اللبنانيّون حقّاً «زمناً جميلاً»



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك

GMT 14:11 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

رسم للفنان الفرنسي

GMT 19:48 2012 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هذا نذير شؤم

GMT 07:23 2015 الجمعة ,20 شباط / فبراير

عموري مبارك: صوت الأمل الجريح

GMT 10:18 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib