شغب بريطانيا رسالة تحذيرية في كل الاتجاهات
نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة
أخر الأخبار

شغب بريطانيا... رسالة تحذيرية في كل الاتجاهات

المغرب اليوم -

شغب بريطانيا رسالة تحذيرية في كل الاتجاهات

إياد أبو شقرا
بقلم : إياد أبو شقرا

عندما اندلعت حروب تمزيق يوغوسلافيا السابقة، وسمع القاصي والداني بأشلاء تلك الدولة البلقانية التي تقاطعت عندها كل فوالق «البلقنة»، وعشنا في العالمَين العربي والإسلامي مجازر «جيبي» سريبرينيتسا وجيبا، كنت أكمل دراسة الماجستير في لندن.

في حينه، كان بين زميلاتي طالبة أميركية يهودية، هي التي وجدتها الأكثر قلقاً وتحمّساً لمساعدة الضحايا. وبالفعل، تطوَّعَت لاحقاً للانضمام إلى إحدى قوافل الإغاثة التي قصدت بعض «الجيوب» المحاصَرة... قبل انتهاء النزاع، وإسقاط حكم الزعيم الصربي السابق الراحل سلوبودان ميلوشيفيتش.

يومذاك، رنّت كلماتها في أذني بإلحاح. وبلهجة غاضبة ومستنكرة سألتني عن سبب «صمتنا»، بل «تخاذلنا» (نحن العرب) أمام ما وصفَته بنهوض «غول الصليبية المسلحة» من جديد فوق تراب أوروبا. ثم قالت: «تاريخنا، نحن اليهود، علّمَنا جيداً ما تعنيه هذه الظاهرة... فتحسَّسوا رؤوسكم واتَّعِظوا قبل فوات الأوان». في تلك الحقبة كان العالم الغربي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، يتعجّل الإجهاز على نفوذ موسكو من ناحية، ولا يهمه من ناحية ثانية ما يُمكن أن يحدث للأقليات البلقانية –وبالذات، للبشانقة المسلمين– على أيدي الصرب «أخلص الحلفاء التاريخيين» لروسيا. وكما نتذكّر، دفع مسلمو البوسنة ثمناً باهظاً لاستقلال هشّ في منطقة... قد تنام فيها الأحقاد التاريخية لكنها لا تموت!

في أوروبا الغربية ربما تختلف النسب مقارنةً مع البلقان، لكن الأحقاد الدينية والمذهبية والإثنو - لغوية أيضاً موجودة. وعلى الرغم من «خيمة» الاتحاد الأوروبي الواسعة، فإن ثمة «حساسيات» حيّة كامنة، من آيرلندا، إلى قطالونية وبلاد الباسك في أسبانيا، ومروراً بـ«الموزاييك» الشمالي - الجنوبي الإيطالي الذي لم تُلَملِمه في الفترة الأخيرة سوى عودة الفاشية إلى الحكم... موحِّدةً «البادانيين» الشماليين مع «التيرّونيين» الجنوبيين ضد «الأغراب» الوافدين إلى شبه الجزيرة من الجنوب والشرق.

أيضاً، بريطانيا، التي تلتهب مدنها اليوم بأعمال عنف خطرة، لديها هي الأخرى تاريخها القلِق مع أزمتَي «التكامل» و«التعدّدية»، كما أنها عاشت ردحاً من الزمن هاربة من تسوية تاريخية لإنهاء النزاع الآيرلندي تحت شعار «رفض التنازل للإرهاب المسلّح».

أكثر من هذا، خرج من بريطانيا السير أوزوالد موزلي، السياسي الراديكالي وصديق بنيتو موسوليني، وأحد نجوم حقبة النازية والفاشية. وأيضاً لمع فيها السياسي والمثقف اليميني البارز إينوك باول، الذي حذّر عام 1968 من «أنهار دم» إذا استمرت الهجرة إلى بريطانيا من مستعمراتها السابقة؛ لأنه كان يرى أن لا مفرّ من الصدام العنيف بين المجتمعات البيضاء والسوداء. وحينذاك، قال باول إن مجرد إغلاق حدود بريطانيا لن يكون كافياً، بل لا بد من إعادة بعض المهاجرين الذين استقروا في البلاد إلى «مواطنهم» الأصلية.

بالأمس، جريمة قتل عدد من الأطفال في مدينة ساوثبورت بشمال غرب إنجلترا، جريمة فظيعة إلى أقصى الحدود. ولكن حرص الأجهزة الأمنية لدواعٍ قضائية بالتكتم على اسم المتهَم؛ كونه قاصراً (عمره 17 سنة)، سمح للجماعات اليمينية المتطرفة المعادية للمسلمين أولاً، وللمهاجرين ثانياً، بشنّ حملة تضليل وتحريض عنصرية، ثم إطلاق أعمال شغب وتظاهرات في عدد من المدن والضواحي.

وسط هذا الوضع الاستثنائي، والخطير في آنٍ، اتخذت السلطات القرار بكشف المعلومات الشخصية عن المتهَم، والمباشَرة بتدابير عاجلة لاحتواء سم العنصرية الذي أخذت تنفثه جماعات مشبوهة متطرفة، مستفيدة من واقعين:

الأول: سهولة التجييش عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

والثاني: وجود ساسة انتهازيين عديمي الأخلاق، وجدوا مناسبة لتعزيز مكانتهم في الأوساط الانعزالية والعنصرية المحدودة الثقافة والوعي، عبر الغمز واللمز والتلميح.

من المعلومات التي كشفتها بالأمس بعض الصحف الوطنية، أن الفتى المتهم بالقتل ليس مسلماً، ولا علاقة له بالاسم المزعوم المتداول (علي الشكاتي) في وسائل التواصل، بل هو فتى مسيحي أفريقي الأصل، ومُنشِد في كورال بإحدى الكنائس.

ثم إنه لا المتهم ولا أهله من «لاجئي القوارب»، كما أُشِيع، بل هو مواطن بريطاني مولود في مدينة كارديف عاصمة ويلز. كذلك لم تتكتم الشرطة على الاسم «تستراً» على «الحقيقة»، بل احتراماً للمبادئ والنصوص القضائية.

من جانبها، هيئة الإذاعة البريطانية الـ(بي بي سي)، نشرت تقريراً عن الدور الخطير الذي لعبه استغلال اليمين المتطرف في وسائل التواصل الاجتماعي، وجعلها مطيّة لـ«نظريات المؤامرة» الكاذبة، بينما أشارت جهات أخرى إلى «التغير الحاصل في تركيبة اليمين البريطاني»، وتحوُّل متطرفيه إلى التحريض السافر على العنف، ومهاجمة دُور العبادة والاستهداف الممنهَج للمسلمين والمهاجرين وطالبي اللجوء.

هنا، أجدني مدفوعاً بالرغم مني، للاستشهاد بمقولة «مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة». وبرأيي إن وصول الأمر ببعض الرعاع العنصريين إلى التعدّي على الناس -والشرطة أيضاً- وتهديد دُور العبادة، ورفع شعارات كراهية مريضة لا يجوز أن يفاجئنا إطلاقاً.

ومع إدراكي أن لا «علاقة مباشرة» بين التشدُّد الآيديولوجي والفاشية القاتلة، فإنني أستطيع أن أستشعر مآل الأمور... بدءاً من خوف فئة من الناس على وظائفها، ثم خشيتها من «ضياع» هويتها و«فقد» وطنها، وانتهاءً بالانتقام من «المسؤول» المزعوم!

أستطيع أن أفهم كم هو سهلٌ على ديماغوجيّي السياسة اللاأخلاقية وعُتاة عنصريّيها استغلال جهل محدودي العلم والثقافة بالتاريخ والجغرافيا والاقتصاد، وتحريكهم كأدوات قتل وكراهية صماء...

وما نراه اليوم في بريطانيا، وقد يتطوّر –لا قدَّر الله– إلى الأسوأ في بريطانيا كما في غيرها من كُبريات الدول الغربية، يستحق منا مقاربة واعية، وتجنُّب الاستخفاف وتسجيل النقاط.

العنصرية ليست «بنت ساعتها»، ولا يوجد مجتمع في العالم محصَّن ضدها مهما أسبَغنا من عبارات التبجيل على تجارب الديمقراطية.

والانعزالية قد تبدأ كظاهرة بريئة... لكنها لا تظل كذلك إلى الأبد!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شغب بريطانيا رسالة تحذيرية في كل الاتجاهات شغب بريطانيا رسالة تحذيرية في كل الاتجاهات



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك

GMT 14:11 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

رسم للفنان الفرنسي

GMT 19:48 2012 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هذا نذير شؤم

GMT 07:23 2015 الجمعة ,20 شباط / فبراير

عموري مبارك: صوت الأمل الجريح

GMT 10:18 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib