التجارب الإنسانية مصادر إلهام للثوار العراقيين
نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة
أخر الأخبار

التجارب الإنسانية مصادر إلهام للثوار العراقيين

المغرب اليوم -

التجارب الإنسانية مصادر إلهام للثوار العراقيين

د.ماجد السامرائي
بقلم: د.ماجد السامرائي

ما يحدث الآن في العراق هو أكثر من دمار حرب عالمية أو قنبلة نووية وثقته وأعلنته التقارير المحلية والدولية المتواصلة، وكشفت عنه ثورة شبابه السلمية.

هناك نظريتان بعيدتان عن العقائد والأدلجة الدينية واجهتا وتواجهان البشرية، الأولى ذات أبعاد تاريخية واقعية، والثانية افتراضية والهدف هو الإصرار على تحدي الدمار المادي المتحقق بفعل الحروب والنزاعات أو مواجهة احتمالات الدمار النووي.

الحقائق التاريخية الواقعية التي امتدت في سنوات الحربين العالميتين، أوائل وأواسط القرن الماضي، أحدثت نيرانها الفتاكة خسائر بالملايين من البشر إضافة إلى التدمير والخسائر المادية الهائلة، كان المثال الأكثر تعبيراً ما واجهه الشعب الياباني الذي دمرت مدينته هيروشيما القنبلة النووية الأميركية. لكن هذا الشعب الحي استعاد الحياة حيث حوّل الرماد النووي المرعب إلى طاقة بشرية هائلة في العمل والابتكار ليس لإعادة الإعمار، وإنما بإحداث قفزات متتالية بعقول شبابية حديثة متطورة استندت إلى قيم الإصرار على العمل وتحدي الصعاب، معززين ببطولات الساموراي التاريخية. وخلال سنوات قليلة وصلوا إلى الحلقات العليا في التكنولوجيا الحديثة خدموا من خلالها بلدهم والبشرية جمعاء.

المثال الثاني حصل لدى الشعب الألماني الذي سحق بمعاونة عالمية نزعات التعالي الشوفيني لهتلر وفكرته النازية التدميرية للأجناس العنصرية والدينية الرافضة لهيمنته وشوه القيم الإنسانية للألمان، ومع نهاية الحرب الثانية انطلق الشعب الألماني مواصلاً مسيرته في التقدم والتنمية بعد نجاح “مشروع مارشال” (جورج مارشال وزير خارجية الولايات المتحدة)، رغم انقسامه السياسي إلى شطرين غربي وشرقي بفعل نتائج الحرب، لتصبح ألمانيا بعد سقوط جدار برلين بلداً مثيراً للدهشة ومتربعاً على قمة الهرم الاقتصادي الأوروبي والعالمي.

النظرية الثانية متشبثة بسبل الحفاظ على البشرية وإبعاد المخاوف الافتراضية لما يمكن أن تؤول إليه الأزمات العالمية في الاقتصاد والتجارة والبيئة، حيث تختزن الولايات المتحدة الكثير من الخطط الإنذارية في مراكزها للتقنيات عالية الحساسية، إلى جانب اهتمام روسي بحدود ضيقة. على أساس مخاوف العلماء والدوائر الخاصة في الأمن القومي من احتمالات الحرب النووية المستقبلية المدمرة لأجزاء كبيرة من الكرة الأرضية ومن بينها الولايات المتحدة.

الغرض من طرح هذه الفكرة تدعيم فكرة أن الشعوب قادرة على تحويل الدمار الشامل إلى قفزة ثورية لتأمين سبل الحياة بعد الدمار، عبر مضاعفة فعاليات الإنسان في العمل والإنتاج إلى أعلى مداها، إذا ما وفرت لها الدولة، وهي صاحبة العقد الاجتماعي مع الشعب، وسائل النهضة المطلوبة والتطور المدني وإنهاء جميع عناصر وأدوات التخلف وتوظيف النظرية الديمقراطية كواحدة من المعايير السليمة للعلاقة ما بين الدولة والمجتمع.

هذه المقدمة تتطابق واقعياً مع ما يمرّ به العراقيون الآن، حيث يمر بلدهم للأسف بحالة تعطيل مفاعيل الحياة، متدحرجاً نحو هاوية الموت بسبب الحريق والتدمير الشامل الذي قادته ونفذته ضده القوى الطامعة فيه وتمثلت بدولتي الاحتلال، أميركا وإيران، وبتنفيذ متطرف من قبل القوى الإسلامية الشيعية المرتبطة عقائديا وأمنيا بطهران، والتي لا تبريرات مقنعة لتنفيذها مشروع التدمير الإنساني والتنموي وتعطيل الحياة سوى ذلك الارتباط الهادف إلى إبقاء العراق بحالة مهينة لا تختلف عن بلد أصيب بقنبلة نووية مقابل نهب المال.

منذ وصول ثورة الخميني إلى الحكم عام 1979 لم يترك النظام الإيراني الجديد فرصة للتحرش العسكري والعدوان إلا وقام بها في مسلسل استفزازي تحت مبررات مذهبية دفعت صدام حسين إلى التورط بحرب تدميرية استمرت ثماني سنوات بررها بسحق مشروع تصدير الثورة الإيرانية، ومنعه من التنفيذ في العراق أولاً ثم في الخليج ثانياً. وكان هدف الخميني من خلالها بسط نفوذه عبر جيشه ووكلائه المعتمدين بالداخل، وإقامة نظام ولاية الفقيه في بغداد. وحين عجز عن ذلك وتجرع “كأس السم” بوقف الحرب استكمل مشواره خليفته، خامنئي، عبر صفقة التاريخ مع الولايات المتحدة عام 2003.

ادعت إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، كذبا وتبريرا، بعد طوفان تدمير العراق بأنها لم تستهدف قتل العراقيين وتعطيل عجلة الحياة عندهم، بل استجابت قبل العام 2003 لنداءات عراقيين معارضين لحكم صدام حسين شيعة ادعوا المظلومية فسلمت الحكم لهم ومعهم الأكراد، لكن جميع تلك الإدارات الأميركية حتى عام 2011 تاريخ انتهاء الاحتلال للعراق كانت أدواتها السياسية والاستخبارية داخل العراق تراقب مسلسل القتل الجماعي للعراقيين من قبل الميليشيات التابعة لإيران بعناوينها المتعددة ولم توقفهم، كما لم تعطل عمليات النهب المنظم للثروة المالية العراقية التي قدرت بنصف تريليون دولار، إلى درجة أن أصبحت تلك الإدارات في نظر شعب العراق الشريك الفعلي لإيران في تدميره، وما دعواتهم الحالية إلى معاداة واشنطن سوى لذر الرماد في العيون، إلا إذا استفاقت الولايات المتحدة واستعجلت دعم العراقيين للخلاص مما هم فيه.

وحين قادت الولايات المتحدة مشروعا لإعادة بناء العراق مما خلفته الحروب تعثر منذ الأيام الأولى للاحتلال، فنهبت الأموال وعقدت الصفقات ما بين المتعاقدين الأميركان لبعض المشاريع وبين المقاولين المحليين، وكان أغلبهم من سياسيي الخط الثاني الشيعة حيث نهبوا الأموال التي كانت تتدفق من صندوق التنمية العراقي بواشنطن، كما فشلت دعوات الإعمار بعد انتهاء الحرب ضد تنظيم داعش وما خلفه من دمار هائل للمحافظات العربية السنية قدرت تكلفة إعادة إعمارها بـ88 مليار دولار، بسبب مخاوف الداعمين من ذهاب الأموال إلى جيوب السراق، في حين بلغت مداخيل العراق من النفط عام 2018، 7.83 مليار دولار وهي أكثر من هذا الرقم للعام 2019.

ما يحدث الآن في العراق هو أكثر من دمار حرب عالمية أو قنبلة نووية وثقته وأعلنته التقارير المحلية والدولية المتواصلة، وكشفت عنه ثورة شبابه السلمية منذ الأول من أكتوبر 2019 التي لا تنحصر أهدافها في مجيء رئيس حكومة بمواصفات تتلاءم مع متطلبات التغيير، وليس فقط انكشاف المعادلة الحقيقية والصراع التاريخي بين مشروعي الموت والحياة على أرض العراق، وإنما الدخول في المعركة الحقيقية بين قوتي الشعب المتطلع إلى المستقبل وإنقاذ العراق من الموت، وقوى التخلف والتبعية المطلقة لإيران صاحبة مشروع الموت في هذا البلد.

لهذا لا بد أن تنتصر إرادة الحياة على الموت والدمار في العراق، ولا شك أن نموذجي الشعبين الياباني والألماني، وبعدهما مثال انتصار نيلسون مانديلا في قيادته لشعوب جنوب أفريقيا ضد العنصرية والكراهية، أدلة تاريخية على مثل هذا الانتصار المنتظر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التجارب الإنسانية مصادر إلهام للثوار العراقيين التجارب الإنسانية مصادر إلهام للثوار العراقيين



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك

GMT 14:11 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

رسم للفنان الفرنسي

GMT 19:48 2012 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هذا نذير شؤم

GMT 07:23 2015 الجمعة ,20 شباط / فبراير

عموري مبارك: صوت الأمل الجريح

GMT 10:18 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي

GMT 04:59 2016 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

أعمال فنية رائعة أنشأها الضحايا اليهود في جحيم ألمانيا

GMT 04:56 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

السباق التأهيلي الدولي في سيح السلم يحقق نجاحًا كبيرًا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib