حلول المغفلين

حلول المغفلين

المغرب اليوم -

حلول المغفلين

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

روى صاحبنا القادم من بلد كثير الحروب فيما كان يعرف بأوروبا الشرقية، أن الإنسان مخلوق هاوٍ للقتال، فإذا تطلع حوله ورأى الدنيا سلاماً وهدوءاً، مد يده إلى سيفه ومزق أمعاءه.

بدأت متابعة حرب أوكرانيا بفضول واستهجان. لماذا يتقاتل شعبان أمضيا كل هذا العمر على أرض واحدة، يتحدثان لغة واحدة، ينتميان إلى حضارة واحدة، يتشاركان في مفاهيم واحدة؟

وكنت أعتقد، مثل فلاديمير بوتين، أن سحق «النازيين الجدد» لن يستغرق أكثر من 5 أسابيع. ها هي الحرب في عامها الثالث، وتبدو كأنها بدأت اليوم. وفيها نحو 8 ملايين لاجئ، وخراب على مدى أوكرانيا، والآن روسيا، وفيها فرار من الجندية، ونساء يبحثن عن أي عمل حتى التطوعي، وفيها مدارس مغلقة، وجامعات حولت إلى ملاجئ، والفندق الوحيد الذي يستقبل الزبائن (50 دولاراً لليلة) كان قد استضاف في زمن الهدوء، جان بول سارتر، وليونيد بريجنيف، الذي هو من أوكرانيا أيضاً.

لماذا؟ وعلى ماذا يتقاتل الروس والأوكران؟ هل لأن الروس يخشون توسع جيرانهم (ومعهم الأميركيون) في حديقتهم الخلفية. ولنفرض أن هذا صحيح تماماً، فهل تستحق المسألة حرباً إقليمية تطورت وتتطور نحو نزاع دولي وإهانة أشد إيلاماً للروس، وبؤساً أشد فظاعة للأوكران، وقلقاً أشد هولاً للعالم؟ ألم يكن من الممكن حل كل هذه القضية في مؤتمر قمة يشارك فيه الربّاع فلاديمير، والمشخصاتي فولوديمير؟

هذا تبسيط شديد. كلام مغفلين، ولكن هل الحصاد الحالي أفضل: نحو 120 ألف قتيل روسي و470 ألف جريح، ونحو 70 ألف قتيل أوكراني، و100 ألف جريح؟

كان إف. كنان، أشهر دبلوماسي في تاريخ العلاقات الأميركية - السوفياتية، خلال الحرب الباردة، وهو صاحب نظرية «الاحتواء»، بدل المجابهة. كذلك كان يحذر من التعرض لكرامة روسيا بالتوسع نحو أوكرانيا. وقد تحقق كلامه بعد 70 عاماً. لكن ألم يكن من الأفضل أيضاً الأخذ بنظريته عن الاحتواء؟ من يعرف إلى أين ستؤدي الإهانة الجديدة للروس؟

المقلقون يفضلون الدبلوماسية والسلام. لكن الذين يفضلون مشاهد الجنازات الطويلة يجب أن يفرحوا. فقد بدأت للتو حرب جديدة في أوكرانيا. حرب غبية يهزم فيها الروس. «العياذ بالله من انتقام الروسي المهان»!

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلول المغفلين حلول المغفلين



GMT 23:03 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

12 سبتمبر

GMT 23:00 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

إمبراطوريات الكساد

GMT 22:54 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

معركة القرن...تايلور سويفت وإيلون ماسك

GMT 22:49 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

بيروت ـــ بغداد... قضاء أم قدر؟

GMT 22:39 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

فرنسا: لا «متطرف» بالإليزيه

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:57 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

إسرائيل تفرج عن 9 معتقلين من قطاع غزة
المغرب اليوم - إسرائيل تفرج عن 9 معتقلين من قطاع غزة

GMT 10:28 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

مناظر خلابة ورحلة استثنائية في جزر فينيسيا

GMT 14:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

الكوكب المراكشي يسافر عبر الطائرة إلى الحسيمة

GMT 12:10 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اللاعب محمد طلعت يفوز ببطولة الجائزة الكبرى للفروسية

GMT 08:19 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

تعرف علي أفضل المطاعم المميزة في روسيا

GMT 22:28 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

مصر في مباراة نارية مع المغرب في بطولة أفريقيا لليد

GMT 14:14 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على نتائج البطولة الإقليمية للعدو الريفي في أغادير

GMT 06:18 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

يتيم في العيد

GMT 17:07 2016 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

ابتكار كاميرا لفحص خاصيَة التمويه لدى الحيوانات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib