بين الجزائر وأوكرانيا

بين الجزائر وأوكرانيا

المغرب اليوم -

بين الجزائر وأوكرانيا

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

أول وأهم دليل على نجاح زيارة إيمانويل ماكرون إلى الجزائر، أنها تمت. تصرف عبد المجيد تبون وماكرون كرجلي دولة. ورجل الدولة هو بالدرجة الأولى القادر على التعايش مع صعوبة الماضي، وبالثانية الانتقال إلى المستقبل.
التاريخ مزيج دائم من الشجعان والجبناء. المغفلون والحكماء. الحقد والسماح. التجمد في الذاكرة الأليمة حرب دائمة. سامحت اليابان أميركا على قنبلة هيروشيما، وأقامت معها أكبر نهضة اقتصادية في التاريخ. وتحولت أميركا من دولة دمرت ألمانيا إلى دولة تؤمِّن حمايتها. وتحوّل أعداء الحروب في أكثر العالم إلى حلفاء.
إغلاق الذاكرة ليس سهلاً. أنهار الدماء والخراب والعنف والتجويع والقتل العمد وإهانة كرامة الهويات على أنواعها. ولكن الشجعان يعبرون هذا الحاجز ويتلاقون عند الجسر. انتبه جنابك أنه عندما كان تبون وماكرون في علاقات الألفة وحبورها، كان الروس والأوكرانيون لا يزالون منهمكين في تبادل المجازر. وكانت «البرافدا» الروسية الرسمية تقول «الأفضل ألا نحسم الحرب سريعاً وأن نترك أوكرانيا تختنق على مهل اختناقاً تاماً».
جنابك كنت قد اعتقدت أن مثل هذه اللغة لم تعد مسموحة في الخطاب الرسمي، وجنابك كنت على خطأ. وعندما تقرأ الخطاب المتبادل بين الروس والأوكرانيين، أنت من سوف يشعر بالخجل وليس هم؛ لأن «هم» لم يخرجوا بعد من القرون الغابرة.
كان تبون وماكرون يعرفان تماماً ما يقال في الخارج خلال المحادثات. ولم يكن ذلك مهماً. التاريخ كان يصنع في الداخل، وفي الخارج كان يثرثر الصغار والجهلة وعديمو الرؤية.
وهؤلاء لا يدركون أن قدر فرنسا والجزائر أصبح خليطاً بحكم الزمن. ولم يعد خياراً ذلك التعايش على الأرض الجزائرية أو على الأرض الفرنسية. الحل ليس الحل الأوكراني – الروسي، أي ترك باب الهلاك مفتوحاً إلى الأبد.
كم كانت كثيرة حروب الجزائر عبر القرن. في الخارج وفي الداخل. كلها كانت من النوع الرهيب. لذلك يبدو لقاء تبون - ماكرون جميلاً أمام مشاهد العالم الأخرى، أوكرانيا، العراق، سوريا، وإلى آخره.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين الجزائر وأوكرانيا بين الجزائر وأوكرانيا



GMT 16:02 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

إيران ماذا ستفعل بـ«حزب الله»؟

GMT 15:59 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

أنطونيو غرامشي... قوة الثقافة المتجددة

GMT 15:57 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

الجامد والسائح... في حكاية الحاج أبي صالح

GMT 15:52 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

الفرق بين المقاومة والمغامرة

GMT 15:49 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

أشياء منى حلمى

نجمات العالم يتألقن بإطلالات جذّابة بأسبوع الموضة في باريس

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:42 2024 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

داليا البحيري تُبدي إعجابها بمدينة طنجة المغربية
المغرب اليوم - داليا البحيري تُبدي إعجابها بمدينة طنجة المغربية

GMT 09:44 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

ملك البحرين يتلقى برقية من رئيس جمهورية الفلبين

GMT 21:14 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تجنب اتخاذ القرارات المصيرية أو الحاسمة

GMT 19:13 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل فتاة على يد شخص أربعيني في مدينة أغادير

GMT 05:50 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

كيندال جينر تتألق بفستان جذاب باللون الأبيض

GMT 08:06 2018 الخميس ,06 أيلول / سبتمبر

"ليستر " تكشف عن أسرع سيارة للدفع الرباعي

GMT 12:11 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

مقتل عبد الله صالح على يد الحوثيين يشعل الغضب في اليمن

GMT 14:52 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

الرجاء تألق عالميًا قبل مجيء بودريقة

GMT 00:32 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور مجدي حمدان يقدم 3 خطوات أساسية لتغيير الذات

GMT 12:07 2016 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الفأر الجبلي يستطيع مضغ لوح خشبي بكُبر علبة الكوكاكولا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib