قرارات على ضفاف الهاوية
نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة
أخر الأخبار

قرارات على ضفاف الهاوية

المغرب اليوم -

قرارات على ضفاف الهاوية

غسان شربل
بقلم - غسان شربل

أمام معبر رفح وقف رجل اسمه أنطونيو غوتيريش. صفته الأمين العام للأمم المتحدة. مطالبه متواضعة. فتح المعبر لإدخال الدفعة الأولى من المساعدات. أغذية وأدوية ووقود لتخفيف معاناة المقيمين في جحيم غزة. كان يتمنى بالتأكيد أن يطالب بوقف فوري للنار. وبفتح أفق سياسي لطي صفحة الحروب في هذا النزاع الطويل والمرير. لكنه يعرف أكثر من أي شخص آخر هشاشة المنظمة الدولية في الوضع الراهن. وعجزها عن اتخاذ القرارات التي يحتمها الهدف الذي أنشئت من أجله. كيف يستطيع مجلس الأمن إطفاء النار في غزة بعدما وقف مشلولاً أمام أهوال الحرب الروسية في أوكرانيا؟ في أوكرانيا التي يعتقد الكرملين أنها لا تستحق أن تكون دولة، وحيث يُقتَل الجنود الروس بأسلحة أميركية تضخها واشنطن في عروق الجيش الأوكراني. فشل مجلس الأمن في أن يكون صمام أمان، فالحرب تدور عملياً بين الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن رغم تفادي الغرب إرسال قوات إلى ساحة المعركة. هشاشة دولية لا تحتاج إلى دليل.

يعرف غوتيريش أيضاً هشاشة الشرق الأوسط وحروبه التي لا تنتهي. عجزت الأمم المتحدة عن فرض احترام قراراتها في النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي. عجزت أيضاً عن منع أميركا من غزو العراق. وعن إيجاد حل للتوتر الذي يثيره الخلاف حول البرنامج النووي الإيراني. ويعرف غوتيريش أن الشرق الأوسط يعيش بلا أي صمام أمان. وأنه قابل للانزلاق نحو الهاوية. وأن المنطقة مصابة بالظلم والكراهيات والجروح العميقة والمشاعر الملتهبة فضلاً عن أنها مدججة بالجيوش القلقة والميليشيات الجوالة والمسيّرات. لا يملك غوتيريش سلطة منع المنطقة من الاندفاع نحو الهاوية؛ لهذا اختار الدور الآخر للأمم المتحدة وهو تسهيل مرور الأغذية والخيام والبطانيات والضمادات.

قبل سنوات قليلة نظر بنيامين نتنياهو إلى المنطقة وعاد مرتاحاً. لبنان شبه مفكك ويقيم تحت أزمة اقتصادية طاحنة ما يجعل من الصعب على «حزب الله» إطلاق مواجهة مكلفة مع إسرائيل. سوريا موزعة على جيوش دولية وإقليمية وميليشيات ولا تبدو قادرة على الانخراط في حرب. التفاهم مع فلاديمير بوتين أتاح لإسرائيل شن حرب بالتقسيط على محاولات إيران استكمال الطوق الصاروخي حول الدولة العبرية. العراق يتابع لملمة جراحه وأزماته الداخلية تتلاحق. وفي الشق الفلسطيني الانقسام بين الضفة وغزة يتعمق. السلطة الفلسطينية محاصرة ومستنزفة و«حماس» توحي بأنها لا تستعجل الدخول في مواجهة جديدة.

في ظل هذه الصورة جاء السابع من أكتوبر (تشرين الأول). ليس هجوماً محدوداً ليستدعي رداً محدوداً ومضبوطاً. ارتدى منذ الساعات الأولى طابع الزلزال بمسرحه ومجرياته وضحاياه ورهائنه. كشف هشاشة القلعة الإسرائيلية. غفلة أجهزتها الأمنية وبطء جيشها في التعامل مع المفاجأة. وكشف أن الدولة المسلحة حتى الأسنان تحتاج إلى حضور الرئيس الأميركي شخصياً مع بوارجه لمساعدة إسرائيل على التقاط أنفاسها بعدما تم ضرب صورة الردع و«اقتلاع» عدد من المستوطنين واقتيادهم إلى غزة. لم تعد المسألة امتحاناً عادياً. عدتها المؤسسة الإسرائيلية معركة تمس الوجود نفسه وقرأ الغرب الزلزال من الزاوية نفسها.

أعطى زلزال غزة انطباعاً سريعاً أنه أكبر من غزة. تشكلت حكومة طوارئ إسرائيلية للرد على الزلزال بعقاب من قماشته وأكثر. كان الهجوم غير مسبوق فعلاً في تاريخ تبادل الضربات الفلسطينية - الإسرائيلية. الرد الإسرائيلي المدمر عليه غير مسبوق أيضاً. في موازاة الحرب المفتوحة في غزة ظهرت علامات تؤكد أن المواجهة يمكن أن تفيض عن مسرحها الحالي. تبادل مضبوط للضربات على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية. هجمات على قواعد أميركية في المنطقة. صواريخ حوثية اعترضتها البوارج الأميركية. وقصف إسرائيلي متكرر لمطاري دمشق وحلب وهو احتكاك على خط التماس الإسرائيلي - الإيراني.

واضح أن المنطقة تقف اليوم فعلاً على مفترق طرق. لا تستطيع المنطقة احتمال نزاع واسع ستكون تكاليفه البشرية والاقتصادية كارثية بغض النظر عن نتائجه. وواضح أن تعايش المنطقة مع نزاع طويل في غزة مرفق بمشاهد إنسانية مروّعة سيكون صعباً جداً هو الآخر وينذر بزعزعة الاستقرار في أكثر من مكان.

واضح أن إسرائيل ليست في الوقت الحاضر في مناخ خفض التصعيد أو الاستماع إلى دعوات وقف النار. كلام مؤسستها السياسية والعسكرية والأمنية مباشر. تريد تدفيع «حماس» ثمن الزلزال الذي أطلقته وتتحدث عن شطب «حماس» أو على الأقل توجيه ضربة قاصمة إليها.

في جولته على الحدود مع لبنان أطلق نتنياهو رسائل قاطعة وخطرة. قال إن النزاع الحالي في غزة هو «مسألة حياة أو موت» بالنسبة إلى إسرائيل و«لن نتراجع ونعمل على محو (حماس)». قال أيضاً: «إذا قرر (حزب الله) دخول الحرب فسيجلب دماراً لا يمكن تصوره عليه وعلى لبنان». يكشف كلام نتنياهو أن حكومته ليست في وارد التراجع عن خيار الاجتياح البري لغزة وبهدف محدد هو شطب «حماس» من المعادلة.

كلام نتنياهو يعبر عن قرار سيبدو مكلفاً بل باهظاً في حال تنفيذه. مكلفاً لـ«حماس» وللمدنيين وللإسرائيليين أيضاً. لكن هذا الموقف الإسرائيلي يطرح أسئلة أخرى. هل يدخل «حزب الله» الحرب إذا شعر بأن «حماس» مهددة فعلاً بضربة قاصمة؟ وهل يتخذ مثل هذا القرار رغم الوضع الكارثي في لبنان والذي ينذر بما هو أسوأ في حال انخراطه في الحرب؟ هل تنطلق الصواريخ من الجبهة السورية أيضاً وهل الجيش السوري المستنزف أصلاً قادر على مواجهة الضربات الإسرائيلية المحتملة؟ ماذا سيكون موقف إيران لو تمكنت إسرائيل من التقدم نحو شطب اللاعب السُنّي في محور الممانعة؟ وماذا عن القوات الأميركية في المنطقة في حال استهدفت أو اتسعت الحرب؟ طبعاً مع السؤال عما إذا كان اتساع الحرب سيغري نتنياهو باستهداف البرنامج النووي الإيراني نفسه.

صمامات الأمان الدولية والإقليمية غائبة. المنطقة تقيم على ضفاف الهاوية. قرارات الأيام المقبلة صعبة وباهظة وهي ستحدد ما إذا كان الوقت قد تأخر لمنع الانتقال من الضفاف إلى قاع الهاوية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرارات على ضفاف الهاوية قرارات على ضفاف الهاوية



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك

GMT 14:11 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

رسم للفنان الفرنسي

GMT 19:48 2012 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هذا نذير شؤم

GMT 07:23 2015 الجمعة ,20 شباط / فبراير

عموري مبارك: صوت الأمل الجريح

GMT 10:18 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib