ابتسم أنت فى الهيئة الإنجيلية

ابتسم أنت فى (الهيئة الإنجيلية)!

المغرب اليوم -

ابتسم أنت فى الهيئة الإنجيلية

طارق الشناوي
بقلم: طارق الشناوي

قبل يومين شاركت فى ندوة أقامتها الهيئة القبطية الإنجيلية التى يرأسها القس أندريه زكي، تناولت المواطنة والتنوع الثقافى، اكتشفت طوال الجلسات، التى امتدت نحو سبع ساعات أننا مع مجموعة من أذكى وأظرف خلق الله، المناقشات جادة جدًّا وتتناول قضايا شائكة، ولكن من قال إن الجدية تتعارض مع اللماحية، عندما قالت إلهام شاهين إنها تقدم فى أعمالها الدرامية شخصيات تناصر حقوق المرأة المصرية مسلمة ومسيحية، وضربت مثلًا بدورها فى فيلم (واحد صفر)، إخراج كاملة أبو ذكرى، حيث أدت دور سيدة قبطية، استحالت العشرة بينها وبين زوجها، وتريد الطلاق وهى فى نفس الوقت متمسكة بدينها، إلا أنها تواجه برفض قاطع من الكنيسة، قال القس أندريه ضاحكًا: (إحنا السبب)، أحد رجال الأزهر طلب الكلمة وقال إنه يرى أن الدين الإسلامى يدافع عن الفن ولا يحرمه، والدليل أنه قبل الندوة أخذ صورة سيلفى مع إلهام ولم يخش من زوجته لو رأت الصورة ح تطلب الخلع!!

ترى الصليب والعمامة على نفس الطاولة، بعيدًا عن (الكليشيه) إياه، الذى رددناه كثيرًا (عاش الهلال مع الصليب)، هذه المرة ستجد الصورة تتحدث عن نفسها بدون صخب، أغلب أعمالنا الفنية التى تواجه التطرف تجدها متطرفة، لديكم أشهر أغنية بصوت وألحان سيد درويش وكلمات بديع خيرى، تأملها بهدوء (أنا المصرى كريم العنصرين)، أغنية عنصرية خالصة فى عنصريتها، ورغم ذلك لا نزال نرددها، نحن عنصر واحد جينات فرعونية امتزجت بعد ذلك بأكثر من رافد، وظلت فرعونية، فكيف نطلق عليها عنصرين، المسيحية والإسلام، مع الأسف نرددها دون أن يتنبه أحد لخطورة الرسالة المعلنة. فى الكلمة التى تشرفت بإلقائها تحدثت عن تلك الثلاثية المبدع والدولة والمجتمع، الثلاثة من وجهة نظرى لم يؤدوا أدوارهم كما ينبغى. هل تعلم أن مصر العظيمة الرائدة لا تستطيع الرقابة الحالية التصريح بالعديد من (السيناريوهات) لأن الرقيب يخشى من المساءلة، ولهذا يسارع بالرفض، والطريقة المتبعة أنه لن يقول رأيًا قاطعًا سيترك الباب مواربًا، بلا موافقة أو رفض، لن تستطيع التصوير لو كنت تصنع فيلمًا، ولن تملك العرض لو كنت بصدد مسرحية، بينما لن تجد ورقًا رسميًّا بالرفض.

السماح الرقابى لا يعنى كما يحاول البعض تصديره للرأى العام، بأنه يتعارض مع ثوابت المجتمع، ولكنه يتكئ إلى رؤية رقيب ينحاز أكثر للإبداع، ويستطيع الدفاع عن الفن الجميل، بدلًا من الدفاع عن بقائه فى المنصب، أعلم أن المجتمع فى عمقه يميل أكثر لأن تراقب الدولة العمل الفنى، برغم أننا منذ 8 سنوات نطبق قانون (التصنيف العمرى) الذى يمنح العصمة للإنسان فى الاختيار، والدليل أن العالم كله يعرض أفلام رعب وهى قطعًا تحتاج إلى ناضجين وإلى تحذير مسبق ولكنها فى النهاية تعرض.

إذا أردت أن تعرف مدى تراجعنا الفنى، فانظر فقط إلى الأفلام التى عرضت تجاريًّا هذا العام وعددها لا يتجاوز 26 فيلمًا لن تجد أكثر من فيلمين أو ثلاثة فقط لا غير بها سينما، والباقى ينتمى لزمن ما قبل بداية اختراع السينما. تابع مهرجان عربى مثل (البحر الأحمر) السعودية أو قرطاج (تونس)؛ لتكتشف مدى السماح الرقابى فى هاتين الدولتين، بينما رقيبنا الهمام المرتعش دومًا يخشى العرض، وإذا وافق يصبح عرضًا خاصًّا للصحافة فقط.

مصر عنوان السينما العربية وهى الرائد وصاحبة أهم وأقدم أرشيف، بينما الدولة رفعت يدها تمامًا عن دعم صناعة السينما، ولا أحد يبحث عن حل.

(الهيئة الإنجيلية) لا تضع أى نوع من المحاذير، تمنح الجميع الحرية فى التعبير، ونكمل فى الغد!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ابتسم أنت فى الهيئة الإنجيلية ابتسم أنت فى الهيئة الإنجيلية



GMT 09:12 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

الخضرة والماء والوجه الحسن

GMT 09:09 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

اللبنانيّون وقد طُردوا إلى... الطبيعة!

GMT 08:57 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

تايوان... «أوكرانيا الصين»!

GMT 08:52 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

أصوات العرب: جوّال الأرض

GMT 10:00 2022 السبت ,06 آب / أغسطس

مقتطفات السبت

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
المغرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 10:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

3 لاعبين مغاربة في قائمة المرشحين لجوائز الأفضل لعام 2024
المغرب اليوم - 3 لاعبين مغاربة في قائمة المرشحين لجوائز الأفضل لعام 2024

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib