المخرج الروسى المعارض يستحق الحفاوة لرؤيته الفنية قبل السياسية
نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة
أخر الأخبار

المخرج الروسى المعارض يستحق الحفاوة لرؤيته الفنية قبل السياسية!

المغرب اليوم -

المخرج الروسى المعارض يستحق الحفاوة لرؤيته الفنية قبل السياسية

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

امرأة شبه عارية تقتحم المهرجان وترسم علم أوكرانيا على جسدها، الإجراءات الأمنية شديدة الصرامة جدًا فى (كان)، ولا يمكن لمن حضر المهرجان طوال السنوات الأخيرة أن يصدق أن امرأة عارية تستطيع التسلل ببساطة إلى سلم (لوميير)، وهى تقدم إشارة مباشرة لاغتصاب النساء من قبل الجنود الروس فى أوكرانيا، الأقرب للمنطق أنها تحمل معها بطاقة الدعوة، ولا ترتدى ما يثير حفيظة أو توجس الأمن، كما أنها تمكنت من التخلص من ملابسها، بعد نجاحها فى كل مراحل التدقيق المعمول بها.
هل هى أوكرانية أم مجرد متعاطفة مع أوكرانيا؟، الأمر غير محسوم تمامًا ولا يعنينا فى شىء، ما هو محسوم أن المهرجان غلفته تمامًا السياسة، لدرجة أننا نتابعها على جسد امرأة لم تحتفظ سوى بورقة التوت.

دعنا الآن من النساء لنتحدث عن الأفلام التى ستقرأ أيضا سياسيًا، هذا الشريط الذى يحمل الجنسية الروسية، وهو الوحيد الذى سمح له بالعرض فى المسابقة الرئيسية للمهرجان (زوجة تشايكوفسكى)، طبعا الموسيقار الروسى الأعظم فى تاريخ الأوبرا تشايكوفسكى للمخرج الروسى كيريل سيريبريكوف، الفيلم يستحق الحفاوة، ليس لأن مخرجه ممن يقفون على الجانب الآخر للرئيس بوتين، حتى من قبل غزو أوكرانيا، ولكن لأهميته فى أسلوب السرد التاريخى والخيط الرفيع النفسى الذى تبناه الفيلم.

رغبة امرأة ثرية فى الزواج من هذا الموسيقار العظيم، ولا تستطيع أن تقف على الحياد المطلق وتحدد لمن تنحاز فى نهاية الأمر؟، المخرج ترك للمتلقى إصدار الحكم، فهو يقدم حالة الفيلم الفنية الموضوعية (السردية)، من خلال تتابع اللقطات، والنفسية كإحساس من خلال عيون المرأة ومشاعرها، حيث يتداخل ما هو مواقعى بما هو خيالى، المخرج سبق له أن عرض له فى (كان) فيلم (إنفلونزا بيتروف)، فهو ليس غريبًا قطعًا عن المهرجان، كما أنه فى نفس الوقت يعيش حاليًا طبقًا لما هو متاح من معلومات فى ألمانيا بسبب النظام، ولهذا لم يجد صعوبة فى التواجد بالمهرجان، وسيظل هناك حسبة ما أو قراءة خاصة أراها بعيدة عن الحقيقة، باستثناء الفيلم الروسى بالعرض لأنه معارض لبوتين، وإلى عهد قريب كان غير مصرح للمخرج بالسفر خارج الحدود. الفيلم بعيدًا عن أى حسابات أخرى، يستحق المنافسة فى المسابقة على الجائزة ضمن نحو 21 فيلما، ويبقى سؤال استباقى يتردد فى ذهن كثيرين، ماذا لو أعلنت لجنة التحكيم منحه جائزة، هل يتم التعامل معها ببساطة لكونها جائزة فنية؟، مع الأسف سيصبح أول سكين ينال من المخرج فى مقتل هو التحليل السياسى للجائزة مما سيظلم قطعًا الشريط السينمائى.

تشايكوفسكى، الموسيقار العظيم، تحتفظ الإنسانية له بالكثير من أعماله، وهو المولود فى منتصف القرن التاسع عشر، ولا نزال ننتعش فى كل الدنيا بإبداعه (بحيرة البجع) و(كسارة البندق) و(الجمال النائم) و(روميو وجولييت) وغيرها.

حياته يملؤها الغموض ما بين مثليته الجنسية وإحباطه الشخصى، الفيلم لا يدخل فى قالب السينما الموسيقية رغم أن البطل موسيقى، ولكن الرؤية الأكثر عمقًا هى الجانب الاجتماعى فى الحكاية، ميوله الجنسية كانت هى نقطة الضعف التى نالت منه، وكثيرًا ما تعرض للعنف، خاصة أنه كان يستمد من هذه العلاقات الشاذة العديد من أعماله.

التاريخ لا يحسم الكثير من القضايا، وتعودنا على أن العمل الفنى الذى يتناول فنانًا يصبح الهدف هو إنجاز الفنان وليس ما يثار حوله، ولكن تلك الإطلالة من المخرج الروسى مختلفة تمامًا ولن أضيف هذه المرة صفة المعارض لبوتين حتى لا أفسد عليكم الرؤية الإبداعية، ولا أفسد أيضًا ملامح الجمال فى الفيلم.

منذ اللقطات الأولى مساحة من الخيال تبدأ من الزوجة التى تتخيل الكثير من المواقف، مثل حوارها مع زوجها بعد الرحيل، أو أن هناك من يعرض عليها ممارسة الجنس ويقدم لها مجموعة من الرجال، وبدلا من أن تختار واحًدا يقع اختيارها عليهم جميعا.

إنها طبقا لقانون الفيلم مجرد خيال يسكن مشاعر الزوجة ولا يعبر بالضرورة عن الحقيقة، هذا هو مفتاح الفيلم، إلا أن المخرج، وهو أيضا كاتب السيناريو، لم يكن مخلصًا فى نسيج الفيلم، لتضفير الخطين المتوازيين، ترك للمتلقى دائمًا حرية الحركة بين التعامل معه كخيال أو واقع مباشر، كل التفاصيل فى بناء الفيلم، تحتمل أكثر من قراءة، فهو لا يقدم الموسيقى فى مقدمة (الكادر) على عكس مثلًا فيلم (أماديوس) الذى تناول حياة العبقرى موتزارت من خلال سالييرى الموسيقار المعاصر له، والذى كان يشعر بالغيرة وهو يرى تلك الومضات الإبداعية لمنافسه الشاب، الذى استحق تلك المكانة ورحل وهو فى مطلع الثلاثينيات تاركا هذا الإرث العظيم، بينما أماديوس، وهو ما ينطبق عليه توصيف (ميديوكر)، أى متوسط الموهبة، مثل هؤلاء يشعرون بالجمال الفنى أكثر من الجمهور العادى، ويتذوقون الإبداع، أكثر حتى من مبدعه الأصلى، إلا أنهم غير مؤهلين لتقديم شىء مماثل أو مقارب له، (أماديوس) ستجد فيه الروح الموسيقية غالبة، بينما مع زوجة تشايكوفسكى ستتراجع الموسيقى كثيرًا لخلفية (الكادر) حتى حياة هذا الموسيقار الكبير بكل تناقضاتها لن تحتل مقدمة (الكادر)، سيظل المسيطر على المشهد وروح الفيلم هى زوجة الموسيقار ومعاناتها بكل التفاصيل التى عاشتها واقعيًا أو خياليًا.

الزمن يطل بكل أبعاده على المشهد، صار للزمن فى خيال جمهور السينما درجات محددة فى كل شىء، الملابس الألوان حتى أسلوب التعبير، وهو ما نجح فى تقديمه المخرج الروسى.

السؤال هل مع كل تلك السياسة التى سيطرت على المهرجان منذ حفل الافتتاح حتى شاهدنا الفتاة التى تسللت إلى سلم المهرجان وتخلصت من ملابسها لتعلن موقفها ضد الغزو الروسى، هل يجوز بعدها أن نصدق رؤية محايدة للفن بدون أى إضافات سياسية؟، مع الأسف عندما تدخل السياسة من الباب، تكتشف أن الكثير من المنطق والجمال الإبداعى يهرب من الشباك!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المخرج الروسى المعارض يستحق الحفاوة لرؤيته الفنية قبل السياسية المخرج الروسى المعارض يستحق الحفاوة لرؤيته الفنية قبل السياسية



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك

GMT 14:11 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

رسم للفنان الفرنسي

GMT 19:48 2012 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هذا نذير شؤم

GMT 07:23 2015 الجمعة ,20 شباط / فبراير

عموري مبارك: صوت الأمل الجريح

GMT 10:18 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib