هند رستم اخترقت الخط الفاصل بين الرقة والأنوثة
نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة
أخر الأخبار

هند رستم اخترقت الخط الفاصل بين الرقة والأنوثة!

المغرب اليوم -

هند رستم اخترقت الخط الفاصل بين الرقة والأنوثة

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

مرت فى هدوء ذكرى الفنانة القديرة هند رستم.. مساحة هند على الشاشة كانت ولاتزال فارغة لأسباب يختلط فيها الفنى بالاجتماعى.. هند شكلت حالة خاصة بين كل النجمات اللاتى ظهرن مع نهاية عقد الأربعينيات ومطلع الخمسينيات، هى الأكثر جرأة فى التعبير عن الأنوثة، لم يكن الأمر مجرد أداء صوتى أو حركى ولا حتى ملامح تفيض بسحر الجاذبية، كل تلك التفاصيل من الممكن أن ينتهى مفعولها بعد فيلم أو ثلاثة، ما تبقى هو العمق.

اختيار صائب جدا من الناقد الأمير أباظة لتصبح صورتها هى (بوستر) مهرجان الإسكندرية هذه الدورة التى تحمل رقم ٤٠.. ناهيك عن خصوصية هند، فهى أيضا ابنة الإسكندرية، المدينة التى لم تتوقف عن منحنا العباقرة والاستثنائيين، فى الموسيقى والسينما والشعر والفنون التشكيلية.. هند من الممكن ببساطة أن تتجسد أمامك فى لوحة أو قصيدة أو قطعة موسيقية.

كثيرة هى الأفلام التى تألقت فيها هند، ومن خلالها ترسم لها بورتريها بالكلمات، إلا أننى أتوقف هذه المرة أمام فيلمين، لم تكن هى البطلة المطلقة، ولكن حمل الفيلمان سر هند رستم، الفيلمان (أنت حبيبى) ١٩٥٧ يوسف شاهين، و(إشاعة حب) ١٩٦١ فطين عبدالوهاب.

الفيلم الأول ثلاثة أبطال «فريد الأطرش وشادية وهند رستم»، الفيلم به (دويتو) خفيف الظل (يا سلام على حبى وحبك) يجمع بين شادية وفريد، وكان ينبغى أن تنجح أيضا هند رستم فى تقديم (دويتو) تستبدل فيه الصوت بالحركة الجسدية، وهكذا لن تنسى أبدا (يا مجبل يوم وليلة)، صوت وألحان فريد ورقص هند فى قطار بالدرجة الثالثة، بهذا الفستان البسيط الذى يغطى كل الجسد، ورغم ذلك أتقن التعبير ببساطة عن الأنوثة، رشق هذا المشهد فى الذاكرة.

فى نهاية الفيلم، كان ينبغى أن يتوازى الثلاثة «فريد وشادية وهند» وجاءت فكرة أغنية (زينة)، وأثبتت هند عمليا أن البطولة تقبل القسمة على ثلاثة، جاء حضورها طاغيًا، وتحول الجسد إلى قطعة موسيقية، وستكتشف أن الفيلم التالى مباشرة ليوسف شاهين (باب الحديد) ١٩٥٨ منح هند دور البطولة (هنومة)، الذى احتل مكانة متميزة فى تاريخ السينما المصرية.

الفيلم الثانى (إشاعة حب) ١٩٦١، اخترقت هند بحضورها الأنثوى حاجز الشاشة، لتصبح هى الحلم المستحيل الذى يسكن خيال ملايين الرجال. أدت هند رستم باقتدار ملامح الصورة الذهنية لهند رستم لتنتقل من الشاشة إلى الشارع.

هند فى حياتها لها خصوصيتها، مثلا فى شهر رمضان تعودت أن تتولى بنفسها خدمة تقديم طعام الإفطار لكل من يعملون فى منزلها.. لا تمنحهم فقط مبالغ إضافية أو شنطة رمضان لكنها تقف على خدمتهم، وبعدها تبدأ إفطارها!!

حالة استثنائية فى تفاصيل حياتها المنزلية مثلما هى بين كل النجمات عبر الشاشة.. كان الهدف فى البداية هو صناعة نجمة موازية لأسطورة هوليوود «مارلين مونرو» مثلما تجد أن عددًا كبيرًا من نجوم السينما فى ذلك الزمان كانوا تنويعات على نجم هوليوود «كلارك جيبل».. «هند رستم» لم تكن أبدًا صورة من أصل، كانت هى الأصل، تخطف الكاميرا بلمحة أو نظرة، وبقدر لا ينكر من الكسل الذهنى أطلق عليها النقاد فى مصر (مارلين مونرو الشرق)، على اعتبار أنهم يرفعونها درجة، ولم يدركوا أنهم يهبطون بها درجات.

فى فيلم (غزل البنات) ١٩٤٩ هى تلك الفتاة الحسناء الشقراء التى تركب الخيل خلف «ليلى مراد» وهى تغنى «اتمخطرى يا خيل» كانت عين مخرج الفيلم أنور وجدى قد وضعتها فى عمق الكادر، حتى لا تسرق الكاميرا، ولكنها فرضت نفسها لتحصد بعدها بطولة ٨٠ فيلمًا ولم تتنازل أبدا عن المقدمة!!.

كانت تتابع الذى جرى للكبار أمثال «عماد حمدى» و«مريم فخر الدين» عندما تراجعت أسهمهما وتقلصت مساحة دوريهما، وعرض عليها «على بدرخان» الاشتراك فى بطولة (الكرنك).. أصرت أن يسبق اسمها «سعاد حسنى»، ورشحها أستاذها «حسن الإمام» لبطولة «بالوالدين إحسانًا» واشترطت أن يسبق اسمها «فريد شوقى».. «هند» لا تبالغ فى تحديد مكانتها بل تنشد المنطق وتحترم التاريخ.. أتذكر أن (مهرجان القاهرة) فى مطلع التسعينيات قرر تكريمها، فقالت لسعد الدين وهبة رئيس المهرجان «شادية» تسبقنى زمنيًا، وهى الأحق منى واعتذرت عن التكريم حتى لا تتخطى «شادية».. بينما على الجانب الآخر فى (مهرجان الإسكندرية) عندما تأخر المهرجان عن تكريمها لم يراعوا وقتها التاريخ اعتذرت، وأتصور أن (بوستر) هذه الدورة فى (الإسكندرية) يحمل فى معناه التكريم الذى تستحقه!!

النظرة الضيقة لهند رستم هى أن نقول إنها تساوى الإغراء، الصحيح أن نقول «هند رستم» تساوى الأنوثة، والفارق شاسع، «هنومة» فى رائعة يوسف شاهين «باب الحديد» ليست غواية أو إغراء بجردل الكازوزة ولكنها الأنوثة. الصراع بين رهان الرقة الذى سيطر على نجمات التمثيل فى ذلك الزمان «فاتن» و«ماجدة» و«مريم» و«شادية» و«سميرة» كان يقابله على الجانب الآخر وبأسلوب منفرد أنوثة «هند رستم»!!

بصمة خاصة داخل الأسانسير فى «بين السماء والأرض» لصلاح أبوسيف فى مساحة مكانية لا تتجاوز مترين إنها الأنوثة قبل الإغراء دائمًا.

ابتعدت «هند» عن الحياة الفنية أكثر من ٣٠ عامًا، وكانت هى صاحبة القرار، وليس كما هو منشور على (النت) تنفيذا لرغبة زوجها الطبيب الشهير محمد فياض، هند هى صاحبة القرار.

إلا أنها لم تغب أبدا عن المشهد، ظلت متابعة لما يجرى وتدلى برأيها عبر الصحافة، وأيضًا كان صوتها حاضرًا فى البرامج الإذاعية والتليفزيونية، وكثيرا ما شرفتنى بمكالمات تليفونية، نتبادل الرأى فى الحالة الفنية وأغلبها نوع من (الفضفضة).

تمكّن الصديق الصحفى والإعلامى الكبير «محمود سعد» من تسجيل حوار بالكاميرا قبل رحيلها بعامين فى برنامج (البيت بيتك).. لم تقترب الكاميرا منها إلا بتردد، وبمسافة ولفترة زمنية محدودة، وكتبت أن ظهور «هند رستم» كان نصف ظهور، وأرسلت لى ابنتها الوحيدة (بسنت) ردًا، وكأنها تعبر عن رأى «هند»، ونشرته وعقبت عليه، واكتشفت أن هذا كان أقصى ما يمكن أن نحصل عليه من «هند» حتى لو لم يشف غليلنا واشتياقنا.

ورحلت هند أيضا فى شهر رمضان، وأتصورها أنها كانت حريصة حتى اللحظة الأخيرة أن تقف على خدمة من يعملون بمنزلها فنانة استثنائية وإنسانة استثنائية!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هند رستم اخترقت الخط الفاصل بين الرقة والأنوثة هند رستم اخترقت الخط الفاصل بين الرقة والأنوثة



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك

GMT 14:11 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

رسم للفنان الفرنسي

GMT 19:48 2012 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هذا نذير شؤم

GMT 07:23 2015 الجمعة ,20 شباط / فبراير

عموري مبارك: صوت الأمل الجريح

GMT 10:18 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib