«العمران والسياسة» قراءة ممتعة
نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة
أخر الأخبار

«العمران والسياسة»: قراءة ممتعة!

المغرب اليوم -

«العمران والسياسة» قراءة ممتعة

حسين شبكشي
بقلم : حسين شبكشي

 

الكتب السياسية المميزة واللافتة في العالم العربي باتت نادرة وفريدة، ولذلك حينما يصدر أحدها من كاتب مرموق يستحق أن ينال الاهتمام والقراءة المتأنية، وهذا تماماً ما انتابني حينما علمت بإصدار الكاتب والصديق العزيز وجار صفحة الرأي مأمون فندي لآخر إصداراته المعنون «العمران والسياسة»، وهو عنوان ذكي يحاول فيه أن يقوم بقراءة غير تقليدية لأهمية ربط التطور أو التدهور العمراني بالسياسة العامة، واختار مأمون فندي نموذج مصر ليطبق هذه النظرية، أو بالأحرى هذا التشريح الدقيق لعلم الاجتماع وعلم السياسة وعلم العمران في آن في كتاب أقل ما يمكن أن يُوصف به هو أنه ممتع ومفيد وغير تقليدي.
يستغل مأمون فندي المساحة العريضة التي تقدمها مصر كدولة مترامية الأطراف متعددة المجتمعات وأثر العمران في كل ذلك، سواء كانت من مقار الدوائر الحكومية التي تبدأ من دوار العمدة وصولاً إلى مجلس الشعب؛ أي من أصغر قرية إلى العاصمة القاهرة، وعلاقة ذلك بمقامات الأضرحة والأولياء التي تبدأ صغيرة ثم تصل إلى أكبرها في العاصمة القاهرة هي الأخرى. وكذلك العلاقة ما بين الميادين والشوارع والأزقة وصولاً للعشوائيات، وعلاقة ذلك كله بالتخطيط المنظم والمركزي أو العشوائي التام والخالي من أي أفكار.
كتاب مأمون فندي ليس الأول من نوعه في وصف مصر، فقد كانت الحملة الفرنسية أول من قدّم كتاباً بهذا العنوان يحاول تقديم مصر للعقول الغربية من خلال عيون غربية. وطبعاً هناك الكتاب المهم الذي كتبه المفكّر الاجتماعي المصري جمال حمدان، الذي وضع له عنواناً بسيطاً هو «عبقرية المكان» فيه يقدم نظرة «خلدونية» للتطور الاجتماعي المختلف الذي انعكس على شخصية مصر وهويتها عبر الأزمنة المختلفة. ويُقدم الكتاب نظرة فلسفية عميقة لعلاقة العمران بالأنظمة السياسية وطريقة حكم البلاد، ومع تطور الميادين والطرق والكباري كان الاهتمام بالبنية التحتية، ومع انتشار العشوائيات في حزام المدن كان ذلك دليلاً على الإهمال التام، والفساد الكبير في التخطيط العمراني، وما صاحبه من قرارات.
ولا يخلو الكتاب من إسقاطات مهمة على العلاقة الوثيقة بين العمران والتاريخ في مصر عبر الأزمان، فهناك طبعاً البصمة الفرعونية الواضحة وعلاقتها ما بين ضفتي النيل في البر الغربي والبر الشرقي في مدن مصر التي يعبر من خلالها هذا النهر، وعلاقة مصر بالعمارة الإسلامية بقبابها ومآذنها وأبوابها وأسوارها وأزقتها وحواريها، مروراً بعصور مختلفة كالبيزنطية والإغريقية التي تجدها في مدينة مهمة كالإسكندرية على سبيل المثال. والمدن التي كانت مسورة مثل القاهرة القديمة، يعيد الكاتب طرح نفس وجهة نظر اليوم بأنها مدن جديدة عادت لتخرج على ضواحي القاهرة القديمة في مجمعات سكنية مغلقة ذات أسوار تعزل ساكنيها عن سائر المجتمع المصري، فيكونون في فقاعة من نسيج خيالهم بعيداً عن الواقع المغاير تماماً. تؤثر العمارة في سلوك الناس من دون وعي منهم، وتظل هذه العلاقة الخفية هي ما يربطهم بالسلطة بصورة غير مباشرة وبصورة واضحة في اللاوعي. ويظهر ذلك جلياً في ظاهرة العشوائيات التي صاحبت الحداثة، وكانت نتاجاً مختلطاً بين الواقع الاجتماعي والاقتصادي، وانعكاساً لصراع طبقي تعيشه المجتمعات بشكل عام.
هذه العشوائيات كونت لأصحابها عالماً موازياً، حيث يعيش فيها أكثر من سبعة ملايين شخص نسجوا عالمهم الخاص واقتصادهم الخاص ومجتمعهم الخاص بعيداً عمّا يمكن أن يطلق عليه العالم الحقيقي.
استفاض ابن خلدون عالم الاجتماع ذائع الصيت والتونسي المنشأ في أمر العمران البشري، حيث تحدد الدولة وحدها شأن العمران فيقول: «الدولة من دون العمران لا تتصور، والعمران من دون الدولة والمُلك متعذر»، ولذلك لعب العمران دائماً الدور الأساسي في انتقال الناس من مرحلة إلى أخرى بشكل رئيسي.
قدّم مأمون فندي في كتابه الأخير وجبة دسمة للتأمل والتفكر والتدبر في شؤون غير تقليدية، ولكنها ظاهرة العيان أمام الناس، وهي علاقة العمران بالسياسة وعلاقة السياسية بالعمران، ومدى تأثيرهما في بعض في واقع تعيشه المجتمعات وتتأثر به، واستخدم المثال الصارخ في إثبات هذه المقولة ما حدث ويحدث وسيحدث في مصر، والأمثلة التي قدمها تؤكد أننا أمام حالة تستحق الدراسة وتستدعي التركيز فيما نسعى لتقديمه للعالم كنماذج عمرانية تعكس رغباتنا السياسية والعكس صحيح.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«العمران والسياسة» قراءة ممتعة «العمران والسياسة» قراءة ممتعة



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك

GMT 14:11 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

رسم للفنان الفرنسي

GMT 19:48 2012 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هذا نذير شؤم

GMT 07:23 2015 الجمعة ,20 شباط / فبراير

عموري مبارك: صوت الأمل الجريح

GMT 10:18 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib