هل يسخر التاريخ منا «١»
نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة
أخر الأخبار

هل يسخر التاريخ منا؟ «١»

المغرب اليوم -

هل يسخر التاريخ منا «١»

زاهي حواس
بقلم : زاهي حواس

 

ولد توت عنخ أمون فى سنة ١٣٢٩ قبل الميلاد، وقبل ألف عام من مولده كان الملك خوفو العظيم، ثانى ملوك الأسرة الرابعة، قد وضع آخر حجر فى الهرم الأكبر معلنًا الانتهاء من أعظم مشروع معمارى عرفته البشرية إلى الآن، ولا يزال الهرم الأكبر يقف شامخًا باعتباره المعجزة الوحيدة الباقية من العالم القديم. كذلك فإن بعد مولد توت عنخ آمون بألف سنة تقريبًا دخل الجيش الرومانى إلى الإسكندرية بعد أن هزم جيش الملكة كليوباترا وحبيبها مارك أنطونى، لتلاقى أيقونة البطالمة؛ كليوباترا؛ مصيرها الحزين وهى وحيدة مختبئة داخل مقبرتها التى ما زلنا نحاول العثور عليها. وما بين عصر الملك خوفو وعصر الملكة كليوباترا تاريخ طويل ممتد لملوك وفراعنة عظام حكموا مصر وبنوا إمبراطورية مصرية تحكم الشرق القديم. وكان منهم من خلده التاريخ وحفر اسمه فى سجل أسماء لا تنسى، بينما هناك ملوك وفراعنة آخرون ضاعت ذكراهم ومحيت أسماؤهم من ذاكرة التاريخ وبالتالى طواهم النسيان للأبد، أو فالنقل إلى حين!، والمقصود هنا أنه من الممكن أن يحدث فى أى يوم من الأيام سواء فى المستقبل القريب أو البعيد أن يقرر التاريخ فجأة وبدون مقدمات أن يبعث إلى الحياة اسمًا من تلك الأسماء التى طواها النسيان ليعيد صاحبه مرة أخرى إلى صفحات الخلود.
والى وقتنا هذا وعلى الرغم من مرور أكثر من قرنين من الزمان على نشأة وتطور علم الآثار والذى يُعنى بالكشف ودراسة اللقى الأثرية، وكل ما تخلف من الحضارات القديمة من كتابات وآثار كقرية قديمة مطمورة تحت الرمال يقاس حجمها بالكيلومترات، أو كمعبد يقاس بالأمتار، أو حتى خرزة لا يتعدى حجمها المليمترات، وعلى الرغم من تشعب علم الآثار وخروج العديد من العلوم الإنسانية من تحت مظلته إلا أننا كعلماء وباحثين لا نزال عاجزين إلى حد كبير عن تفسير فلسفة التاريخ فى حفظ وتخليد أسماء وشخصيات معينة بينما أخرى يحكم عليها بالنسيان؟!.

الموضوع شائك ويحتاج إلى كثير من البحث من عدة أوجه إلى جانب المنظور الأثرى. إضافة إلى ضرورة وجود دراسات تُعنى بتحليل الضمير الجمعى للبشر عبر العصور المختلفة. ولكى نخرج من دائرة التعقيد إلى التبسيط نقص عليكم قصة الملك توت عنخ آمون من منظور لم يسبقنا أحد اليه من قبل، على الرغم من أنه ما من ملك من ملوك الحضارات القديمة تم تناوله بالبحث والدراسة فى المائة سنة الأخيرة مثلما حدث مع الملك توت عنخ آمون الذى تفوقت شهرته وترسخت ذكراه أكثر من أى ملك آخر حتى ولو كنا نتحدث عن ملوك مثل خوفو، وتحتمس الثالث، ورمسيس الثانى، بل الإسكندر الأكبر نفسه.

ولد توت عنخ آمون لأبيه الملك أخناتون وأمه التى ما زلنا نجهل اسمها، بينما نعلم أنها كانت أخت الملك أخناتون وابنة الملك أمنحتب الثالث والملكة تى. كان مولد الملك توت الذى سمى عند مولده بتوت عنخ آتون أى الصورة الحية لآتون، فى مدينة العمارنة لكن سرعان ما رحل عنها مع والدته إلى مدينة منف ليعيشا فى قصر جدته الملكة تى ويبدو أن أمه قد ماتت بعد مولده بقليل إثر حادث أليم وتعهدته جدته الملكة تى بالرعاية والاهتمام خاصة أن الطفل الملكى ولد بعيب خلقى فى إحدى قدميه أجبره أن يمشى طيلة حياته بمساعدة عصا. كذلك كانت الملكة تى تعى تماما أهمية هذا الطفل الذى سيحكم مصر خلفًا لأبيه أخناتون، على أمل أن يصلح ما أفسده أبوه باستغراقه فى علوم اللاهوت وإعلان آتون الإله الوحيد مغلقًا كل معابد ومقاصير غيره من الآلهة التى ظلت تعبد على أرض مصر لآلاف من السنين.

يفيض الكيل بالملكة الأم تى وهى ترى سلطان مصر يتزعزع داخليا وخارجيًا، وقد أدى عدم ظهور الجيش المصرى من حين لآخر فى بلاد الشرق القديم، كما كانت عادة الفراعنة قبل أخناتون، إلى حدوث قلائل واضطرابات عصفت بعدد من الممالك التى كانت تدين بالولاء لمصر. وقد قام حكام وملوك الشرق القديم بإرسال المكاتبات تلو المكاتبات لأخناتون يحثونه على أن يأمر الجيش المصرى بالخروج ومجرد الظهور فى المنطقة لكى تهدأ الأمور. وعندما لم يجد هؤلاء أذنا صاغية من الملك توجهوا بمكاتباتهم إلى الملكة الأم تى يستحلفونها أن تتدخل وتقنع ابنها بإنقاذ ممالكهم وبالتالى إنقاذ النفوذ المصرى بمجرد ظهور جيش مصر فى ممالكهم!، وإلى جانب هذا يبدو أن الملكة تى كان قد ورد اليها أنباء تؤكد أن الملكة نفرتيتى تسيطر سيطرة كاملة على زوجها الملك أخناتون وأنها بصدد إقناعه بتنصيبها ولاية العرش!، هنا لم تتردد الملكة تى وأمرت الأمير توت عنخ آتون بالاستعداد إلى السفر لعاصمة أبية «آخت أتوت»- تل العمارنة حاليا- وذلك لأمر هى وحدها من يعلمه.

بمجرد وصول الملكة الأم إلى العمارنة تختفى نفرتيتى وكان ذلك يوافق العام الثانى عشر من حكم أخناتون، وفى نفس العام أو العام الذى يليه مباشرة تم إعلان زواج الأمير الطفل توت عنخ آتون من الأميرة الطفلة عنخ إس إن با أتون. وتم تسجيل هذا الزواج رسميًا على جدران المعابد فى تل العمارنة، وقد بحثت كثيرا عن حجر بعينه يثبت وقوع الزيجة فى حياة أخناتون حتى نجحت فى العثور عليه بأحد مخازن الآثار بمدينة الأشمونين بمحافظة المنيا.

كان زواج توت وتحجيم دور نفرتيتى بمثابة وضع الأمور فى نصابها من قبل الملكة الأم تى العظيمة التى يبدو أنها عادت إلى منف مع الزوجين الصغيرين لعيشا معا فى كنفها ترقبا لما ستسفر عنه الأيام.

مات أخناتون واضطربت الأمور وحاولت نفرتيتى إعلان نفسها ملكة لكن يبدو أن محاولتها لم يكتب لها النجاح. ويتولى الطفل الصغير توت عنخ آتون الحكم وإلى جواره زوجته الطفلة عنخ إس إن با أتون. ولم يكن توت قد تجاوز العاشرة بعد من عمره. ولا نعرف فى تلك المرحلة هل كانت الملكة تى لا تزال على قيد الحياة أم أنها كانت قد رحلت قبل ابنها أخناتون بقليل. المهم أن توت وبوصفه ملكًا على مصر كان واجبه الأول إقامة الماعت أى الحق والعدل والنظام، وكانت الماعت قد اختلت فى عصر أبيه ولذلك قام توت عند التتويج بتغيير اسمه إلى توت عنخ آمون وأصبح اسم زوجته عنخ إس إن آمون. وقام بإعادة فتح معابد الآلهة وأعاد لها ممتلكاتها من أوقاف تصرف منها، وكذلك قام بترميم ما حطمة أبوه من آثار وأسماء لتلك الآلهة التى كانت قد محيت من على جدران معابدها.

للأسف لم يطل العمر بتوت عنخ آمون الذى مات وهو فى الثامنة عشرة ودون أن يترك وريثًا للعرش، الذى آل لمن لا يستحقة. وقد سارع «أى» أحد أكبر رجالات الدولة المصرية عمرًا ونفوذًا بدفن توت عنخ آمون فى مقبرة غير ملكية بوادى الملوك تم تعديلها و(تشطيبها) على عجل وجمع بعض الأثاث الجنائزى من الورش الملكية ومن هبات وهدايا الموظفين وكذلك تعديل النقوش والكتابات على تابوت من الحجر الرملى لكى يناسب توابيت توت الثلاثة التى حمت مومياءه ووضعت داخل التابوت الحجرى المعدل. وبمجرد دفن توت أعلن أى نفسه ملكا على مصر ومن بعده خلفه حورمحب لتنتهى قصة أعظم أسرة فرعونية قديمة، وهى الأسرة الثامنة عشرة.

لم تكن مشاريع توت عنخ آمون قد وصلت لحد يسمح باستكمالها وبقائها باسمه فتم اغتصابها ونسبتها إلى «أى» وغيره. وحدث بعد وقت قصير من دفن توت أن تعرض وادى الملوك لفيضان عارم أدى إلى جرف كميات هائلة من الطمى والرديم الذى أدى إلى اختفاء مدخل مقبرة توت عنخ آمون. وهنا نصحح الخطأ الشائع حتى بين أغلب الأثريين وهو أن حفر مقبرة رمسيس الخامس والسادس هو ما أخفى مقبرة توت عنخ آمون!، وبوفاة آخر رجل عاصر، أو سمع عن توت عنخ آمون يختفى كل ذكر لاسم الملك ويدخل إلى خزانة النسيان.

سم الله بالصور إلى ذكر وسم الله ، وَلَقَتْ من ذاكرة التاريخ. ملك مات صغير السن ، ووقف ، ووقف ، ووقف ، ووقف ، ووقف ، ووقف ، ووقف ، ووقف ، ووقف ، ووقف ، ملك العالم ، ملك العالم الأشهر ، ويخلد التاريخ ، الأشهر الأشهر في العالم كله. لم يذكر اسمه: يا سوى ملك لم يكن سوى ملك لم يسعفه العمر ليملك أو يحكم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يسخر التاريخ منا «١» هل يسخر التاريخ منا «١»



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك

GMT 14:11 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

رسم للفنان الفرنسي

GMT 19:48 2012 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هذا نذير شؤم

GMT 07:23 2015 الجمعة ,20 شباط / فبراير

عموري مبارك: صوت الأمل الجريح

GMT 10:18 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib